توقعات بـ«توافق» مبدئي بين بوتين وبايدن حول «الملف الإنساني» السوري … التهدئة مستمرة شمال شرق وشمال غرب البلاد وفي «خفض التصعيد»
| حلب - خالد زنكلو
ضيقت خيارات المواضيع المهمة التي طرحت للنقاش خلال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن أول من أمس، الخناق على الملف السوري الذي اقتصر على «توافق» مبدئي بشأن «الملف الإنساني»، وفق توقعات مصادر متابعة لمجريات اللقاء وللعلاقات الشائكة بين البلدين الفاعلين في الأزمة السورية.
ورأت المصادر أن المواضيع «الحساسة» والقضايا الشائكة فرضت نفسها على لقاء الرئيسين، مثل مشاكل أوكرانيا و«الاستقرار الإستراتيجي» الدولي والعقوبات على «البعثات الدبلوماسية» و«الهجمات السيبرانية»، عدا القضايا الإقليمية المهمة مثل «نووي» إيران وباقي مواضيع الصراع المتعددة بين البلدين، الأمر الذي يتطلب «محادثات طويلة» ومتابعة «المشاورات» حول جوهرها بين ممثلي وفريقي الرئيسين.
وبينت المصادر أن نتائج لقاء الساعتين بين الرئيسين، ستستغرق أشهراً لمعرفة ماهيتها، ولاسيما المواضيع الكبيرة العالقة بين البلدين لتهدئة التوترات بينهما، لكن أغلب الظن أنه سيجري التوافق بين ممثلي البلدين على المواضيع الأخرى الأقل أهمية لسياسة واشنطن الخارجية، مثل الملف السوري، بدليل ما ظهر منها في الآونة الأخيرة من «توافقات» حول منع توسع النظام التركي شمال وشمال شرق البلاد، إلا أن توسيع منافذ وبوابات «الملف الإنساني» في سورية مطلع العام القادم متروكة لزعيمي البلدين على أن يقترح فريقهما مروحة خيارات إثر جولة جديدة من المفاوضات يفترض أن تعقد قبل نهاية العام الجاري، وهو ما حدث للتمديد الأول لقرار مجلس الأمن الخاص بالمساعدات الأممية الإغاثية إثر اجتماع الرئيسين منتصف حزيران الماضي بجنيف.
وأضافت: التوافق بين بوتين وبايدن على «الملف الإنساني» السوري له «ثمن» على الإدارة الأميركية الوفاء به، وعلى ممثلي الرئيسين وفريقيهما وضع تفاصيله بما يحقق تخفيف تداعيات قيود «قانون قيصر» الأميركي على الحكومة والشعب السوري، وإعادة النظر بآلية إيصال المساعدات الإغاثية «عبر الحدود» لتتوازن مع نظيرتها «عبر الخطوط».
ميدانياً، استهدف مجهولون أمس رتلاً لجيش الاحتلال الأميركي مكوناً من أربع عربات بعبوتين ناسفتين أثناء عبوره الطريق الذي يصل بين بلدتي المالكية واليعربية في ريف القامشلي بمحافظة الحسكة قرب الحدود العراقية، ما تسبب بإلحاق أضرار في المركبات الأميركية وفق قول مصادر محلية في القامشلي لـ«الوطن»، وهو الاستهداف الثاني من نوعه للقوات الأميركية في غضون أسبوع.
وباستثناء القصف الذي تعرضت له أمس بلدة البوغاز الواقعة إلى الشرق من مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي من قبل جيش الاحتلال التركي وميليشيات «الجيش الوطني» الممولة من النظام التركي، فإن الهدوء ساد ولليوم الثاني على التوالي في مناطق غرب وشرق الفرات، بعدما صعّد جيش الاحتلال خروقاته لوقف إطلاق النار وعلى مدار ثلاثة أسابيع في ريف حلب الشمالي وفي منطقتي عين عيسى شمال الرقة وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وفي ريف حلب الغربي، أفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري رد أمس، وبعد يوم واحد من الهدوء الميداني، على الاعتداءات التي طالت مواقعه من قبل الميليشيات التابعة للنظام التركي، وأوقع خسائر كبيرة بشرية وعسكرية في صفوف الإرهابيين بمحيط بلدات كفرنوران والوساطة وكيتان.
بالتوازي، ساد هدوء حذر في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب أمس، والتي يسعى نظام رجب طيب أردوغان على تأجيجها على الدوام. وشهدت بلدات فليلفل وفطيرة وبينين بجبل الزاوية جنوب المحافظة اشتباكات متبادلة أمس بين الجيش العربي السوري وإرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تتزعمها «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» الإرهابية.