أوكرانيا غازلت روسيا.. وأميركا توعدتها! … بوتين: التهديدات تقترب من حدودنا وسنتخذ إجراءات عسكرية مناسبة رداً على الاستفزازات
| وكالات
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده ستتخذ إجراءات عسكرية فنية مناسبة، رداً على استفزازات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بينما انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس تصريحات الأمين العام لـ«الناتو»، ينس ستولتنبيرغ، حول إمكانية نقل الحلف أسلحة نووية إلى شرق أوروبا، واصفاً إياها بـ«المتهورة».
يأتي ذلك على حين ألمحت أوكرانيا إلى إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع موسكو من أجل إنهاء الحرب في دونباس، بالتزامن مع اتهام روسيا لها بإرسال 125 ألف جندي إلى منطقة الصراع في دونباس.
وحسب ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» شدد الرئيس الروسي، خلال مراسم اعتماد السفراء الأجانب أمس على أن موسكو ستؤكد تمسكها بعدم السماح بتوسع الناتو شرقاً باتجاه الحدود الروسية، وقال: «في هذه الحالة، نتخذ إجراءات عسكرية فنية مناسبة، لكن، أكرر، لسنا نحن من يهدد أحداً، وهم يتهموننا بذلك»، مشيراً إلى أن التهديدات تقترب من الحدود الروسية.
وأشار بوتين إلى أن الدول الغربية تتجاهل قلق روسيا بشأن توسع الناتو باتجاه الشرق نحو حدودها، مضيفاً إن روسيا تقترح بدء مفاوضات جوهرية لتحقيق ضمانات قانونية بعدم توسع الناتو شرقاً باتجاه حدودها.
على خط موازٍ ذكر لافروف في كلمة ألقاها في مجلس الاتحاد، أي الغرفة العليا بالبرلمان الروسي، بأنه في أثناء عملية تشكيل الائتلاف الحكومي في ألمانيا نشرت وسائل إعلام تسريبات عن بعض أعضاء الائتلاف الذين دعوا إلى دمج المطالبة بإخراج الأسلحة النووية من الأراضي الألمانية في برنامج الحكومة الجديدة.
وأضاف لافروف: «وفي الوقت الذي لم يتم فيه بعد اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن، صرح ستولتنبيرغ أنه إذا كانت ألمانيا لا تريد ذلك، فنحن سننقل الأسلحة النووية شرقاً. هل من توضيحات إضافية يحتاج إليها زملاؤنا الغربيون حتى يتوقف هذا التصرف المتهور، إذا أمكنني وصفه بهذا التعبير اللطيف»؟ مضيفاً إن «هناك شيئاً على ما يبدو يدفع الأمين العام للناتو إلى هذا التصرف البالغ العدوانية».
في غضون ذلك قال رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده ترغب في إجراء محادثات مباشرة مع موسكو من أجل إنهاء الحرب ضدّ قوات تدعمها روسيا في منطقة دونباس شرق البلاد،
وقال زيلينسكي: «يجب أن نقر بأننا لن نكون قادرين على وقف الحرب من دون مفاوضات مباشرة مع روسيا واليوم تمّ الاعتراف بذلك بالفعل من جميع الشركاء الخارجيين».
وكان الرئيس الأوكراني يتحدث أمام البرلمان بعد أن حثّت أوكرانيا حلف شمال الأطلسي على التحضير لعقوبات اقتصادية على موسكو وتعزيز التعاون العسكري مع كييف «كسبيل لردع روسيا عن شن أيّ هجوم جديد بعد أن حشدت قواتها بالقرب منها».
في غضون ذلك صعد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرغ، من حدة تهديده وتوعد روسيا بأن تدفع ثمناً باهظاً في حال شن أي عدوان على أوكرانيا، موضحا أن اتخاذ هذه الخطوة سيؤدي إلى «تبعات اقتصادية وسياسية وخيمة».
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن ستولتنبيرغ، قوله خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في ريغا، أمس الأربعاء: «لدينا دائرة واسعة من الخيارات للتأكد من أن روسيا ستواجه تبعات وخيمة في حال استخدامها من جديد القوة ضد الدولة الأوكرانية ذات سيادة»، وأكد أن دعم الناتو لوحدة أراضي أوكرانيا لا يزال ثابتاً، واصفاً إياها بـالشريك والقريب والثمين جداً بالنسبة إلى الناتو.
وفي السياق نقلت وكالة «أ ف ب» عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قوله عقب اجتماع «الناتو» أمس امتلاك بلاده أدلة تُثبت أن روسيا تعتزم القيام بـ«أفعال عدائية كبيرة ضد أوكرانيا»، متوعّدا بجعلها تدفع ثمناً غالياً في حال نفّذت نياتها.
وقال: «لقد قلنا بوضوح للكرملين إننا سنردّ، وخصوصاً من خلال سلسلة تدابير اقتصادية ذات تأثير كبير كنّا قد امتنعنا عن استخدامها في الماضي».
ومن جانب آخر طلبت وزارة الخارجية الروسية أمس من موظفي السفارة الأميركية الذين أمضوا أكثر من 3 سنوات في موسكو مغادرتها مع نهاية الشهر المقبل.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها في تصريح صحفي: «نعتبر المطلب الأميركي بمغادرة الدبلوماسيين الروس لأراضيها على وجه التحديد طرداً ونعتزم الرد وفقاً لذلك، ولذلك بحلول الـ31 من كانون الثاني 2022 يجب أن يغادر موظفو السفارة الأميركية الذين أمضوا في موسكو أكثر من ثلاث سنوات»، وأضافت: «هذا لم يكن اختيار روسيا بل الولايات المتحدة هي من أطلقت مثل هذه اللعبة».
وحددت وزارة الخارجية الأميركية في سنة 2020 ومن جانب واحد مدة إقامة موظفي السفارة الروسية في واشنطن والقنصليات العامة في نيويورك وهيوستن بـ3 سنوات فقط.
وفي سياق آخر أعلنت زاخاروفا أن اجتماعاً سيعقد بين لافروف ونظيره الأميركي بلينكن على هامش المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي سيعقد في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وقالت زاخاروفا: «على هامش المجلس من المقرر عقد اجتماعات ثنائية بين الوزير الروسي والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ومع كل من الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ووزير الخارجية السويدي والأمين العام للمنظمة ووزير الخارجية الأميركي ووزراء خارجية النمسا وبريطانيا وهنغاريا وإسبانيا وصربيا وتركيا» لافتة إلى أن هذه الاجتماعات مقررة على هامش المجلس في الفترة من الثاني إلى الثالث من كانون الأول الحالي.