تحتفل الأرجنتين في 20 تشرين الثاني من كل عام بيوم السيادة الوطنية حيث كانت معركة فويلتا دي أوبليغادو في عام 1845 علامة فارقة في تاريخ البلاد، حيث رفض الجنود الأرجنتينيون في ذلك اليوم غزو الأسطول الأنغلو- فرنسي الذي كان يهدف إلى استعمار الأراضي الأرجنتينية، لكن حكومة خوان مانويل دي روساس، المدعومة من المنفى من قبل المحرر العام خوسيه دي سان مارتين أعدت مقاومة ومنعت أن يحصل هذا الغزو، هذا الحدث الصادق والذي جاء ضمن السيادة الوطنية، شمل التوقيع على معاهدة السلام بين الأرجنتين وفرنسا وبريطانيا العظمى.
وفي بيان حصلت عليه «الوطن» قالت السفارة الأرجنتينية بدمشق: يقول سكرتير جزر مالفيناس وأنتاركتيكا وجنوب المحيط الأطلسي، السفير غييرمو كارمونا إنه «لم يعد هناك أي ذريعة لتجميد مناقشة قضية السيادة، وهذا هو السبب في أننا سنعمل مناشدين أدوات الدبلوماسية والقانون الدولي والدعم الهائل الذي يقدّم لمصلحتنا وبشكل رئيس من أغلبية دول العالم، مالفيناس توحدنا جميعاً في قضية وطنية وإقليمية تسعى إلى إنهاء الاستعمار على مستوى عالمي».
في ذكرى يوم السيادة، وبمشاركة أعضاء من لجنة الحوار من أجل «مالفيناس» في سورية، وهي لجنة تأسست قبل بضعة أشهر وتضم شخصيات سورية في المجالات التربوية والاقتصادية والثقافية، تم وضع لوحة رمزية لخريطة جزر «مالفيناس» غير المستردة على النصب التذكاري الذي شيّد في الذكرى المئوية الثانية لثورة أيار والذي يقع في شارع الأرجنتين في العاصمة الألفية دمشق، كتذكير بحقوق الأرجنتين المشروعة في المنطقة المعزولة غير المستردة والمساحات البحرية المحيطة بها، وكذلك للتذكير بأهمية إنهاء ما يمثله الاستعمار، الذي يشكل مفارقة تاريخية حقيقية في القرن الحادي والعشرين.
وفي هذه المناسبة، أيّد السفير سيباستيان زافالا كلمات وزير الخارجية الأرجنتيني سانتياغو كافييرو، بشأن استعادة السيادة الكاملة على جزر «مالفيناس» وجورجيا الجنوبية وساندويتش الجنوبية والمناطق البحرية والجزر المقابلة، وقال: «إن التطلع الأقصى للهوية الأرجنتينية هو شعور إجماعي للشعب الأرجنتيني، وبالتالي ينعكس على أنه تفويض دستوري».
المناسبة شكلت فرصة لبدء أنشطة «جدول مالفيناس 40 عاماً»، في ضوء حلول الذكرى الأربعين في العام المقبل من الصراع في جنوب المحيط الأطلسي، وأعلن رئيس بعثة سفارة الأرجنتين عن تشكيل طاولة عمل ستكون مسؤولة عن جدول الأعمال، وستضع إستراتيجية مشتركة للنشر والوعي فيما يتعلق بسيادة الأرجنتين على جزر مالفيناس وجورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية والمساحات البحرية المحيطة بها، تكريماً لأبطال مالفيناس، سواء أولئك الذين قضوا في الأراضي المحتلة أم قدامى المحاربين.
وبهذا أضحت هذه المناسبة والنصب التذكاري للأرجنتين علامة بارزة أولية أطلقتها «أجندة مالفيناس 40 عاماً» في سورية، وهي البلد الذي يدعم بشكل تقليدي ومبدئي مواقف الأرجنتين الحبيبة، فيما يتعلق بالوضع الذي عفا عليه الزمن، والذي يؤثر في الجزر والمساحات البحرية، بما في ذلك مواردها السمكية وتلك الموجودة في قاع البحر وباطن الأرض، التي تحتلها القوة البريطانية في جنوب المحيط الأطلسي.