روسيا دعته إلى علاقة بناءة.. والصين تمنت عليه نقلها إلى مستوى جديد … شولتس يؤدي اليمين الدستورية مستشاراً لألمانيا بأغلبية البرلمان
| وكالات
بعد شهرين ونصف الشهر على الانتخابات في ألمانيا، أدى الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس اليمين الدستورية أمس الأربعاء ليصبح تاسع مستشار لألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، معيداً بذلك اليسار الوسط إلى الحكم ليطوي بذلك نهائياً عهد أنجيلا ميركل الذي استمر 16 عاما، وعقب ذلك هنأ كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينغ بينغ المستشار الألماني الجديد، ودعا إلى إقامة علاقات ثنائية بناءة ونقلها إلى مستوى جديد.
وذكرت وكالة «أ ف ب» أمس أن شولتس أدى اليمين الدستورية، خلفاً لأنجيلا ميركل التي استمر عهدها 16 عاماً، وذلك بعد انتخابه بأصوات 395 نائباً من أصل 707 أدلوا بأصواتهم.
ووفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» أعلنت رئيسة مجلس النواب «البوندستاغ» بيربل باس، أمس، حصول شولتس 63 عاماً على أغلبية واضحة بلغت 395 صوتاً من المشرعين في البرلمان الألماني.
وتلقى شولتس الذي شغل منصب نائب المستشار ووزير المالية في حكومة ميركل ترحيباً حاراً من المشرعين، وقدم له قادة الكتل البرلمانية طاقات من الزهور، وبعد ترشيحه رسمياً من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير في مقر الرئاسة، سيعود شولتس إلى البرلمان ليؤدي اليمين الدستورية أمام النواب، بعد أن تسلم ميركل المستشارية إلى الزعيم الجديد.
وسيقود شولتس ائتلافاً حاكماً ثلاثياً غير مسبوق على المستوى الفيدرالي مع حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار، في تحالف سياسي كان يصعب تصوره في الماضي.
ومن المتوقع أن يتولى زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر المعروف بتمسكه بنهج التقشف، وزارة المال، كما قرر شولتس، أن يعهد بحقيبة الصحة إلى كارل لاوترباخ وهو بالأساس طبيب ويدعو إلى فرض قيود شديدة.
في غضون ذلك ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» أن الرئيس بوتين، هنأ شولتس بانتخابه لمنصب المستشار الألماني، معبراً عن أمله بإقامة حوار بناء والعمل المشترك في بحث المسائل الحيوية.
وأفاد المكتب الصحفي لبوتين بأن الرئيس الروسي أشار في برقية التهنئة التي وجهها لشولتس، إلى الأهمية الكبيرة تقليدياً للعلاقات الروسية والألمانية بالنسبة لشعبي البلدين وأوروبا كلها على حد سواء.
وقال بوتين: «آمل بإقامة حوار بناء والعمل المشترك معك لبحث القضايا الحيوية لجدول الأعمال الثنائي والدولي، وبلا شك، سيتفق ذلك مع المصالح الأصلية للروس والألمان وسيساعد في تعزيز الاستقرار والأمن إقليمياً وعالمياً».
وفي السياق هنأ الرئيس الصيني المستشار الألماني الجديد مبدياً استعداد بلاده نقل العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
ونقلت «أ ف ب» عن شي قوله أمس: «الصين على استعداد لتعزيز وترسيخ الثقة السياسية المتبادلة وتوسيع المبادلات والتعاون في مجالات مختلفة مع ألمانيا».
كما هنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس الأربعاء، شولتس وتعهدا بالعمل معه من أجل اتحاد أوروبي أقوى.
وكتبت فون دير لايين بالألمانية لغتها الأم «تهانيّ عزيزي أولاف شولتس لانتخابك وتعيينك مستشاراً فدرالياً، أتمنى لك بداية جيدة وأتطلع لتعزيز الثقة في التعاون من أجل أوروبا أقوى».
من جهته قال المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، إنه لا ينوي تقديم مشورة للمستشار شولتس، حول كيفية التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن شرودر، في حديث أدلى به اليوم لقناة «Welt» التلفزيونية: «لن أنصحه، يجب أن يدرك ذلك بنفسه».
وأعرب شرودر عن قناعته بأن شولتس سيكون مستشاراً ناجحاً، وقال: «أعتقد أنه سيقود الحكومة وسيفعل ذلك بشكل جيد للغاية».