أميركا جددت تدخلها في شؤون الصين الداخلية عبر تايوان … بكين: على واشنطن التوقف عن فرض ديمقراطيتها الخاصة
| وكالات
دعت الصين، أمس، الولايات المتحدة الأميركية إلى التوقف عن محاولاتها لفرض مفهومها الخاص عن الديمقراطية على الآخرين والامتناع عن ممارساتها القائمة على التدخل والتخريب وغزو الدول الأخرى بحجة تعزيز هذه الديمقراطية، في حين جددت واشنطن تدخلها في شؤون الصين عبر إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، أن العمليّات العسكريّة الصينيّة واسعة النطاق التي نُفّذت في الآونة الأخيرة قرب تايوان تبدو وكأنّها تمرين، مجدداً التعبير عن دعم واشنطن القويّ لهذه الجزيرة.
ونقلت وكالة «شينخوا» أمس الأحد، عن وزارة الخارجية الصينية قولها في تقرير أصدرته تحت اسم «حالة الديمقراطية في الولايات المتحدة»: «إن الديمقراطية قيمة مشتركة بين البشرية جمعاء وحق لجميع الدول وليست امتيازاً مقصوراً على قلة وهي تتخذ أشكالاً مختلفة ولا يوجد نموذج واحد يناسب الجميع، وبالتالي من غير الديمقراطي تماماً قياس الأنظمة السياسية المتنوعة في العالم بمعيار واحد».
وأشار التقرير إلى أن الديمقراطية في الولايات المتحدة باتت معزولة ومتدهورة وانحرفت بشكل متزايد عن جوهرها وتصميمها الأصلي، موضحاً أن النظام الأميركي المثقل بمشاكل عميقة الجذور والممارسات الديمقراطية الفوضوية والمضطربة والعواقب الوخيمة، ليس مؤهلاً ليصدر علامته الخاصة من الديمقراطية.
وشدد التقرير على حاجة واشنطن للعمل بجدية حقيقية لضمان الحقوق الديمقراطية لشعبها وتحسين نظامها الديمقراطي كما عليها تحمل المزيد من المسؤوليات الدولية بدلاً من السعي دائماً لفرض علامتها الخاصة من الديمقراطية على الآخرين واستخدام قيمها الخاصة كوسائل لتقسيم العالم إلى معسكرات مختلفة أو التدخل والتخريب والغزو في دول أخرى بحجة تعزيز الديمقراطية.
وأكد التقرير حاجة جميع الدول إلى دعم السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية وجميعها تعتبر قيماً مشتركة للإنسانية ومن المهم أيضاً أن تحترم جميع الدول بعضها بعضاً وأن تعمل على توسيع الأرضية المشتركة مع تنحية الخلافات جانباً وتعزيز التعاون من أجل المنفعة المتبادلة وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية معاً».
إلى ذلك نقلت وكالة «أ ف ب» أمس عن أوستن أن العمليات العسكرية الصينية واسعة النطاق التي نفذت بالآونة الأخيرة قرب تايوان وكأنها تدريب، مجدداً التعبير عن دعم واشنطن القوي لتايوان، مؤكداً في خطاب خلال منتدى للدفاع الوطني نظم في مكتبة ريغان الرئاسية في سيمي فالي بكاليفورنيا، خصص جزءاً كبيراً منه للحديث عما سماه مجموعة التحديات التي تمثلها بكين، على أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة في دعم «قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها».
وشدد أوستن على أن الاختلافات الحقيقية على صعيدي المصالح والقيَم بين واشنطن والصين، وقال: «لكن ما يهم هو الطريقة التي ندير بها هذه المصالح والقيَم»، وتابع: إن الصين هي «القوة الوحيدة القادرة حالياً على استخدام «قوتها» الاقتصاديّة والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لإطلاق تحد دائم لنظام دولي مستقر ومنفتح».
واعتبر أن القادة الصينيين عبروا بشكل أكثر صراحة عن عدم رضاهم عن النظام المهيمن وعن رغبتهم في حرمان الولايات المتحدة من دورها القيادي على الصعيد العالمي.
وجدد وزير الدفاع الأميركي أن بلاده لا تبحث عن مواجهة أو صراع، قائلاً: «نحن لا نبحث عن حرب باردة جديدة أو عالم مقسم إلى كتل جامدة»، زاعماً أوستن أن أميركا ستبقى مخلصة لسياستها المتمثلة بالصين الواحدة، مجدداً التزام بلاده المقطوع، لدعم قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها، مع الحفاظ على قدرة أميركا على مقاومة أي استخدام للقوة من شأنه تعريض سلامة شعب تايوان للخطر.