الأولى

عشية قمة بوتين – بايدن الافتراضية … رسائل ميدانية متبادلة شرق الفرات وفي «خفض التصعيد»

| خالد زنكلو

تتجه أنظار العالم للقمة الافتراضية المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، والتي ستفرد مساحة النقاش للمستجد الأسخن عالمياً على الساحة الأوكرانية، إضافة للملف السوري الذي سيكون له حصة في هذه المباحثات أيضاً.

وقبيل القمة، تبادلت موسكو وواشنطن أمس الرسائل الميدانية في مناطق نفوذ كل من الأولى شرق نهر الفرات، ونفوذ الثانية في «خفض التصعيد» بإدلب، عشية القمة.

وتوقع مراقبون للوضع شمال شرق وشمال غرب سورية لـ«الوطن» أن يتكلل لقاء القمة، الذي سيجري عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بتحقيق «انفراج» محفوف بالمخاطر فيما يتعلق بملف إدلب، التي تسيطر «هيئة تحرير الشام» واجهة «جبهة النصرة» الإرهابية، على معظم مساحتها الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية.

وتوقع المراقبون بأن يبدي الرئيس الأميركي مرونة «واضحة» لنظيره الروسي من خلال تقديم «تنازلات» له، لقاء تعزيز التفاهم المشترك بين البلدين ومكاسبهما في مناطق نفوذ كل منهما شرق وغرب نهر الفرات، والذي أفضى إلى تحجيم تطلعات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرامية إلى توسيع مناطق نفوذه شمال وشمال شرق سورية.

وعبر المراقبون عن اعتقادهم بأن يتفق بوتين وبايدن على خطوط عريضة تتعلق بتحديد المستقبل القريب ومتوسط المدى لإدلب، ولمناطق محددة فيها بشكل خاص مثل ريفها الجنوبي وطريق عام حلب – اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، الذي يجب سيطرة الحكومة السورية عليه لكون مطلبها سيادياً، وتحكم إعادة وضعه في الخدمة اتفاقيات بين موسكو وأنقرة.

وحسب المراقبين، قد تنصاع الإدارة الأميركية لرغبة الكرملين في الاستمرار بنهج مكافحة الإرهاب في إدلب والذي نصت عليه صراحة «اتفاقية سوتشي»، الموقّعة بين الرئيسين الروسي والتركي منتصف العام ٢٠١٨، على اعتبار أن من مصلحة واشنطن القضاء على الفرع السوري لتنظيم القاعدة المتمثل بـ«تحرير الشام»، التي ما زالت مدرجة على قائمتي الإرهاب الأميركية والأممية.

على الأرض تبادلت القوات الروسية والأميركية الرسائل الميدانية قبل يوم من انعقاد قمة رئيسي البلدين، إذ عاود سلاح الجو الروسي شن غارات استهدفت مواقع لـ«النصرة» في جبل الزاوية جنوب إدلب، والذي عزّز جيش الاحتلال التركي عديد جنوده في نقاط مراقبته غير الشرعية فيه، في حين ردّ الجيش العربي السوري على خروقات إرهابيي النظام التركي لوقف إطلاق النار، في وقت سيّرت قوات الاحتلال الأميركي دورية عسكرية في مدينة الحسكة شمال شرق سورية، وسيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية مشتركة مع جيش الاحتلال التركي في منطقة عين العرب شمال البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن