«آمال» تحتفل باليوم العالمي لذوي الإعاقة تحت شعار «يوم لنا.. فرصة للجميع» … دارم طباع: هناك واجب يجعلنا ندرك أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى عناية وهذا ما نقوم به مع مؤسسة آمال
| سارة سلامة- تصوير: مصطفى سالم
الثالث من كانون الأول كل عام يحتفل العالم بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة،
هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1992م أصبح يوماً عالمياً يلقي الضوء على أهمية الشمولية من خلال إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في بناء مجتمع شامل وفاعل يمكن الجميع الوصول إليه.
حيث أقامت المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة – آمال احتفالاً تحت شعار «يوم لنا… فرصة للجميع»، بهدف العمل على إقامة مجتمع يتسم بالشمولية ويتمثل في بناء مستقبل مشترك من خلال الجميع.
تحويل الحلم إلى نجاح
وعلى أنغام النشيد السوري بدأ طلاب من ذوي الإعاقة من الجمعيات وتحت قيادة المايسترو حسام الدين بريمو ترديد كلمات النشيد العربي السوري.
وتضمن الحفل عرض فيديو يوثق إنجازات منظمة آمال خلال عام 2021، وآخر عرف بالبرامج الأكاديمية وعرض مراحل افتتاح وتوطين مجموعة من البرامج في الجامعات السورية وهي (تقويم الكلام واللغة، علوم السمعيات – العلاج الوظيفي- علاج النفس الحركي – الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية– علم النفس السريري)، من أجل بناء فريق تأهيل يعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وتم تسليط الضوء على أهمية تفعيل دور الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع من خلال تقديم مشهديين مسرحيين بعنوان «وهلق لوين» و«يوم عادي جداً»، تأدية أطفال مركز التوحد والمركز التربوي للإعاقة السمعية.
وتم تكريم طلاب شهادة التعليم الأساسي الذين قاموا بتحويل الحلم إلى نجاح محبوك وممتلئ بالطموح والإصرار رغم الصعوبات التي مروا بها بالإضافة إلى تكريم مديري المدارس والمعلمين الذين قاموا بتقديم الدعم الأكاديمي لهم، تلاه معرض فني لأطفال المنظمة من مركز التوحد والمركز التربوي للإعاقة السمعية بعنوان: «أملي بكرا» والذي وثّقوا من خلال الرسم بالريشة والألوان عن المستقبل الذي يسعون إلى تحقيقه.
دمج الأطفال بالمدارس
وكشف الدكتور علي تركماني ممثل مجلس الأمناء في منظمة آمال أننا: «في كل عام نحتفل بالأطفال ذوي الإعاقة، لنضيء على الإمكانات التي يمكن أن تقدم لهم من خلال التأهيل والتربية الخاصة، لأن كل الاختصاصات التي تحدثنا عنها في الجلسة تم استكمالها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في جامعة دمشق لكي نستمر بتقديم الخدمات لذوي الإعاقة، ومن أهم القضايا التي وصلنا لها استكمال فريق التأهيل وهذا يؤدي إلى تقديم الخدمات بشكل أفضل للطالب، إضافة إلى العمل مع وزارة التربية لدمج الأطفال ذوي الإعاقة بالمدارس حيث كانت تجربة مقبولة ونعمل دائماً على تطوير آليات الدمج مع وزارة التربية».
وأضاف تركماني إنه: «تم توقيع اتفاقية بيننا وبين كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق في علم النفس السريري، وتمت زراعة 60 حلزوناً لـستين طفلاً سمعوا لأول مرة وبدأ التأهيل معهم، أما خطواتنا المستقبلية لعام 2022 فهي زيادة عدد المختصين على مستوى سورية والآن في مدينة حلب درجتا ماجستير، كما تم توقيع اتفاقية بعلوم السمعيات واللغة والكلام مع جامعة تشرين في اللاذقية».
جزء كبير من المجتمع
ومن جهته أوضح وزير التربية دارم طباع أن: «التعابير التي قدمها الأطفال تدل على وعي والوعي هو إدراك وقدرة جديدة يملكونها ويعبرون فيها عن مشاعرهم، الحفل جميل ومشجع وخاصة ما قامت به السيدة الأولى أسماء الأسد لمجموعة من الأطفال الذين تجاوزوا مرحلة الطفولة وأصبحوا في مرحلة متقدمة، هذا حافز للجميع للاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة، بالتأكيد هناك أشياء كثيرة يجب أن نقوم بها، هناك واجب يجعلنا ندرك أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى عناية وهذا ما تقوم به مع مؤسسة آمال».
وأضاف طباع إن: «70 بالمئة من المشكلة هي نفسية عند الأطفال العاديين وليس عند الأطفال ذي الإعاقة وبالتالي فكرة الدمج هي فقط لتسهيل هذه العلاقة بين الطفل العادي والطفل ذي الإعاقة وبالتالي يشعر الطفل ذو الإعاقة أنه قادر أن يعيش مع الآخرين بمجتمع متكامل وبالتالي هي تجربة ناجحة جداً وبالتأكيد نحن نتمنى توسيعها لتكون بأغلب مدارسنا واليوم نحن نرفض أن يكون هناك أي مدرسة لا تعالج مشكلات الإعاقة، يعني مثلاً تخصيص الطابق الأول لذوي الإعاقة ووضع أدراج خاصة وتأمين مرافق صحية خاصة بهم، هذا كله يؤخذ الآن بعين الاعتبار، والأطفال ذوو الإعاقة هم جزء كبير من المجتمع حتى قي المراحل المتقدمة بالتوظيف هناك 4 بالمئة لذوي الإعاقة فهذا يعني أن هناك اهتماماً كبيراً بهذه الشريحة في المجتمع».
في الصعوبة إنجاز
وعن التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة بيّن المايسترو حسام الدين بريمو أنه: «هو ليس أمراً صعباً لأننا نرى في الصعوبة إنجاز، وعندما نرى طفلاً عادياً يغني وطفلاً آخر غير قادر أن ينطق بشكل صحيح واستطاع بالتدريب فهذا يعني أننا قدمنا إنجازاً، ماذا أريد فرحاً أكثر من ذلك؟!، إذا ذلك لم يعد صعباً فهو شيء جميل وممتع وخاصة مع مؤسسة مهتمة ورائعة ومحبة جداً، وأوجه رسالة إلى أهالي الطلاب ذوي الإعاقة أن ابنك إنسان قادر أن يصنع الاختلاف وأنا أعرف الكثير من الأسر لديها أطفال معوقون حققوا نتائج رائعة لأن أهاليهم مؤمنون بهم».
وبينت الفنانة التشكيلية فاطمة عثمان أن: «الصعوبات موجودة لأن أطفالنا عندهم مشكلة باللغة التعبيرية، ومنهم من لغتهم ليست كاملة لذلك استمررنا في العمل على مدار شهرين ونصف الشهر حتى استطعنا أن نخرج بهذا المنتج وأن نفهم الطفل، بكل لوحة يوجد انفعالات وفرح وحزن وتمنٍّ، هذه اللوحات عبارة عن آمال وأحلام الطفل التي يتمنى أن يصل لها».
وبدورها أوضحت نور ناصر المعلمة في المركز التربوي للإعاقة السمعية: «في كل لوحة هناك حكاية لطفل كيف يرى مستقبله ونفسه، وهناك لوحات نرى الطفل كيف هو الآن وكيف يكون فيما بعد وأرى كل أحلامه في اللوحة والأشياء التي يحبها يمكن أنه لا يستطيع أن يعبر عن أفكاره بالكلام نرى تعبيراته من خلال اللوحة، وهدفنا من هذا الاحتفال الذي عقد تحت شعار: «يوم لنا فرصة للجميع» لنستطيع أن نحقق لهذا الطفل الشمولية والاندماج مع أقرانه ويشعر أنه مثل أي طفل طبيعي».
الأسرة شريك أساسي
ومن جهتها كشفت بشرى عويجان وهي اختصاصية متقدمة في مركز التوحد أن: «هذا المعرض شارك به أطفال من مركز التوحد ومن المركز التربوي للإعاقة السمعية وبالتأكيد العمل مع الأطفال يستلزم جهداً وهو عمل متكامل يعني اللوحات التي شاهدناها اليوم هي حصيلة فترة زمنية من العمل مع الأطفال من أشخاص متعددي الاختصاصات، فنحن دائماً نركز بالعمل مع الأطفال على أن نقيمهم مع مجموعة من الاختصاصيين لرصد أين نقاط الضعف ونعمل عليها ونقويها وهذا يتم بالتشارك مع الأسرة التي تكون شريكاً أساسياً بالنسبة لنا».
الطالب مالك الشلبي تحدث لنا أكثر عن لوحته حيث يقول من خلالها إنني: «أحب عائلتي كثيراً ورسمت أمي وأبي وأخواتي وعندما أكبر وأدرس سأصبح مهندساً معمارياً وعندما يتوافر معي النقود سأشتري بيتاً وسيارة وأتزوج وأنجب صبياناً وبناتاً».
عن آمال
ويذكر أن منظمة آمال تسعى إلى توفير التأهيل والبيئة الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة ليشاركوا بشكل فعال ومستقل في مختلف نواحي الحياة.
كما تقوم بتوفير برامج تدريب عملية بمختلف أنواع الإعاقة للعاملين في هذا المجال، ولاسيما الإعاقة السمعية واضطرابات الكلام واللغة والتوحد. وبالتوازي مع هذه البرامج، تركز المنظمة على تعزيز وتوسيع البرامج الأكاديمية في الجامعات السورية في مجال التربية الخاصة والعلوم الصحية المساعدة وإعادة التأهيل بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية دولية. كما تعمل بشكل حثيث على إصلاح منظومة العمل التشريعية والإدارية لتسهيل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. أما في قطاع الرعاية الصحية، فتتعاون منظمة آمال بشكل فعال مع العاملين في هذا المجال لتعزيز الوعي بفوائد الكشف والتدخل المبكر على هذه الحالات، ويشمل ذلك تطبيق بروتوكولات المسح السمعي الدولية. وحتى تاريخه استفاد 33.000 شخص من ذوي الإعاقة من خدمات آمال، كما ساهمت المنظمة في تخريج 198 طالباً من الماجستيرات الجامعية التي أطلقتها، إضافة إلى 6 آلاف ممارس استفاد من برامجها التدريبية.