جوليا دومنا يستضيف تجربة فنية مميزة … وليد جانو لـ«الوطن»: انطلقنا من الإبداع والحاجة إلى التجديد
| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني
لم يكن ينتظر أن ينتهي من مشواره المهني في الحياة دون أن يؤسس لمشروع وورشة عمل حقيقة تترك بصمة في الواقع التشكيلي السوري، فكان لـart جانو أن يبصر النور بهمة مجموعة من الأشخاص يتشاركون بفنهم ونظرتهم خطوات النجاح، يسترقون مستقبلاً بأعمال تشكيلية غير تقليدية تلفت الناظرين، حمل نتاجهم ٥٩ لوحة في معرضهم الأول الذي أطلقه فندق جوليا دومنا بعنوان «وليد جانو»، الذي أسس المشروع وصنع العمل لكنه متقن تماماً لجهود زملائه ضمن تجربة جماعية، حيث يشارك في اللوحة الواحدة أكثر من شخص لتصل إلى شكلها النهائي هذا.
الكثير من الحكايا تطرحها اللوحات هي أشبه بالحلم والذاكرة، في أوقات أخرى الوجوه والشخصيات المنغمسة الناظرة بعمق إلينا تعطي انطباعاً جميلاً اختلطت برؤى الفنان وتطلعاته إلى الأفق والمجهول والطبيعة..
أما الألوان فشكلت ثورة حقيقية بتدرجاتها لم تخلُ من الإبهار حيث إنها تستخدم للمرة الأولى وفي لمعتها أضاءت عمق اللوحة..
هذا المعرض حمل بداية جميلة في التشكيل السوري وانطلاقة للجرأة وللحلم والخيال.
تقريباً الستون لوحة من الأحجام المتوسطة والصغيرة نفذتها مجموعة جانو للفنون حول مواضيع إنسانية وعن الطبيعة بتقنيات لونية جديدة ومواد مختلفة.
وشارك في الأعمال التي احتضنتها صالة جوليا دومنا للفنون 18 فناناً عملوا جميعاً في مجمل اللوحات ليثبتوا أن العمل الجماعي في الفن والإبداع يمكن أن يكون ناجحاً ويحقق نتائج جيدة.
تجربة جماعية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين وليد جانو المشرف على الأعمال والذي عمل طوال أربعة عقود في مجال التصميم والإخراج أنني: «أعمل بهذا المجال منذ الثمانينيات من القرن الماضي، عندما درست في كلية الفنون واخترت بعدها تكنيكات ومواد جديدة حسب الطلب، إلى العام ١٩٩٥ قدمت معرضاً جماعياً لفنانين سوريين، كان المشروع ضخماً سميناه (الفن للجميع)، وهدفي كان أن يدخل الفن التشكيلي إلى كل بيت حتى للذين لا يملكون قدرة شرائية للوحات الأصلية، فقدمت لهم نسخة طبق الأصل وهي نسخ موقعة».
وأضاف جانو إن: «تقنية اليوم تحمل الرسم بطريقة (الديجتال) أي نصمم اللوحة ونخرجها «ديجتال» ونلونها يدوياً بمواد مثل الخشب والقماش وتصميم اللوحة وإخراجها يكون «ديجتال»، أما الألوان التي استخدمناها فهي بسيطة ومتوافرة مثل الأكرليك وورق الذهب وmdf، والقطن، وكلها متوافرة في الأسواق، إلا أننا عرفنا كيف نستخدمها وندمجها بشكل مميز، وانطلقنا من مبدأ الإبداع والحاجة إلى الجديد ومن أجل ذلك عملت المعرض لأرى الإقبال وتجاوب الجمهور».
وبين جانو أننا: «بدأنا كمجموعة في العمل الفني منذ ١٢ عام وكونا مخزوناً هائلاً عبر السنوات ونقوم دائماً بالتناقش في أي لوحة، لذلك هذا المعرض هو نتاج تجربة جماعية، نحن لسنا شخصاً واحداً نحن مجموعة وهي لوحات موقعة باسم «جانو للفنون»، تجربة جماعية بانتظار أن تبصر النور في عالم الفن التشكيلي السوري، وتميزت أغلب اللوحات بحضور أنثوي قوي لأنني اعتبر أن المرأة هي المنتجة، وأتمنى أن يلقى المعرض إقبالاً وترحيباً من الناس لهذا النوع من الأعمال التي تحمل طرحاً جديداً».
محاكاة للمستقبل
ومن جهته بين الباحث نذير خوري المستشار في وزارة الثقافة نزيه خوري أن: «المعرض يعتبر عملاً جديداً ونوعياً من حيث الألوان والموضوعات التي يعالجها الفنان وليد جانو، والأعمال تقدم بأسلوب رائع وجديد، من حيث الفكرة والألوان وحقيقة هناك جهد كبير مبذول ومشكور نتمنى له النجاح وأن تنتشر هذه الطريقة من الأعمال التي تحمل أفكاراً جديدة وألواناً تستخدم للمرة الأولى بطريقة مبهرة، وللمرة الأولى التي نحضر فيها معرض فن تشكيلي يحمل هذه الحداثة وعادة ما تكون أعمال الفنانين قريبة من بعضها بالموضوعات واستخدام الألوان.
وأي مجال من مجالات الثقافة يكون التجديد فيه ضرورة كبيرة ولأن التجديد هو محاكاة للمستقبل ويعطي دائماً انطباعاً جيداً».
كل لوحة تعني فكرة
ومن جانبها تقول إحدى مؤسسات المشروع غيداء الخطيب إن: «هذا العمل هو ليس نتيجة عمل شخص واحد، نحن نستخدم كل المواد التي يعمل بها الفنانون في سورية ولكننا نستخدمها بطريقة مختلفة وهذه خطوة مهمة كي نتميز عن المطروح، وتلك الحالة النهائية أتت من عدة تجارب، والمواد سهلة وبسيطة ونستطيع أن نصنع منها هذه النتيجة، كل لوحة تعني فكرة خاصة والمرأة برزت عندنا لكونها تمثل نصف المجتمع لذلك هي مميزة وأحببنا أن نقدم فكرة ومعنى في كل لوحة، نحن كادر مكون من ١٠ إلى ١١ شخصاً وندرس موضوع الفكرة في البداية ونعتمد وننفذ فهي أفكار جماعية».
روح جديدة
وختاماً نقول إن المعرض يحمل أسلوباً جديداً من حيث الفكرة والألوان المستخدمة، ربما تشكل انطلاقة جديدة وهي بمنزلة ضخ روح جديدة شابة في الفن التشكيلي السوري، تجربة جماعية تستوحي من الخيال المشترك رؤى متعددة وتستنطق الجمال عبر لوحات تلفت الأنظار تسيطر فيها المرأة على جزء كبير تتجرد من واقعها وتدنو من الخيال والحلم.. الكثير من اللوحات ربما تكون ذاكرة حقيقية وتجعل المتفرج يبني عدة سيناريوهات حولها، هي خطوة فريدة تتجه نحو المتلقي.. لعلها تلقى النجاح والقبول، وهي دعوة للجميع للاطلاع عليها في صالة أورنينا لفندق جوليا دومنا عند الخامسة مساء.