سعيد بفوز فيلم «قطرات» … عرسان لـ«الوطن»: كل جائزة يحصل عليها فيلم سوري تشكّل إضافة للسينما السورية
| هلا شكنتنا
أيهم عرسان مخرج وكاتب سيناريو وسينمائي سوري، عمل كمساعد مخرج في العديد من الأفلام السينمائية، كما قام بكتابة وإخراج فيلم روائي قصير عام 2005 تحت اسم «وراء الوجوه»، وقد شارك الفيلم في مهرجان دمشق السينمائي في العام نفسه، كما أخرج أفلاماً سينمائية ثانية منها «كبسة زر» و«جواد»، وآخرها كان فيلم «قطرات» لعام 2020 الذي حصد المرتبة الأولى ضمن أحد المهرجانات السينمائية الخارجية، والفيلم من بطولة كل من «شكران مرتجى» و«روبين عيسى» و«جلال شموط» و«بسام لطفي»، وفي حوار خاص لـ«الوطن» مع المخرج أيهم عرسان أخبرنا الآتي:
• في البداية دعنا نتحدث عن مشاعرك بمناسبة فوز فيلمك «قطرات» بالمركز الأول في مهرجان «مزدة» السينمائي؟
بالتأكيد سعيد جداً بهذه الجائزة وذلك يعود لأمرين، أولاً لأنها المشاركة الأولى للفيلم في مهرجان سينمائي دولي، وعندما يحقق المرتبة الأولى فهذا يعني أن الفيلم استطاع الوصول إلى ذائقة لجنة التحكيم في المهرجان واستطاع أن يرضي ذائقتهم الفنية والدرامية، وثانياً لأن الجائزة حصل عليها الفيلم من مهرجان دولي مهم ومتخصص بالأفلام القصيرة ضمن منافسة كبيرة وصعبة مع عدد كبير من الأفلام حول العالم، فقد تقدم إلى المهرجان 130 فيلماً وتم اختيار عشرين فيلماً للمشاركة بالمسابقة الرسمية وحصل الفيلم على الجائزة الأولى والمرتبة الأولى فيه.
• كم تحمّلك هذه الجوائز مسؤولية كبيرة تجاه أعمالك السينمائية القادمة؟
أي جائزة وكل جائزة تحمّل السينمائي مسؤولية كبيرة تجاه أعماله السينمائية القادمة، وأنا كذلك، فالتفكير يصبح صعباً تجاه الخطوات القادمة فالمنتظر مني يصبح أكبر وهنا أتحدث عن مستويين من العبء أو المتطلب، الأول هو من محيطي الفني والجمهور الذي يطلب أو يريد أن يرى في عملي القادم خطوة متقدمة أكثر، والثاني منبعه ذاتي يتعلق بمطالبتي لنفسي بأن أقدم ما هو أعمق وأكبر قيمة في مشروعي القادم وهذا ما آمل أن أستطيع تحقيقه.
• اليوم عندما يحصل فيلم سوري على جائزة دولية «خارجية» كم مهم بالنسبة للأوضاع السينمائية ضمن البلد؟
كل جائزة يحصل عليها فيلم سوري تشكل إضافة إلى الحالة السينمائية السورية بشكل عام، فالسينما السورية تتسم بطبيعتها الجادة التي تناقش قضايا مهمة وحيوية ضمن مجتمعنا، وهذا ربما ينقص قليلاً من جماهيرية هذا المنتج السينمائي ومن هنا تأتي أهمية الجائزة باعتبارها شكلاً من أشكال الثناء والتقدير الفني لصناع الفيلم، وهذا يعطي دلالة على جودة هذا الفيلم ويعني بالضرورة أن هناك تفاعلاً جيداً حصل لدى لجان تحكيم المهرجانات وهي لجان نوعية بطبيعة الحال وكذلك لدى جمهور هذا المهرجان أيضاً، ويمكن ترجمة هذا الشيء كنجاح لسينمانا السورية ووصول المحتوى الفني الذي تقدمه إلى العالم وهذا بالتأكيد مكسب كبير.
• برأيك هل السينما السورية قادرة اليوم على الوصول إلى مستوى عالٍ تستطيع من خلاله منافسة السينما المصرية؟
تحفل السينما السورية عبر تاريخها الطويل بعدد كبير من الأفلام المهمة التي حققت حضوراً كبيراً فنياً وجماهيرياً في مهرجانات عربية ودولية، لكن يبقى يعوز السينما السورية فكرة الربحية، فالمواءمة بين تقديم مستوى فني عالٍ وإقبال على شباك التذاكر هي على ما أعتقد ضرورة يجب أن تكون حاضرة في ذهن السينمائي السوري، وهذا يتطلب وجود صالات جيدة تتمتع بمواصفات فنية عالية يكون بإمكانها جذب الجمهور، فالسوق الأساسي لأي فيلم سينمائي هو الصالات السينمائية، وربما غياب وجود هذه الصالات بكثافة عامل رئيسي يجعل السينما السورية بعيدة عن الحالة الموجودة في الدول الأخرى ومنها مصر ويجعلها تكون حالة ثقافية ومهرجانية أكثر من أي شيء آخر.
• تعاني اليوم السينما السورية من عدة أمور أهمها موضوع الإنتاج، برأيك ما الحل الأنسب لتنشيط وتوسيع القطاع السينمائي؟
الإجابة عن هذا السؤال صعبة، فالإنتاج هو بالفعل أساسي في صناعة السينما، نحن في سورية لدينا جهة إنتاج واحدة وهي المؤسسة العامة للسينما أي القطاع العام وهو ينتج أفلاماً يكون التركيز فيها على المحتوى الفكري والثقافي وهذا النوع من الأفلام يعتبر في سورية وفي الدول التي ينتج فيها القطاع العام أفلاماً غير ربحية أو ربحية نسبياً، وهنا تبرز أهمية وجود القطاع الخاص السينمائي الذي يفترض أن يتوخى تقديم أفلام ذات محتوى فني ودرامي جيد ولكن مع إيلاء مسألة الربحية أهمية كبرى، وهذا يتطلب وجود جهات إنتاج أو شركات خاصة تعمل بشكل احترافي ويكون على رأسها منتجون مثقفون وواعون لآلية العمل السينمائي وهذا للأسف غير موجود حالياً، هذا من جهة ومن جهة أخرى يشكل غياب الصالات السينمائية وبالتالي غياب حالة الارتياد السينمائي لدى الجمهور مشكلة أخرى، إذاً نحن بحاجة إلى وجود مسار سينمائي إنتاجي موازٍ لإنتاجات القطاع العام السينمائي ولكن للأسف مقومات هذا الأمر غير متوافرة حالياً.
• كيف تصف إنشاء المعهد العالي للفنون السينمائية، وهل هذه الخطوة أتت متأخرة؟
الحقيقة أن المعهد العالي للفنون السينمائية كان منتظراً منذ سنوات طويلة، وهو خطوة كبيرة ومهمة في اتجاه أن يكون لدينا أجيال شابة مثقفة سينمائياً ومؤهلة أكاديمياً وفنياً لتكمل مسيرة السينما السورية من جهة، وربما تستطيع تقديم مقترح فني جديد ينقل السينما السورية لأن تتحول إلى صناعة متكاملة العناصر، ميزة السينما الأساسية أنها فن شاب يحتاج دائماً إلى دماء جديدة.
• هل من الممكن أن تتجه نحو الإخراج التلفزيوني أم تفضل أن تبقى في مجال الإخراج السينمائي؟
في الحقيقة لا مانع لدي على الإطلاق من أن أخوض مجال الدراما التلفزيونية، وأرى أن ما يحدث اليوم على صعيد الدراما من حيث التخلص من قيد الحلقات الثلاثين في المسلسل، وكذلك من حيث توسع مروحة الجهات المنتجة للدراما وحضور المنصات الجديدة للعرض والتسويق يشكل حالة مشجعة للعمل ضمن شروط جيدة سواء كانت إنتاجية أم فنية، كما أتمنى أن تتاح الفرصة قريباً لأقدم عملاً تلفزيونياً تكون فيه فرص التواصل مع الجمهور أكبر من فرص العمل السينمائي حالياً.
• في النهاية هل يوجد هنالك أي تحضيرات لفيلم سينمائي جديد؟
أقوم حالياً بالتحضير لعمل سينمائي جديد، وهو فيلم روائي متوسط الطول من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وأتوقع أن يبدأ تصويره قريباً.