امتعاض غربي من تمسك طهران برفع الحظر الجائر وضمانات «النووي» … إيران: تعتمد على بنود 2015.. روسيا: أمر منطقي ومبرر تماماً
| وكالات
أثارت مقترحات إيران في اجتماعات «4+1» بشأن البرنامج النووي الإيراني في فيينا، جملة من الامتعاض الغربي، كما حمّلت واشنطن طهران مسؤوليّة الجمود في المفاوضات، على حين أكدت الأخيرة أنه لا يمكن للأطراف الأخرى رفضها لأنها تعتمد على بنود الاتفاق النووي في 2015، الأمر الذي أيدته موسكو بالإشارة إلى أن مطلب الإيرانيين للحصول على ضمانات أمر واضح ومبرر تماماً، ويجب الاطمئنان إلى عدم تكرار الخطوة المسيئة التي اتخذت في فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن طريق سياسة الضغوط القصوى.
ونقلت وكالة «إرنا» أمس السبت عن مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، تأكيده أن المقترحات التي قدمها إلى الأطراف الأخرى لا يمكن رفضها لأنها تعتمد على بنود الاتفاق النووي في 2015، مشيراً إلى أن هناك مقترحاً ثالثاً سيعرض على الأطراف الأخرى في حال قبولها بالمسودتين الإيرانيتين.
وقال: عرضنا آراء الفريق المفاوض الإيراني بشكل مستدل وموثق على شكل وثيقتين على الجانب الآخر ضمن مجالين، أحدهما حول موضوع رفع الحظر غير القانوني والجائر، والثاني حول الموضوع النووي، ويعتبر كلاهما قضيتين رئيسيتين في الاتفاق النووي».
وبيّن كني أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، نفى المزاعم بشأن استعداد إيران فنيّاً لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، قائلاً: «لن تخرج إيران عن التزاماتها النووية، (…) هناك لاعبون خارجيون يبذلون جهوداً لتعطيل المحادثات»، معلناً أن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة إيران، لأن ذلك سيؤدي إلى نهايتها.
وفي السياق كشف المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أمس السبت وبحسب وكالة «سبوتنيك»، أن إيران ترغب في إحداث تغيير جذري بمسودة الاتفاق الخاص بالمحادثات الجارية حول الاتفاق النووي في فيينا ورغبتها في الحصول على ضمان بعدم انهيار الاتفاق.
وقال أوليانوف: «كان لدى الشركاء الغربيين انطباع قوي بأن الجانب الإيراني اقترح تغييراً جوهرياً وإجراء تعديلات جذرية على مسودة الوثيقة النووية التي تم الاتفاق عليها خلال الجولات الست السابقة.. وبدا لهم هذا النهج راديكالياً للغاية ولهذا ظهر رد الفعل الحاد».
ولفت أوليانوف إلى أن هناك قاعدة في المحادثات النووية في فيينا مفادها «بأن لا اتفاق حتى يتم الاتفاق على كل شيء»، بمعنى أن التعديلات والتغييرات في الموقف ممكنة دائماً لكن من المستحسن أن تكون هذه التعديلات محسوبة ولا تتحول إلى عقبة في طريق التقدم لذلك نحن لا نجعل الموقف دراماتيكياً.
وأكد أن مطلب الإيرانيين بالضمانات أمر منطقي وواضح ومبرر تماماً، وأنه يجب أن يكون هناك يقين بأن التجربة الخبيثة التي تمت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع سياسة الضغط الأقصى والعقوبات الإضافية لن تتكرر، مبيناً أنه إذا كانت إيران بحاجة إلى أي ضمانات أخرى فيمكن مناقشتها أيضاً.
وأوضح أوليانوف أن إيران بصفتها الطرف الأكثر اهتماماً في هذا الصدد يجب أن تقدم مقترحاتها وعلى الآخرين أن ينظروا فيها بعناية لأن السؤال الذي تطرحه إيران معقول ومبرر تماماً.
في غضون ذلك قالت الخارجية الروسية، أمس السبت إنه من المتوقع استئناف مفاوضات فيينا حول إنعاش خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، في الأسبوع المقبل.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيان للوزارة: «تم في الجولة السابعة من المفاوضات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، التي بدأت في 29 تشرين الثاني الماضي في فيينا، الإعلان عن فترة توقف فنية، سيسمح ذلك للوفود بالتواصل مع عواصم بلادها بشأن النتائج المرحلية والخطوات التالية المحتملة، من المفترض أن تستأنف المفاوضات في إطار الجولة السابعة خلال الأسبوع المقبل».
وفي السياق نقلت قناة «الميادين» عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أول من أمس، زعمه أن أحدث جولة من المحادثات النووية الإيرانية انتهت لأن إيران لا تبدو جادة في الوقت الحالي بشأن القيام بما هو ضروري للعودة إلى الالتزام باتفاق 2015.
وحذر بلينكن الذي كان يتحدث في مؤتمر «رويترز نكست»، من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل العملية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها وأن واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية.
وقال: «ما رأيناه في اليومين الماضيين هو أن إيران لا تبدو الآن جادة في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال، ولهذا السبب أنهينا جولة المحادثات في فيينا»، مضيفاً «سنتشاور عن كثب وباهتمام كبير مع كل شركائنا في العملية نفسها، وسنرى ما إذا كان لدى إيران أي قدر من الاهتمام بالمشاركة على نحو جاد».
وعلى المنوال ذاته نسج الأوروبيون موقفهم من مطالب إيران المحقة، حيث قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن: «طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين نيسان وحزيران، معربين عن امتعاضهم مما سموه بـ«خطوة إلى الوراء».
ورغم التصريحات، أوضح الدبلوماسيون أنهم منخرطون بالكامل في البحث عن حلّ دبلوماسي، مدعين على أن الوقت ينفد.
واختتمت الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا بين إيران ومجموعة «4+1» التي كانت قد انطلقت الإثنين الماضي، مساء يوم الجمعة الماضي وتم الاتفاق على التوقف فترة قصيرة لتعود الوفود إلى عواصمها ومن ثم العودة إلى فيينا لاستئناف المفاوضات.