عربي ودولي

لافروف أكد أن أميركا بدأت بإثارة وتضخيم المخاوف على حدود روسيا.. بوتين: توسيع البنية التحتية العسكرية للناتو في أوكرانيا خط أحمر ومن كان يخيفني من الصين هو الذي يرتعد منها

| وكالات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، إن من كان يخيفني من الصين منذ عام 2000 هو الذي يخاف منها، مشدداً على أن توسيع البنية التحتية العسكرية لـ«الناتو» في أوكرانيا خط أحمر لروسيا، في حين أوضح وزير خارجيته سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة أحاطت روسيا بقواعد عسكرية وبدأت بإثارة وتضخيم المخاوف على حدودها.
ونقلت وكالتي «نوفستي» و«تاس» عن بوتين قوله في رد على سؤال حول «التهديد الصيني»، خلال المنتدى الاستثماري «روسيا تنادي» الذي ينظمه مصرف «VTB Capital» إن أولئك الذين أرعبوني وأخافوني من الصين منذ العقد الأول من القرن الحالي، هم أنفسهم ارتعبوا من الصين وبدؤوا في تغيير سياستهم في العلاقات مع الصين».
وتابع: «إنهم يخيفونني من الصين، منذ عام 2000، والوضع في رأيي، قد تغير، ومختلف العقوبات والقيود غير مبررة ومخالفة لقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالصين، لكن الحقيقة تبقى أن التنافس يتزايد، فعندما يتم إنشاء تحالفات ضد أحد ما (مسترشدا بتحالف «أوكوس»)، فإن هذا لا يؤدي إلى تحسن الوضع في المنطقة، بل على العكس من ذلك، يوتر الوضع».
ولفت بوتين إلى أن الصين لها الحق في بناء سياستها الدفاعية حسب الحاجة لبلد يبلغ تعداد سكانه 1.5 مليار نسمة، مشيراً إلى أن روسيا لا تخشى نمو إمكانات الصين الدفاعية.
وأكد أن موسكو تدعم عمل بكين في إطار إستراتيجية إنشاء بنية تحتية عالمية لطرق التجارة، وقال بوتين «نحن ندعم جهود أصدقائنا الصينيين في إطار استراتيجية الحزام والطريق».
كما لفت الانتباه إلى حقيقة أن الصين هي أكبر مستثمر في الشرق الأوسط، وقال: «نرحب بجهود جمهورية الصين الشعبية، فهذه الجهود مفيدة للمنطقة».
وأكد الرئيس بوتين أن روسيا لن تسترشد بمصالح دول ثالثة في بناء العلاقات مع الصين، قائلاً: «نعم، قوة الصين تتزايد، ونحن نراها، والجميع يراها، وخصوصا قوتها الاقتصادية، ولكن لماذا يجب أن نسترشد في بناء سياستنا وفق مصالح دول ثالثة؟ لقد عملنا وسنظل نعمل وفق الشعب الروسي والمصالح الروسية».
ورداً على سؤال عما إذا كان يخطط للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما الأهداف التي يريد أن تحققها بلاده، نقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله: «أعتقد أن إعادة انتخابي ليس هدفاً لروسيا»، مؤكداً أن الدستور الروسي يمنحه حق الترشح لولاية رئاسية جديدة، مضيفاً: «لم أقرر بعد إذا ما كنت سأفعل ذلك أم لا، لكن وجود هذا الحق بحد ذاته يضمن استقرار الوضع السياسي الداخلي».
من جانب آخر قال بوتين خلال المنتدى إن توسيع البنية التحتية العسكرية للناتو في أوكرانيا خط أحمر لروسيا، مؤكداً أنه إذا ظهرت بأوكرانيا منظومات صواريخ يمكنها الوصول إلى موسكو في بضع دقائق فإن روسيا ستضطر للرد بتهديدات مماثلة، ولفت إلى أنه لا إجابة معقولة على السؤال عن سبب اقتراب الناتو من الحدود الروسية.
وأوضح أن «العلاقات بين روسيا والغرب جميعاً، كانت في التسعينيات وحتى بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين صافية. لماذا الحاجة إلى توسع الناتو قرب حدودنا»؟
وفي السياق قال بوتين، إن روسيا اختبرت بنجاح أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وتصل إلى 9 ماخ، وفي الوقت القريب ستظهر هذه الأسلحة في البلاد.
وحسبما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» حذر بوتين من عواقب نشر أسلحة ومنظومات هجومية في أوكرانيا، وقال: «إذا ظهر نوع من أنظمة الصدام (الحرب) على أراضي أوكرانيا، فإن مدة رحلة هذه الأسلحة الصاروخية إلى موسكو ستكون من سبع إلى عشر دقائق، وفي حالة وضع أسلحة تفوق سرعة الصوت فستصل بخمس دقائق.
وأشار بوتين إلى أنه في هذه الحالة سيكون على روسيا أن تصنع شيئاً مشابهاً فيما يتعلق بهذه التهديدات، مؤكداً أن موسكو قادرة على فعل ذلك الآن.
على خط مواز أعلن لافروف أن الولايات المتحدة أحاطت روسيا بقواعد عسكرية وبدأت بإثارة وتضخيم المخاوف على حدودها.
وقال لافروف في ندوة بعنوان «الحوار من أجل المستقبل» أمس: إن «قيام الولايات المتحدة بإحاطتنا بقواعدها العسكرية من جميع الجهات حقائق يعرفها أي شخص ومع ذلك فإن هذه الهستيريا على الحدود الروسية تثار باستمرار من قبلها».
وتأتي تصريحات لافروف في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون شن حملة إعلامية مكثفة حول مزاعم بتهديد روسيا لأوكرانيا ودول أخرى.
في غضون ذلك أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، أن روسيا ستتابع مراقبة تحركات الناتو وأوكرانيا على حدودها، مذكراً أن موسكو أبلغت واشنطن بأنها لا تتبع أي خطط عدوانية تجاه كييف.
ونقل موقع «روسيا اليوم» تصريحات باتروشيف لجريدة «روسيسكايا غازيتا» نشرت أمس قال خلالها: «خطاب الإعلام الغربي ومسؤولي رفيعي المستوى في الولايات المتحدة حول اتباع روسيا خططاً عدوانية لا يستند إلى أي أساس. الاتحاد الروسي لم يبد أبداً عدوانية تجاه أي دولة ولاسيما أوكرانيا، التي يقطنها شعب مقرب لنا من حيث الدم واللغة والتاريخ».
وشدد باتروشيف على أنه «لا تجري أي عمليات انتقال غير مبررة للقوات الروسية أو تدريبات غير مخطط لها بالقرب من الحدود مع أوكرانيا».
وفي سياق متصل قال جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية في بيان أمس إن «الأميركيين والبريطانيين يقومون بتأجيج الصراع بشكل مصطنع من أجل محاولة إبراز روسيا مسؤولة عن جميع المشاكل التي تتزايد على الحدود الأوكرانية».
وأوضح البيان أن «السلك الدبلوماسي لدول الاتحاد الأوروبي في حالة ارتباك فهم يدركون أن الأميركيين والبريطانيين يقومون بتأجيج الصراع بشكل مصطنع من أجل تقديم روسيا على أنها المتسبب بجميع المشاكل ولكنهم لا يرون احتمالات تحويل أوكرانيا إلى شريك متحضر يمكن التنبؤ بسياسته وتصرفاته».
وفي السياق أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن الولايات المتحدة تشوه بشكل متعمد الحقائق المتعلقة بمطالبتها الدبلوماسيين الروس بمغادرة البلاد، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق بـ«طرد هؤلاء الدبلوماسيين وليس انتهاء مدة إقامتهم».
وأوضح أنطونوف أن الخارجية الأميركية كانت قد حددت من جانب واحد في كانون الأول الماضي مدة إقامة موظفي السفارة الروسية في واشنطن والقنصليات العامة في نيويورك وهيوستن بثلاث سنوات فقط وهو ما يعني أن يتم طرد هؤلاء الدبلوماسيين عند انقضاء هذه المدة.
بينما زعمت الخارجية الأميركية أن مغادرة هذه المجموعة من الدبلوماسيين الروس مرتبطة بانقضاء فترة السماح بوجودهم في أراضي البلاد «وليست طرداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن