«مدينتي» عرض سمعي بصري لأوركسترا ماري النسائية … رعد خلف لـ«الوطن»: نقدم استطلاعاً لمدينة دمشق بتصوير الفرح والحب
| سوسن صيداوي- ت: طارق السعدوني
«هي تلك المدينة التي لا تنام، وتسهر أناسها كي تحمي روحها، هي تلك المدينة المثقلة بالوجع، وتبتسم ليل نهار، هي كل هذا وأكثر لأنها تنظر نحو أفق الأمل، باتجاه الإشراقة الجديدة، في عالم نعرفه ونرسمه بأيدينا». هذه العبارة طُبعت على بروشور الحفل الموسيقي الذي قدمته أوركسترا ماري بقيادة المايسترو رعد خلف، والذي أقيم برعاية وزارة الثقافة، في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق. أوركسترا ماري قدمت حفلاً امتد على يومين متتاليين، وفي برنامج قدم مقطوعات موسيقية مؤلفة من المايسترو خلف خصيصاً للأوركسترا وتأتي ضمن إطار الموسيقا المبرمجة، والتي رافقها مجموعة مقاطع بصرية تم تصويرها في دمشق، كي تخدم العرض الذي جاء بعنوان «مدينتي»، تخلل الفقرات أغان قدمها المغني روجيه لحام، وهي من تأليف الشاعرة حلا الجابر. كما شاركت راقصة الباليه لجين ملاك في إحدى الفقرات، وأيضا ظهرت الكاتبة والمذيعة لوتس مسعود بفقرة من تأليفها تحدثت فيها عن الصراع مع الخوف في توليفة سلّطت بها الضوء على الطفولة السورية، طبعاً بمرافقة الأوركسترا لها. وعن فقرات البرنامج جاءت: سرفيس البلد، بلحظة، سهرة شباب، لا تروح، بيت عربي، ثلاثية الحرب، سوق خضرة، قلي دخلك قلي، نشيد ورقصة.
وأخيراً على هامش الحفل، «الوطـن» حاورت المايسترو رعد خلف…. ونترككم مع التفاصيل.
• بداية حدثنا عن إلهامك بتأسيس ماري الأوركسترا النسائية… وكيف كانت البدايات؟
في الحقيقة فكرة إنشاء فرقة سيمفونية نسائية كانت مع نهاية عام 2005، فقد لاحظت أنه بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على تأسيس المعهد العالي للموسيقا بدمشق أصبح لدينا كادر موسيقي مهم من الشباب الجديد القادر على تقديم نتاج فني موسيقي عالي المستوى، وعند دراستي للمجموعات المتخرجة اكتشفت أن الأغلبية هي من الفتيات، الأمر الذي دفعني إلى تبني فكرة إنشاء فرقة نسائية سيمفونية لهن، وخاصة أنه في منطقة الشرق الأوسط كلها لا يوجد توجه كهذا، كما أن تأسيس فرقة كهذه ينم عن دلالات كبيرة وعن تطور حضاري اجتماعي اقتصادي وسياسي في سورية. بداية كان العدد ستاً وثلاثين صبية، بعدها تطور ليصبح خمسين، ووصلنا للعدد الأكبر للأوركسترا وكان ستاً وسبعين صبية، وبحسب متطلبات الحفلات أصبحنا نغير العدد، وصبايا الأوركسترا هنّ خريجات المعهد العالي للموسيقا وخريجات معهد صلحي الوادي وخريجات من أوروبا.
• ماذا عن التحديات التي واجهتكم بالفرق بين نظرة الغرب والشرق لفرق النساء السيمفونية؟
لم يكن هناك أي من التحديات على الصعد الفكرية أو الاجتماعية، ولكن بصراحة كان التحدي الأكبر على الصعيد الفني والموسيقي، بمعنى قدرة العازفات على الترابط والتوافق بين بعضهن في الأوركسترا، من أجل تشكيل فريق عمل متجانس قادر على العزف معاً. طبعاً واجهتنا تحديات أخرى ولكنها ليست بتلك الأهمية، من حيث الترابط وبأن تتوافر الآلات وعلى الخصوص النفخية النحاسية.
• حدثنا عن عدد أعضاء الأوركسترا بين عازفات ومغنيات الذي تضمه حالياً… وهل شرط القبول بأن الأعضاء حصرا خريجات من المعهد العالي… بمعنى لا يمكن قبول مواهب شابة ولكنها ليست أكاديمية؟
الشرط الأساسي للدخول لأي أروكسترا هو الأداء الصحيح والمميز، والتفوق على الآلة. وهنا أحب أن أشير إلى أنه لدي مشروع آخر بدأت العمل فيه قبل سنوات، وخلاله عملت على استقطاب خريجي معهد صلحي الوادي، ليكون الكادر مهيَّأً على صعيد العزف الجماعي الأوركسترالي، وخصوصاً في فترة انتقالهم للمعهد العالي، وبالتالي أصبحوا يعزفون داخل الأوركسترا معنا من خلال البروفات والتدريبات، كي يتمكنوا من العزف الأوركسترالي في مرحلة لاحقة، من دون أن يقدموا حفلة، والفكرة هي بأن يتمكنوا من موهبتهم وآلتهم ويعيشوا الحالة، كي يتجاوزوا كل المعوقات خلال زمن قياسي.
• أوركسترا ماري أول أوركسترا نسائية بالشرق الأوسط والعالم العربي..انطلاقتها بدأت بتقديم أعمال موسيقية خفيفة المسمع وعالية التقنية وغير معروفة لدى الجمهور…. اليوم هل أصبحت قادرة على تقديم نوعية مختلفة؟
البدايات كانت بتقديم أعمال موسيقية خفيفة المسمع ومعروفة من الناس، نقصد الفالسا والرقصات الأخرى وبعض المعزوفات الأوركسترالية، ولكن هدفي توجه لتقديم أعمال خاصة بأوركسترا ماري، ما دفعني لتحضير برنامج خاص بها، وبالتالي اتجهنا لتقليل عدد الحفلات، لكون البرنامج يحتاج للكثير من الجهد المتعب، بعكس برامج الحفلات الموسيقية لما تكون جاهزة. لأوضح الفكرة أكثر بأنّ العمل بالنسبة لي كان متعباً ولكنه ممتع لأنني أعمل على برنامج موسيقي معين، والذي يسمى عالمياً الموسيقا المبرمجة، والذي نقوم بعنونته وله هدف معين، وكما ذكرت سلفاً بأنني أنا من يقوم بتأليفه، وذلك كله لأن الطموح بأوركسترا ماري بأن تكون مختلفة بالشكل والمضمون الذي لا يشبه أحداً، وحتى لو تألفت أوركسترات نسائية أخرى، فلن تشبهنا لأننا نعزف مؤلفاتنا الموسيقية الخاصة بنا والتي لا تُعزف بأي مكان.
• هجرة الكفاءات الشابة السورية هل طالت أوركسترا ماري أيضاً؟
بكل تأكيد هجرة الفنانين الموسيقيين طالت عناصر مهمة من أوركسترا ماري، وحتى للأسف أصبح هناك آلات موسيقية نفتقر عازفاتها، ولكن والحمد لله تجاوزنا الأمر لكون الكادر يتجدد دائماً برفده بمواهب شابة خريجة وعلى آلات جديدة والدليل أن البرنامج الحالي يتقدم بعزف أكثر من خمسين عازفة.
• في الختام حدثنا عن برنامج الحفل القادم… وعن مداخلة لوتس مسعود فيه؟
نحن نقدم الموسيقا المبرمجة، وفي العرض الحالي والذي يأتي تحت عنوان «مدينتي» نحن نقدم استطلاعاً لمدينة دمشق خلال فترة الحرب، بتصوير الفرح والحب والكثير من الأشياء العامة في حياة الناس، من خلال برنامج موسيقي سمعي بصري، لأننا صورنا أشياء مرادفة للموسيقا التي سنقدمها، وهي ستكون جزءاً من المقطوعة ليتابع الجمهور الاستماع، طبعاً هناك بعض الأغاني لشاعرة شابة من اللاذقية اسمها حلا جابر، وبمشاركة راقصة الباليه لجين ملاك، والمغني روجيه لحام. وعن مشاركة الكاتبة لوتس مسعود والمعروفة بكتاباتها الاجتماعية والتي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الإذاعات، فأحببنا أن تقدم فقرة خاصة من تأليفها موضوعها الأطفال في زمن الحرب، إذ تحكي هذه الحوارات مع مرافقة موسيقية حية من على المسرح، بأداء أقرب للمسرحي.