سورية

منظمة «ريبريف»: الحكومة البريطانية تنشئ «غوانتانامو» لأطفال داعش في مناطق «قسد»

| وكالات

أكدت منظمة الخيرية القانونية البريطانية، أن الحكومة البريطانية تعمل بشكل فعال على إنشاء «غوانتانامو» للأطفال في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية -قسد»، وأن لندن قدمت مبلغ 20 مليون دولار أميركي لتحسين الظروف في السجون القذرة والمكتظة التي تديرها الميليشيات.
وأوضحت صحيفة «التلغراف» البريطانية، في تقرير لها أن حكومة المملكة المتحدة تمول السجون التي تديرها ميليشيات «قسد» والتي تحتجز مئات الأطفال من أبناء مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أن بريطانيا قدمت مبلغ 20 مليون دولار «15 مليون جنيه إسترليني» لتحسين الظروف في السجون القذرة والمكتظة في مناطق سيطرة الميليشيات في شمال شرقي سورية.
وبينت الصحيفة، أن ميليشيات «قسد» تُركت لتحتجز نحو 70 ألف سجين مع نهاية القتال ضد تنظيم داعش في عام 2019، غالبيتهم العظمى من الأطفال، وهم محتجزون في مركزي احتجاز كبيرين مع أمهاتهم.
وأشارت إلى أن بريطانيا تحدثت عن إعادة القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين كان آباؤهم من مواطني المملكة المتحدة، لكن ما يقدر بنحو 60 قاصراً لا يزالون في سورية.
وقالت مديرة منظمة «ريبريف» التي تدافع عن النساء والأطفال المحتجزين في شمال شرق سورية، مايا فوا، إن «حقيقة أن حكومة المملكة المتحدة تستخدم أموال دافعي الضرائب لدفع تكاليف نمو الأطفال خلف الأسلاك الشائكة في سجون مكتظة أمر مرعب».
وأضافت: إن حكومة المملكة المتحدة تعمل بشكل فعال على إنشاء غوانتانامو للأطفال في مناطق سيطرة ميليشيات «قسد».
وأوضحت الصحيفة، أن ميليشيات «قسد» رفضت طلبها، خلال زيارة الشهر الماضي، من تغطية واقع السجون التي يحتجز فيها الأطفال، إذ تذرعت بمخاطر أمنية وخوفها من تشجع الخلايا النائمة لتنظيم داعش على محاولة الهروب من السجون.
بدورها، بينت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، فيونوالا ني أولي، أن ما لا يقل عن 700 طفل، وربما مئات آخرون، محتجزون لأجل غير مسمى ودون تهمة في السجون حيث ترقى الظروف إلى حد التعذيب، ولم تتم مقاضاة أي منهم أو إدانته بأي جريمة.
وذكرت ني أولي، أن العديد من الأطفال محتجزون دون التعرض لأشعة الشمس أو الاستحمام ويتعرضون لمرض السل وفيروس «كورونا» والأمراض المعدية الأخرى.
من جانبه، أشار المتزعم في «قسد»، ريدور خليل، حسب «التلغراف»، إلى أن 700 طفل مرتبطين بتنظيم داعش احتُجزوا في مراكز احتجاز عسكرية معظمهم أبناء لمقاتلين من جنسيات سورية وعراقية، في حين تضم المراكز 80 إلى 90 طفل من جنسيات أخرى.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تشرف على وضعهم، على الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» تقول إنه ليس لديها إمكانية الوصول المباشر إلى الأطفال المحتجزين في شمال شرق سورية.
إلى ذلك قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية: إن السلطات البريطانية متهمة باستجواب الآباء الذين جاؤوا طلباً للمساعدة عندما اختفت بناتهم اللواتي التحقن بتنظيم داعش في سورية، إذ عاملتهم في البداية كمشتبه بهن ثم تخلت عنهن، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
ونقلت الصحفية عن أحد الآباء حديثه عن معاملته كمجرم، ثم إدراكه لاحقاً أن الشرطة مهتمة فقط بالحصول على معلومات استخبارية عن التنظيم بدلاً من محاولة المساعدة في العثور على ذويهم.
وأضافت الصحيفة: إن هذه التجارب كُشف عنها في جلسة برلمانية الأسبوع الماضي وكانت مغلقة أمام وسائل الإعلام بناء على طلب العائلات، خوفاً من تعرضهم للمضايقة.
وأعربت جميع العائلات التي أدلت بشهادتها عن غضبها من الطريقة التي تخلت بها حكومة المملكة المتحدة عن مبدأ البراءة حتى تثبت الإدانة فيما يتعلق بأطفالها، وهو قرار قالوا إنه يضر بالمكانة الدولية للمملكة المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن