موسكو ودلهي أكدتا دعمهما لسيادة واستقلال سورية وضمان عدم التدخل في شؤونها … بوتين لمودي: نعتبر الهند قوة عظمى بشعب صديق … الهند تعلن بدء تسلّمها منظومة صواريخ روسية
| وكالات
أكدت روسيا والهند الالتزام بسيادة واستقلال سورية، مشددتين على ضرورة عدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل لقاء قمة جمعته مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي أمس الإثنين، أن بلاده تعتبر الهند قوة عظمى ذات شعب صديق لها، بينما شدد مودي على أهمية الاتفاقات المبرمة بين البلدين في مختلف المجالات.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن بيان للكرملين أمس، أن بوتين ومودي «أعربا في ختام محادثاتهما في نيودلهي عن دعهما الحازم للسلم والأمن والاستقرار في سورية».
وأضاف البيان «شدد الزعيمان على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها وضمان عدم التدخل في شؤونها الداخلية».
من جهة ثانية قال بوتين خلال لقاء مودي أمس وفق «روسيا اليوم»: «العلاقات بين بلدينا تتطور ونتطلع إلى المستقبل، وإن كان العام الماضي قد شهد انخفاضاً في معدل التبادل التجاري بأكثر من 17 بالمئة، لكن الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بلغت زيادتها أكثر من 38 بالمئة».
وأضاف بوتين: إن الدولتين تعملان على تطوير العلاقات في المجال العسكري وإجراء تدريبات مشتركة وتعتزمان مواصلة العمل في هذا الاتجاه.
من جانبه، قال مودي إن الهند وروسيا تواصلان تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والفضاء، وشدد على أهمية الاتفاقات المبرمة بين البلدين في مختلف المجالات، مضيفاً إنها ستعزز تعاونهما.
وأشار مودي إلى أن جائحة فيروس كورونا لم تؤد إلى خفض وتيرة تطور العلاقات بين الهند وروسيا.
وعلى خط مواز نقلت «روسيا اليوم» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قوله أمس الإثنين إن روسيا أعربت خلال مشاورات «2 + 2»، عن قلقها الشديد للهند تجاه النشاطات الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، عن طريق إنشاء هياكل تحالف مغلقة هناك.
وتابع لافروف: «تشاهد روسيا محاولات أميركية لتقويض التعاون بين موسكو ونيودلهي بشأن منظومات إس -400، وهي صفقة ليست فقط رمزية، بل تتمتع بأهمية عملية كبيرة جداً لضمان الإمكانات الدفاعية للهند، حتى الآن، يسير كل شيء حسب الخطة ويجري تنفيذ الاتفاقات، ونرى محاولات من جانب الولايات المتحدة لتقويض هذا التعاون وإرغام الهند على شراء الأسلحة الأميركية، وكذلك الالتزام بالتصورات الأميركية حول كيفية تطور هذه المنطقة».
وشدد لافروف على أن العلاقات الروسية- الهندية تتمتع بطابع الشراكة الإستراتيجية المتميزة، مشيراً إلى أن اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون العسكري، والعسكري- الفني الذي عقد أمس أظهر بوضوح وأكد أن هذا التعاون يثير اهتمام البلدين.
من جهته أعلن وزير الخارجية الهندية هارش فاردان شرينغلا، أمس، أن روسيا بدأت تسليم بلاده منظومة صواريخ أس-400، وقال: إن «عمليات التسليم بدأت هذا الشهر وستتواصل»، حسب وكالة «فرانس برس».
بدوره أعلن وزير الدفاع الهندي، راجنات سينغ، أن الهند وروسيا وقعتا مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات والعقود الخاصة بالأسلحة والتعاون الاقتصادي، وكتب سينغ في صفحته على «تويتر» بعد انتهاء لقائه مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو: «يسرني أنه تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات والعقود والبروتوكولات، الخاصة بالأسلحة النارية والتعاون العسكري»، واصفاً المحادثات التي جرت، أمس الإثنين، في نيودلهي، بأنها كانت مثمرة وذات مغزى.
وأكد سينغ أن الهند تقيم عالياً شراكتها الإستراتيجية الخاصة مع روسيا.
وفي السياق بين كيريل ديميترييف مدير عام صندوق الاستثمارات المباشرة الروسية، أمس، أن مؤسسته تسعى إلى توسيع الشراكة بين روسيا والهند من خلال توفير لقاح «سبوتنيك لايت»، و«سبوتنيك إم» المخصص للقاصرين.
وأشار ديميترييف، إلى أن لقاح «سبوتنيك V» الروسي المضاد لفيروس كورونا يستخدم بنجاح في الهند بعد أن تم تسجيله بشكل سريع في نيسان 2021، وحينذاك أصبح أول لقاح أجنبي لفيروس كورونا يستخدم في الهند.
وأوضح أنه في الوقت الراهن يجري العمل مع السلطات التنظيمية في الهند لتسجيل عقار «سبوتنيك لايت» الأحادي المكون ليستخدم كلقاح قائم بذاته، وكلقاح معزز شامل، ويتوقع أن ينال الموافقة قريباً.
وأضاف ديميترييف: «منذ بداية الوباء، وحدت روسيا والهند الجهود، بما في ذلك طريق إنتاج لقاح سبوتنيك V وسبوتنيك لايت، كجزء من هذه الشراكة الاستراتيجية.
وذكر موقع «روسيا اليوم» أن روسيا والهند تنفذان حالياً عدداً من المشاريع الثنائية وبينها العمل على مجموعة «BrahMos» والإنتاج المشترك لمقاتلة «FGFA» من الجيل الخامس وإنتاج المقاتلات من طراز «سو-30» والدبابات من طراز «تي-90». وفي مارس عام 2019 فتحت الدولتان مصنعاً في مدينة كورفا الهندية لإنتاج رشاشات كلاشنيكوف.
وتدل معلومات الخبراء على أن القوات البحرية الهندية مزودة اليوم بالمعدات العسكرية الروسية الصنع بمقدار 80 بالمئة، والقوات الجوية الهندية – بمقدار 70 بالمئة، ويقولون إن روسيا قامت أثناء فترة التعاون العسكري الفني بين البلدين بتوريد معدات عسكرية إلى الهند بقيمة تزيد على 65 مليار دولار.
ووقعت موسكو ونيودلهي في تشرين الأول 2018 عقداً بتوريد 5 مجموعات من أنظمة «إس-400» الصاروخية الروسية بقيمة أكثر من 5 مليارات دولار، وبين العقود العسكرية الأخرى للبلدين بيع 4 فرقاطات عسكرية روسية ودفعة كبيرة لأنظمة «إيغلا» الصاروخية إلى الهند.