سورية

بدء أعمال الاجتماع التأسيسي الأول لأمانة شبكة دمشق الدولية «إعلاميون ضد الإرهاب» … الزعبي: ما يقرره السوريون هو ما سيحصل ولا علاقة لأحد بخياراتهم

محمد منار حميجو :

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي، أن ما يقرره السوريون هو ما سيحصل ولا علاقة لأحد في العالم بخياراتهم، مشدداً على أن الخيار السيادي للشعب السوري ليس محلا للتفاوض والنقاش مع الأصدقاء أو الأشقاء أو الخصوم أو الأعداء.
واستكمالاً لأعمال المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي عقد بدمشق في شهر تموز الماضي، بدأت أمس أعمال الاجتماع التأسيسي الأول لأمانة شبكة دمشق الدولية «إعلاميون ضد الإرهاب» في فندق الشيراتون بدمشق بمشاركة دول عربية وإقليمية ودولية.
وفي كلمه له خلال الاجتماع أكد أن الشعب السوري بروحه الوطنية استطاع أن يواجه الحرب الإرهابية الظالمة عليه والتي استهدفت كيان الدولة ببعدها المادي والوطني كجزء من مشروع غربي يهدف إلى إعادة رسم الجغرافيا في المنطقة.
وأضاف الزعبي: إن سورية آمنت دوماً ولا سيما خلال الحرب الراهنة بأن المسارات السياسية ضرورة للدفع نحو الحلول وأن هذا المنطق منطق سيد وليس تابعاً، مؤكداً أن هذه المسارات وما ينتج عنها يجب أن تحترم السيادة الوطنية بالأخص الأرض والخيار السيادي الشعبي في تحديد طبيعة المنظومة السياسية وإرادته الحرة المتمثلة في تسمية قيادته ورئيسه.
ولفت الزعبي إلى أن «الخيار السيادي للشعب السوري ليس محلاً للتفاوض والنقاش مع الأصدقاء أو الأشقاء أو الخصوم أو الأعداء، وما يقرره السوريون هو ما سيحصل، وسورية تحترم التزاماتها وتلتزم بما يلبي خياراتها ومصالح أبنائها، معتبراً أن القادرة على حماية خياراتها وتكريس معاملاتها الفكرية هي الأمم الحية، وقال: «إن كل حجارة الدنيا لا معنى لها إذا انتهكت كرامة الشعب والوطن وإن دماء الشهداء أغلى مما يظن البعض».
وأشار الزعبي إلى الجهود التي يبذلها الأصدقاء وفي مقدمتهم جمهورية روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة اللبنانية والفلسطينية، إضافة إلى الجهد السياسي والدبلوماسي الذي جرى في اجتماعات فيينا بشأن الأزمة السورية والتصريحات التي أطلقت فيها للتشديد على أن الخيار السيادي للشعب السوري وأنه خارج التداول السياسي، وأن ما يقرره السوريون هو ما سيحصل ولا علاقة لأحد في العالم بخياراتهم.
وأدان وزير الإعلام التفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة، وهذا ما حذرت سورية منه منذ البداية بأن الإرهاب بالنهاية سيرتد على داعميه وقال: «نحن في سورية والعراق نقاتل الإرهاب منذ سنوات وخبرنا طرق مواجهته وخاطئ من يظن أنه يستطيع دعم الإرهاب ويبقى بمنأى عنه فالمشهد أصبح واضحاً والغرب يعاني من هذه الارتدادات كون المنظمات الإرهابية فاشية ويصعب ضبطها ولا سيما ذات البعد الديني».
وبيّن الزعبي أنه بعد مؤتمر الإعلام الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي عقد في شهر تموز الماضي أصبح لشبكة دمشق الدولية أمانة مؤقتة وتعقد اجتماعها الآن لوضع نظام داخلي، مشيراً إلى أنه تم إنجاز موقع إلكتروني وقاعدة بيانات لصحفيين من جميع دول العالم وأنه ستتم دعوة جميع الصحفيين إلى الانضمام تحت «شرط الاتفاق على مسألة محاربة الإرهاب» وسيتم التعاون معهم، وأن الشبكة مخصصة لمحاربة الإرهاب إعلامياً وتوسيع التغطية الإعلامية والعمل لبناء شبكات أخرى قانونية وثقافية.
بدوره قدم الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي شرحاً عن تاريخ التنظيمات الإرهابية وارتباطها بالإرهاب الإسرائيلي في المنطقة ودورها في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أنه لا يوجد إعلام حر في العالم، فهو سلاح خطير ذو حدين يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الانتصار وصناعة الرأي العام، وممكن أن يكون سببا في الهزائم وتشويه الحقيقة.
من جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية عبد اللـه القصير في كلمة أمين عام الاتحاد، أن الإرهاب التكفيري هو الوجه الآخر للمشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة والذي يرعى ويدعم ويستثمر هذا الإرهاب لتحقيق أهدافه في الانتقام لهزائمه المتكررة التي ألحقها به محور المقاومة، داعياً الإعلاميين للالتزام بثقافة المقاومة لمواجهة الإرهاب التكفيري ليكونوا شركاء فعليين وأوفياء للمقاتلين الذين يقدمون التضحيات وللمساهمة في إفشال المخطط الإرهابي «الجهنمي»
حضر الاجتماع التأسيسي المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان وأمين عام حركة الاشتراكيين العرب أحمد الأحمد ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر وعدد من أمناء الأحزاب الوطنية وأعضاء مجلس الشعب ومديرو المؤسسات الإعلامية وحشد من السياسيين والإعلاميين.
ويناقش المشاركون على مدى يومين إقرار النظام الأساسي للشبكة ومراجعة توصيات المؤتمر الإعلامي الدولي ووضع خطة لتنفيذها في عام 2016 ومناقشة أسماء الشخصيات التي سيقوم أعضاء الأمانة بترشيحهم لأعضاء الشبكة على المستويين الإقليمي والدولي وتحديد برنامج عمل الأمانة للفترة القادمة أثناء الاجتماع وما يستجد من أمور بالإضافة إلى عقد اللقاءات السياسية ومؤتمر صحفي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن