سورية

وفد معهد أبحاث الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في دمشق … شعبان لـ«الوطن»: مخطط أميركا لئيم وهي تحاول أن تنفذ في سورية ما قامت به في العراق

| سيلفا رزوق

اعتبرت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة وثيقة وطن» بثينة شعبان، أن الولايات المتحدة تحاول أن تنفذ على الأرض السورية ما قامت به على الأرض العراقية، فهي تنهب بعضاً من المحاصيل وتعطي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» بعضاً منها، لكي تبرهن أن مستوى الحياة في مناطق سيطرة «قسد» أفضل من المستوى الذي يعيشه باقي الشعب السوري، وهذا مخطط لئيم ومخطط لتقسيم البلدان، واصفة الاحتلال التركي بأنه الأكثر خطراً على سورية، لأنه يحاول استهداف الهوية.

وفي تصريح لـ«الوطن» عقب اللقاء الذي جمعها مع وفد معهد « يفغيني بريماكوف» لأبحاث الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية الذي يقوم بزيارة إلى سورية لعدة أيام، وصفت شعبان اللقاء بـ«الممتاز»، وقالت: إن الوفد الروسي كان متفهماً لكل ما جرى الحديث عنه وما تعرضت له كل المناطق السورية، وتركزت أسئلتهم حول كيف يمكن أن تتغلب سورية على هذا الحصار الظالم الذي فرضته واشنطن، وخاصة (ما يسمى قانون) «قيصر» حيث اعتبروا أنه يرقى لجريمة حرب ضد سورية والشعب السوري، وعبّروا عن رغبتهم بالتعاون للعمل سوياً من أجل هذه القصص التي نوثقها في «وثيقة وطن»، وهم وثّقوا قصصاً من الروس الذين عاشوا في سورية وساعدوا الجيش العربي السوري في دحر الإرهاب واقترحوا وضع خطة عمل مشتركة من أجل الشعبين السوري والروسي، لكي تكون نتائج هذه الحرب عبرة للأجيال القادمة، وتستفيد منها الأجيال القادمة.

وأضافت: «اتفقنا أن نتواصل وأن نضع برامج مشتركة خاصة للأطفال الذين عاشوا هذه الحرب لكي يبقوا متمسكين بهويتهم السورية والعربية، ولكي ننفض عنهم غبار هذه الحرب وأيضاً للتعاون بين جامعاتنا وبين مؤسساتنا الفكرية ومؤسساتهم الفكرية».

وفي ردها على سؤال لـ«الوطن»، اعتبرت شعبان أن الولايات المتحدة تحاول أن تجعل على الأرض السورية ما جعلته على الأرض العراقية، فهم الذين وضعوا الخطط لكي تصبح أربيل كردستان منتعشة ومزدهرة أكثر من باقي المناطق العراقية، والمنطقة الشرقية في سورية «كلنا نعلم أن بها النفط وبها المياه وبها المحاصيل الغزيرة، ولذلك فالولايات المتحدة تنهب بعضاً من هذه المحاصيل وتعطي «قسد» بعضاً منها، لكي تبرهن أن مستوى الحياة هناك أفضل من المستوى الذي يعيشه باقي الشعب السوري، وهذا مخطط لئيم ومخطط لتقسيم البلدان، كما قسموا العراق هناك مخطط لتقسيم سورية أيضاً، ولكنهم لن ينجحوا لأن شعبنا السوري شعب واعٍ ويتصدى للاحتلال الأميركي ويقاوم كل محاولات التقسيم والحكومة السورية حاضرة وموجودة، وهذا لن يحدث، ولأنهم فشلوا في حربهم الإرهابية استداروا إلى حربين، حرب اقتصادية وحرب عملاء يحاولون من خلالهما أن يخلقوا تقسيماً في هذا البلد ولكنهم لن يتمكنوا لأن اللحمة السورية سوف تتفوق على كل محاولات التقسيم».

ولفتت شعبان إلى أن الوفد الروسي أعجب بهذه اللحمة السورية، وقالوا: في كل البلدان يحاول الآخرون النفاذ إليها من خلال تقسيمها إلى طوائف وأقليات وقبائل، أما في سورية فلم ينجحوا أمام هذه الصخرة التي يمثلها الشعب السوري بجميع أطيافه والتي يحاولون النيل منها، سواء بالعدوان الإسرائيلي أم التركي أم الأميركي، لكنهم لن ينالوا منها لأن الشعب السوري أقوى منهم.

واعتبرت، أن الاحتلال التركي هو الأكثر خطراً على سورية، لأن الأتراك يقومون بتدريس اللغة التركية بدلاً من اللغة العربية، ويفرضون التعامل بالليرة التركية بدلاً من الليرة السورية، ويقومون بفتح الجامعات التركية بدلاً من الجامعات السورية، ولذلك مشروعهم أكثر من استيطاني على الأرض السورية.

وأضافت: «لذلك قلت إن الاحتلال التركي هو أخطر احتلال تعاني منه الأراضي السورية، لأن المهم هو الهوية السورية والهوية العربية والاحتلال التركي يستهدف هذه الهوية، ويحاول أن يفرض هويته على السكان السوريين والعرب، ولذلك قلت نحن في «مؤسسة وثيقة وطن» نعد لخريطة تفاعلية تثبّت أسماء المناطق والقرى وتاريخها وحضارتها، أيضاً بأنها سورية فلا يستطيع أي عدو أن يدّعي أنه كان هنا أو أن هذا ينتمي إليه، والأصدقاء الروس وافقوا معي بأن الاحتلال التركي هو أخطر احتلال، ولكن بإذن اللـه سوف نحرر كامل التراب السوري من كل المحتلين الآثمين على أرضنا».

من جهته، لفت مدير عام المعهد البروفيسور ثيودور فايتولوفسكي في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن المعهد هو معهد بحثي في القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية، وعليه تحليل هذه السياسات ليعطي المخرجات المناسبة.

وقال: «مهتمون جداً بالعلاقة مع العلماء والباحثين السوريين، فسورية عاشت حرباً خطيرة كما نعلم، وهذا يقتضي اللقاء مع الباحثين السوريين ومع القوى المجتمعية السورية، حتى يكون التحليل معمقاً وواقعياً لكي نصل للمشتركات التي نبحث عنها بصورة مشتركة».

وأضاف: «شخصياً لست مختصاً بهذه المنطقة، لكن عندنا مختصين متعمقين بهذه المنطقة، وأنا مدير هذا المعهد واهتمامي الشخصي بالحضور لأن هذه المنطقة وكما هو معروف هي مهمة جداً بالنسبة للسياسات الدولية، لذلك حضوري الشخصي لأقف على كل ما يجري في هذه المنطقة لنصل للقراءات التي نريدها».

واعتبر فايتولوفسكي، أن أهم شيء على الإطلاق هو خلق ثقة مشتركة وخلق حالة تبادل ثقة بين الطرفين، وقال: «من الضروري بالنسبة لنا أن تكون هناك علاقة بين العلماء والباحثين والعارفين السوريين، وهذه المعرفة هي التي تخلق حالة ثقة حتى نصل لحالة الشراكة والتي هي الغاية بالنسبة لنا وهذه المعرفة على المستوى المعرفي والأكاديمي وكذلك على المستوى المجتمعي، ونحن نعتقد أن هناك قوة كامنة كبيرة لم تعط قيمتها، ومن خلال علاقتنا بالجانب السوري فإن المطلوب استثمار هذه القوى الكامنة ودفعها للأمام».

بدوره، أشار مدير المركز الثقافي الروسي في سورية نيكولاي سوخوف، في تصريح مماثل لـ«الوطن»، إلى أن المعهد يدرس القضايا في العالم ومؤخراً يركز على الواقع في الشرق الأوسط وسورية خاصة، بسبب الوجود الروسي فيها وبغرض بحث القضايا للمساعدة بحلها في سورية ولمساعدة صناع القرار الروس لاتخاذ القرارات الصحيحة.

مستشار المركز الثقافي الروسي ممثل المعهد في سورية، علي الأحمد، أكد لـ«الوطن»، أن لهذا المعهد أهمية كبرى في رسم السياسات الروسية، وهذه ليست الزيارة الأولى لكن مستوى هذه الزيارة مختلف وهو مستوى كبير جداً، لأنهم مهتمون جداً بالبحث العميق في واقع سورية على كافة المستويات وخاصة الموضوع الاقتصادي، وبالتالي فالمطلوب ألا يكون هناك عقل أحادي بل أن يكون هناك منظور للعلاقة في كافة الجوانب، الثقافية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، إضافة إلى جانب مشروعات متناهية الصغر وكيفية تنميتها ودعمها وكيفية إيجاد شراكة بين الطرفين في هذا الاتجاه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن