سورية

توقعات بـ«توافق» مبدئي بين بوتين وبايدن حول «الملف الإنساني» السوري … التهدئة مستمرة شمالاً وفي «خفض التصعيد» واستهداف رتل للاحتلال الأميركي في ريف القامشلي

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

ضيقت خيارات المواضيع المهمة التي طرحت للنقاش خلال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن أول من أمس عبر تقنية «الكونفرانس» الافتراضية، بخلاف اللقاء المباشر المفتوح، الخناق على الملف السوري الذي اقتصر على «توافق» مبدئي بشأن «الملف الإنساني»، وفق توقعات مصادر متابعة لمجريات اللقاء وللعلاقات الشائكة بين البلدين الفاعلين في الأزمة السورية.

ورأت المصادر، أن المواضيع «الحساسة» والقضايا الشائكة فرضت نفسها على لقاء الرئيسين، مثل مشاكل أوكرانيا و«الاستقرار الإستراتيجي» الدولي والعقوبات على «البعثات الدبلوماسية» و«الهجمات السيبرانية»، عدا القضايا الإقليمية المهمة مثل «نووي» إيراني وباقي مواضيع الصراع المتعددة بين البلدين، الأمر الذي يتطلب «محادثات طويلة» ومتابعة «المشاورات» حول جوهرها بين ممثلي وفريقي الرئيسين.

وبينت، أن نتائج لقاء الساعتين بين الرئيسين، ستستغرق أشهراً لمعرفة ماهيتها، لاسيما المواضيع الكبيرة العالقة بين البلدين لتهدئة التوترات بينهما، لكن أغلب الظن أنه سيجري التوافق بين ممثلي البلدين على المواضيع الأخرى الأقل أهمية لسياسة واشنطن الخارجية، مثل الملف السوري، بدليل ما ظهر منها في الآونة الأخيرة من «توافقات» حول منع توسع النظام التركي شمال وشمال شرق البلاد، إلا أن توسيع منافذ وبوابات «الملف الإنساني» في سورية مطلع العام القادم متروكة لزعيم البلدين على أن يقترح فريقهما مروحة خيارات إثر جولة جديدة من المفاوضات يفترض أن تعقد قبل نهاية العام الجاري، وهو ما حدث عند التمديد الأول لقرار مجلس الأمن الخاص بالمساعدات الأممية الإغاثية إثر اجتماع الرئيسين منتصف حزيران الماضي في جنيف.

وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن قدوم الشتاء وقرب حلول موعد تمديد المساعدات الإنسانية بداية العام الجديد، سرّعت من طرح الموضوع كي يتوافق عليه الرئيسان أول من أمس.

وأضافت: التوافق بين بوتين وبايدن على «الملف الإنساني» السوري له «ثمن» على الإدارة الأميركية الوفاء به، وعلى ممثلي الرئيسين وفريقيهما وضع تفاصيله بما يحقق تخفيف تداعيات قيود ما يسمى «قانون قيصر» الأميركي على الحكومة والشعب السوري، وإعادة النظر بآلية إيصال المساعدات الإغاثية «عبر الحدود» لتتوازن مع نظيرتها «عبر الخطوط»، وهو مطلب روسي، بالإضافة إلى ثمار توسيع الآلية على الحكومة السورية لتشمل معبر اليعربية الذي يصل العراق بمناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن.

ميدانياً، استهدف مجهولون أمس رتلاً لجيش الاحتلال الأميركي مكوناً من أربع عربات بعبوتين ناسفتين أثناء عبوره الطريق الذي يصل بين بلدتي المالكية واليعربية في ريف القامشلي بمحافظة الحسكة قرب الحدود العراقية، ما تسبب بإلحاق أضرار في المركبات الأميركية وفق قول مصادر محلية في القامشلي لـ«الوطن»، أشارت إلى أن هذا الاستهداف هو الثاني من نوعه للقوات الأميركية في غضون أسبوع.

وباستثناء القصف الذي تعرضت له أمس بلدة البوغاز الواقعة إلى الشرق من مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشمالي الشرقي من قبل جيش الاحتلال التركي وميليشيا «الجيش الوطني» الممولة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن الهدوء ساد ولليوم الثاني على التوالي في مناطق غرب وشرق الفرات، بعدما صعّد جيش الاحتلال التركي خروقاته لوقف إطلاق النار وعلى مدار ثلاثة أسابيع في ريف حلب الشمالي وفي منطقتي عين عيسى شمال الرقة وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.

في ريف حلب الغربي، أفادت مصادر ميدانية «الوطن»، بأن الجيش العربي السوري رد أمس، وبعد يوم واحد من الهدوء الميداني، على الاعتداءات التي طالت مواقعه من قبل المرتزقة الإرهابيين التابعين للنظام التركي، وأوقع خسائر كبيرة بشرية وعسكرية في صفوفهم بمحيط بلدات كفرنوران والوساطة وكيتان.

بالتوازي، ساد هدوء حذر في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب أمس، والتي يسعى نظام أردوغان على الدوام لتأجيل تنفيذ التفاهمات الخاصة بها والتي عقدها مع موسكو.

وقد شهدت بلدات فليلفل وفطيرة وبينين بجبل الزاوية جنوبي المحافظة اشتباكات متبادلة أمس بين الجيش العربي السوري ومسلحي ما تسمى غرفة عمليات « الفتح المبين»، التي يتزعمها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

وفي البادية الشرقية، واصلت الوحدات المشتركة من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة صباح أمس، عمليات تمشيط بادية دير الزور من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الوحدات العسكرية تمشط البادية المذكورة من عدة محاور، لافتاً إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن غارات مكثفة على مواقع لداعش في الشولا وكباجب، محققاً فيها إصابات دقيقة، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

إلى ذلك أقدمت ميليشيات «قسد» على قطع طريق القامشلي- تل حميس جنوب المدينة لقمع مظاهرة لأهالي المنطقة تنديداً بممارسات الميليشيات بحقهم ومواصلتها اختطاف الشبان والقاصرين، وذلك حسبما نقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية.

أما في محافظة دير الزور، فقد استهدف مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية بالأسلحة الرشاشة سيارة تابعة لـميليشيات «قسد»، بين قريتي النملية وأبو النيتل بريف المحافظة، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة، في حين اختطفت الميليشيات أكثر من 10 أشخاص بينهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً في أبو النيتل لسوقهم إلى معسكراتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن