رفض أهالي مدينة منبج بريف حلب الشرقي والمدرسون، قرار «الإدارة الذاتية» الكردية الموالية لواشنطن، اعتماد المناهج الخاصة بها في مدارس المدينة، لأنه ينسف مناهج الحكومة السورية الشرعية، إضافة إلى وجود شكاوى من المناهج الصادرة عن تلك «الإدارة» في المناطق التي فرضت فيها.
وأكد المدرس، محمد أبو غانم، أن القرار قوبل «بالرفض من أهالي المدينة، كون الأمر أتى بطريقة الصدمة بالدرجة الأولى، فهو ينسف المناهج الموجودة»، كما أن «هناك شكاوى من المناهج الصادرة عن «الإدارة الذاتية» في المناطق التي فرضت فيها سواء في الحسكة أم القامشلي»، وذلك وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية داعمة لـ«المعارضات».
وأوضح غانم، أن خطوة وضع مناهج جديدة بحاجة لدراسات طويلة قد تدوم لعدة سنوات، وبحاجة لمختصين في مجال التربية، عدا عن أنه يجب أن يكون هناك مدرسون مختصون يدربون المعلمين على إعطاء هذه المناهج للطلاب وهذه الخطوات لم يتم إجراء أي منها، بمناهج «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها ميليشيات قوات سورية- الديمقراطية».
بدوره، بين ما يسمى «عضو مكتب منبج الإعلامي» حامد العلي، أن عشرات المدارس في مدينة منبج وريفها تتبع لمديرية التربية في حلب، وبقية المدارس تسيطر عليها ميليشيات «قسد».
ولفت إلى أن «الإدارة الذاتية»، عمدت إلى تغييب اللغة العربية في التدريس منذ وقت طويل بمنبج، وفرضت تدريس مادة «البيولوجيا»، وتحاول تمرير مناهجها وإفساد الطلاب.
وفي وقت سابق أمس أقرّت «الإدارة الذاتية»، اعتماد المناهج الخاصة بها في مدارس مدينة منبج.
وبرّرت ما تسمى «لجنة التربية والتعليم» في منبج وريفها والتابعة لـ«الإدارة الذاتية»، قرارها بـ«كسر» ما سمته «نمطية التدريس» المتمثلة في الحفظ والاستذكار.
وزعمت كوثر دكو من ما يسمى «الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم» التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، أن تدريس هذه المناهج خطوة جديدة في توحيد مناهج «الإدارة الذاتية»، وقالت: «هذه الخطوة ستوحّد النظام التعليمي والعمل الإداري التربوي على مستوى شمال وشرق سورية».
ولم يحدّد القرار الوقت الذي سيتم اعتماد مناهج «الإدارة الذاتية» فيه ضمن مدارس المدينة وريفها، ويرجّح اعتماده في بداية العام الدراسي المقبل 2022-2023، وفق المصادر.
ويقدر عدد المدارس في منطقة منبج بنحو 190 مدرسة، وقد سيطرت ميليشيات «قسد» عليها عام 2016, وبعد سيطرة تلك «الإدارة» المدعومة من الاحتلال الأميركي، منذ عدة سنوات على مناطق شاسعة في شمال وشمال شرق البلاد، مستغلة الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، قامت بالاستيلاء على عدد كبير من المدارس التي تدرّس مناهج وزارة التربية في الحكومة السورية الشرعية، وتحويلها إلى قواعد لميليشياتها، كما أغلقت عدداً كبيراً من المدارس.
وفرضت تلك «الإدارة» منذ العام 2015، مناهج باللغة الكردية في مدارس التعليم الأساسي والثانوية العامة، وأجبرت الأهالي على إرسال أولادهم إليها، على الرغم من عدم وجود اعتراف دولي بما تمنحه من شهادات، وذلك وسط رفض كبير من أهالي وسكان تلك المناطق، والذين يفضلون مناهج الدولة السورية المعترف بها عالمياً.
وفي الثامن عشر من أيلول الماضي خرج عشرات الطلاب في مدينة عين العرب شرق حلب، بتظاهرة طالبوا خلالها ميليشيات « قسد»، بالسماح بافتتاح دورات خاصة لمناهج التعليم المعتمدة من قبل الحكومة السورية، على حين فرقت الميليشيات بالقوة التظاهرة واعتقلت عدداً من الطلاب.