آل سعود مصرون على إبقاء العصي في عجلات الحل.. وطهران «لم تسمح» بالنص على استبعاد الرئيس الأسد في البيان الختامي … بان متفائل بنتائج اجتماع «فيينا 2».. وموسكو تؤكد: أظهرت تفهماً أكبر لمحاربة الإرهاب
وكالات :
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تفاؤله إزاء عودة الأطراف الدولية للقاء في فيينا لتعزيز جهودها لمعالجة الوضع الخطر في سورية والتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء العنف في أقرب وقت ممكن، وعلى حين رأت روسيا أن محادثات فيينا تظهر تفهماً أكبر للمعركة المشتركة ضد الإرهاب، كشفت إيران أنها لم تسمح بتمرير أي نص على استبعاد الرئيس بشار الأسد من الانتخابات المستقبلية في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع.
في الغضون، أكد آل سعود أنهم سيواصلون دعم التنظيمات المسلحة السورية إذا لم يتنح الرئيس بشار الأسد عن السلطة من خلال عملية سياسية.
وتحول اجتماع «فيينا 2» الذي عقد أول من أمس إلى «مجموعة دعم لسورية»، وأصدر بياناً، تضمن وضع جدول زمني لعملية سياسية تفضي إلى توافق بين الحكومة وأطياف المعارضة على وقف إطلاق نار مدعم بانتشار مراقبين من الأمم المتحدة ودعم من مجلس الأمن الدولي، ثم تشكيل حكومة ذات مصداقية خلال ستة أشهر، وصولاً إلى وضع دستور جديد للبلاد تجري بناء عليه انتخابات بعد 18 شهراً من الآن، رغم استمرار خلافات المشاركين على مستقبل الرئيس الأسد.
وفي متابعة للاجتماع الأخير في فيينا، أصدر الأمين العام حسب الموقع الإلكتروني لإذاعة الأمم المتحدة تعليماته للأمانة العامة للمنظمة للإسراع بوضع خطط سبل دعم تنفيذ العملية السياسية ووقف إطلاق النار في أنحاء سورية. وأعرب بان عن أمله أن يحقق الاجتماع تقدماً في ضمان الوصول الإنساني بأنحاء الأراضي السورية بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وحث بان المشاركين في محادثات فيينا على الترفع عن خلافاتهم بشأن سورية، والاستفادة من اللحظة الفريدة للفرصة الدبلوماسية لإنهاء الصراع والنهوض بجهود البحث عن حل سياسي تفاوضي. وتعهد بان بتقديم الدعم الكامل من الأمم المتحدة لدفع العملية إلى الأمام. وشدد الأمين العام على الحاجة لوجود عملية وساطة واحدة لضمان أن يتحدث المجتمع الدولي بصوت قوي.
على خط مواز قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: إن محادثات فيينا بشأن الأزمة السورية ومؤشرات من عواصم العالم بعد هجمات باريس تظهر تفهماً أكبر للمعركة المشتركة ضد الإرهاب، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضاف ريابكوف للصحفيين على هامش قمة مجموعة العشرين لأكبر القوى الاقتصادية في العالم إنه مع ذلك لم تحدث «انفراجة» في المواقف بعد.
من جانبه، جدد وزير الخارجية سيرغي لافروف القول على هامش قمة العشرين في إقليم أنطاليا التركي: إن المشاركين في اجتماع فيينا اتفقوا على أن يقوم الأردن بتنسيق جهود وضع قائمة بالجماعات الإرهابية في سورية. وقال: «سيتم تنسيق العمل على استكمال قائمة (الجماعات) الإرهابية وسيتولى الأردن مهمة التنسيق».
ومن فيينا، كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن «بعض المشاركين (في الاجتماع الدولي بشأن سورية) شددوا على أن يتضمن النص، استبعاد (الرئيس) الأسد، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تسمح بأن يتضمن البيان الختامي هذه الإشارة». وتابع عبد اللهيان في تصريحات للتلفزيون الإيراني الرسمي: وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، «لقد شددنا على أن (الرئيس) الأسد هو وحده من يقرر أن يترشح أم لا في الانتخابات، وأن الشعب السوري هو من يقرر التصويت له أم لا».
وأضاف الدبلوماسي الإيراني الذي شارك في وفد بلاده إلى اجتماع «فيينا 2»، «شددنا بعد الاعمال الارهابية في بيروت وباريس، على ضرورة توجيه رسالة واضحة الى الارهابيين وتبني خطة ملائمة لمحاربتهم».
في سياق متصل أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن مكافحة الإرهاب بحاجة إلى مواجهة واحدة لا انتقائية وعزم جاد وإرادة وطنية وتنسيق دولي. وقال في كلمة له نقلت وكالة الأنباء «سانا» مقتطفات منها: «لا ينبغي أن ترتفع الأصوات أقل عند سقوط مئات الضحايا الأبرياء في لبنان والعراق وسورية وترتفع أعلى في الأماكن الأخرى» في إشارة إلى فرنسا.
وبخلاف المواقف المتفائلة، إزاء محادثات فيينا، وفي مسعى لوضع العصي في عجلة مسار فيينا، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحفيين عقب المحادثات حسب «رويترز»: إن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك الرئيس الأسد السلطة من خلال عملية سياسية.