قريباً… نتائج التحقيق في حادثة «مخبر الكيمياء» وعميد كلية العلوم لـ«الوطن»: أي مقصر سيحاسب
| فادي بك الشريف
يبدو أن حادثة انفجار جهاز التقطير في أحد مخابر الكيمياء في جامعة دمشق، وتسببه بإصابة 6 طلاب ونقلهم إلى المشفى، لم يمر مرور الكرام وخاصة وسط مطالبات بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة تجاه أي خلل أو تقصير تسبب بالأذية للطلبة في الكلية، مع ضبط عناصر الأمان في المخابر الجامعية ولاسيما ما يتعلق بعدد من التخصصات الدقيقة، وخاصة أن شظايا من الزجاج دخلت عين عدد من الطالبات، ما يؤكد عدم اتباع أساليب الوقاية والأمان قبل دخول الجلسات.
«الوطن» التقت عميد كلية العلوم في الجامعة الدكتور عبد اللطيف هنانو، ليكشف أنه بالتنسيق مع رئاسة الجامعة تم تشكيل لجنة فنية مهمتها التدقيق ومتابعة واقع الحادثة من جميع النواحي، مع رصد الأسباب التي تسببت بالحادثة، ليصدر بعدها تقرير مفصل خلال أيام يتم بناء عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي تقصير، علماً أن قسم الكيمياء عقد اجتماعاً استثنائياً على الفور بحضور نائب رئيس الجامعة للنظر في واقع القسم والاختبارات العملية وتوزيع المشرفين.
وأضاف: في حال ثبت أي تقصير شخصي، على إدارة الجامعة والكلية أن تتخذ إجراءات بحق المقصر، لكن هناك ضرورة بالتدقيق بالمسائل التنظيمية في القسم ومدى صحتها، مع النظر بواقع عمل المخابر بشكل أدق وتأمين الاهتمام الكافي مع التدقيق في عوامل الأمان واتخاذ التدابير الاحترازية، مبيناً ضرورة تهيئة كل الظروف لإقامة أي تجربة أو اختبار علمي.
وأشار هنانو إلى وجود 50 مخبراً في القسم، ما يتطلب تقسيم الطلاب في الاختبارات بالشكل الصحيح وتخفيض عدد الساعات لخلق عامل الأمان، الأمر الذي يتطلب دراسة أوسع لهذا العامل، مع اتباع معايير بالتعامل مع الاختبارات على صعيد اللباس، وعدم تطبيق أي جلسة للطلاب تتضمن نوعاً من الخطورة وخاصة أنه بالإمكان إيصال المفهوم العلمي من خلال تجارب موثوقة تراعي عامل الأمن، والاكتفاء بإجراء هذه التجارب عبر الباحثين والمختصين.
وقال: يصل عدد طلاب قسم الكيمياء إلى 5 آلاف طالب وطالبة، ويتراوح عدد الطلاب في المخابر بين 20 وحتى 60 طالباً حسب سعة المخبر والمساحة، كما يصل عدد طلاب الكلية إلى 20 ألف طالب وطالبة.
ولفت عميد الكلية إلى أن نتائج التدقيق متابعة ضمن اهتمام الجامعة والمعنيين، مشيراً إلى متابعة اتخاذ إجراءات لتلافي أي مشكلات أو خطورة، كاشفاً أنه لا يوجد أي سبب بالحادثة للمواد والتجهيزات المستخدمة في المخابر، مؤكداً أن المشكلة ليست بالمادة وإنما طريقة التعامل معها، علما أنه لم يجد عند التجربة في المخبر أي مادة خطيرة على الإطلاق (حسب المعلومات الأولية)، وسبب انفجار الحوجلة (الزجاجة) ومن الممكن أن يكون قد نتج عن عدم التحكم بدرجة الحرارة، وهذا الأمر قيد التدقيق والمتابعة، رغم أن جهاز التقطير يتحمل درجات حرارة عالية، مضيفاً: أجريت تجارب أخرى في مخابر ضمن الكلية ولم يطرأ أي خلل أو إشكالية.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم زار طلبة جامعة دمشق في مشفى المواساة الجامعي الذين أصيبوا للاطمئنان على صحتهم والإجراءات التي تمت لمعالجتهم، ووجه خلال زيارته التي رافقه بها رئيس جامعة دمشق الدكتور يسار عابدين ومعاون الوزير الدكتورة فادية ديب ومدير عام المشفى بالاهتمام وتوفير أقصى الرعاية لهم وذويهم.
«الوطن» ولمتابعة وضع الطالبات الـ6، تواصلت مع مدير عام مشفى المواساة الجامعة عصام الأمين ليؤكد أن 5 حالات تم تخريجهم، مبيناً أن 3 من الحالات كانت طفيفية وتم تخريجهم منذ أيام، واثنتين من الحالات أخرجتا بعد إجراء عمل جراحي في العين (خياطة)، مضيفاً: تبقى في المشفى حالة وحيدة أجري لها عمليتان ناجحتان وهي الآن ضمن المراقبة والمتابعة، وخاصة أن جسماً أجنبياً دخل العين ما تطلب إجراء عمل جراحي كبير.