انتقد البابا فرنسيس، أمس السبت الأنانية القومية في الاتحاد الأوروبي لما اعتبره غياب التنسيق في مسألة الهجرة، معرباً عن أسفه لأن المجتمع الأوروبي يواصل المماطلة ويعاني كما يبدو في بعض الأوقات من العجز وانعدام التنسيق بدلاً من أن يكون محركاً للتضامن.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن بابا الفاتيكان قوله في مستهل زيارة تاريخية إلى اليونان، أمس، تهدف إلى تحسين العلاقات المعقدة مع الكنيسة الأرثوذكسية: إن أوروبا «تمزقها الأنانية القومية» حيال إدارتها لأزمة الهجرة.
واعتبر البابا خلال لقائه نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماغريتيس سخيناس، والرئيسة اليونانية كاتيرينا ساكيلاروبولو، ورئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، ومسؤولين آخرين أن المجتمع الأوروبي يواصل المماطلة ويعاني كما يبدو في بعض الأوقات من العجز وانعدام التنسيق بدلاً من أن يكون محركاً للتضامن» في مسألة الهجرة.
وأوضحت الوكالة أن البابا سيتوجه اليوم الأحد إلى جزيرة ليسبوس التي زارها في 2016 خلال السنوات الأولى لموجة الهجرة.
وأضافت الوكالة: الزيارة إلى أثينا هي الأولى لحبر أعظم منذ زيارة يوحنا بولس الثاني في 2001 التي بدورها كانت أول رحلة بابوية إلى العاصمة اليونانية منذ انشقاق الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية عام 1054.
ومن المتوقع أن يزور الحبر الأعظم مخيم مافروفوني مع مسؤولين بارزين من اليونان والاتحاد الأوروبي، وسيلتقي عائلتين «يتم اختيارهما عشوائيا»، كما قال مسؤول.
ومخيم مافروفوني الجديد هو من ضمن عدد من المرافق «المغلقة» على جزر يونانية تحيط بها أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وأجهزة مسح بأشعة إكس، وبوابات ممغنطة توصد ليلاً.
ووجهت 36 مجموعة ناشطة في اليونان هذا الأسبوع رسالة للبابا، تجذب انتباهه إلى مسألة حق الناس في المخيمات وتطلب منه المساعدة في وقف إجراءات إعادة المهاجرين غير القانونية، التي يقوم بها حرس الحدود اليونانيون حسب قولهم.
ووصل البابا قادماً من قبرص بعد زيارة استمرت يومين، وحطت طائرته في العاصمة اليونانية حيث فرضت تدابير أمنية مشددة تحسباً لتظاهرات يمكن أن يقوم بها متشددون أرثوذكس لا تزال لديهم مشاعر قوية مناهضة للبابا.
في غضون ذلك نقل موقع «روسيا اليوم» عن وزير داخلية قبرص نيكوس نوريس، قوله أمس إن أول 14 شخصاً من أصل 50 مهاجراً، سيتم ترحيلهم من جزيرة قبرص إلى إيطاليا بمبادرة من البابا فرنسيس في 16 الشهر الحالي.
وأضاف الوزير: إن مبادرة البابا حول نقل 50 من طالبي اللجوء في قبرص إلى إيطاليا «تظهر بوضوح من الناحية العملية التضامن ذاته» الذي تتوقعه نيقوسيا الرسمية من شركائها الأوروبيين، وأدان البابا فرنسيس خلال زيارته إلى قبرص يوم الجمعة الماضي «العبودية» و«التعذيب» في مخيمات اللاجئين مقارناً ذلك بما حصل خلال الحرب العالمية الثانية.