لم تشهد مباريات الأسبوع الأول من ذهاب سلة دوري المحترفين تلك الإثارة والندية اللتين كنا نتمنى أن يطلان برأسهما على بعض المباريات على أقل تقدير، لكون الترشيحات التي سبقت انطلاقة الدوري منحتنا جرعة تفاؤل كبيرة برؤية مباريات قوية مليئة بالفنيات السلوية الجميلة الغنية بسكوراتها، والغريبة بمجرياتها، والمميزة بتقلباتها، وشطح بنا الخيال حتى تجاوز حدود التطلعات والأحلام لكن الواقع شيء والأمنيات شيء آخر بعدما اصطدمنا بواقع لا يمكن أن يبشر بالخير بعد أن جاءت المباريات رتيبة خالية من أي إثارة ولو بنسب متفاوتة.
وإذا كانت حجة البعض أن المباريات في مراحلها الأولى غالباً ما تكون جس نبض لا أكثر، وبأن الإثارة ستكون في تصاعد نحو الأفضل من مرحلة لأخرى، وعلى الرغم من عدم اقتناعنا بهذا الكلام، غير أننا مضطرون لأن نقنع أنفسنا بقليل من الأمل في رؤية دوري مفعم بالنشاط والحيوية والقوة دون أن يكون ذلك على حساب المستوى الفني.
لن نكون جناة على الاتحاد الجديد ونطالبه بإخراج الزير من البير، لكن من حقنا أن نطالب بنظام دوري يحقق لنا تلك المتعة التي مازلنا نبحث عنها ومازالت أنفسنا تواقة لملامستها، من حقنا أن نرى دوريا يضم فرق النخبة بعيداً عن المباريات الطابقية ذات الفوارق الرقمية، دوريا تصل حرارة مبارياته درجة الغليان منذ انطلاقة مبارياته الأولى، مباريات الأسبوع الأول لم تحفل بأي شيء يدعو للتفاؤل. ومع تفاصيل المباريات الست معكم نمضي.
نجح فريق الوحدة الدمشقي في كسب نقاط مباراته مع مستضيفه الجلاء في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء يوم الخميس، وأنهى اللقاء لمصلحته بفارق خمس نقاط ٥٧-٥٢ بعد مباراة جيدة من الفريقين قدما خلالها أداء جيداً لكنه لا يليق بقمة من العيار الثقيل، لعب الجلاء بطريقة جيدة وكان نداً قويا ونجح في التسجيل، لكن الوحدة لم يكن خارج الحسابات ولديه مجموعة جيدة من اللاعبين الشباب إضافة للاعبي الخبرة وفرض سيطرته على مجريات الربع الأخير من اللقاء وحسم بصعوبة النتيجة لمصلحته 57-52.
وفي الفيحاء لم يجد الجيش صعوبة في تجاوز محطة ضيفه الطليعة وتفوق عليه أداء ونتيجة بفارق ١٩ نقطة وبواقع ٨٤-٦٥ بعد مباراة متوسطة المستوى الفني مع أفضلية واضحة للجيش تألق نجمه المرجانة من خارج القوس مسجلا ٤٩ نقطة فيما الطليعة لم تكن بدايته موفقة فردياً ولا جماعياً وبداً واضحاً أنه بحاجة للاعب صانع ألعاب من العيار الثقيل ليقود اللاعبين الشباب داخل الملعب.
ومساء يوم الجمعة اختتمت مباريات الجولة الأولى أيضا بثلاثة لقاءات جاءت نتائجها منطقية.
خرج الفيحاء العائد مجدداً لدوري الأضواء خاسراً في لقائه أمام بطل الدوري الكرامة بحمص بواقع ٩٣-٤٢ بعد مباراة كانت أشبه بحصة تدريبية لأصحاب الأرض الذين لعبوا معظم مجريات اللقاء بلاعبي الصف الثاني بهدف الاطمئنان على مدى جاهزيتهم، على حين الفيحاء لم يتمكن أن يجاري خبرة لاعبي الكرامة فخرج خاسراً أداء ونتيجة.
وفي مدينة حماة نجح الاتحاد بطل كأس السوبر بالظفر بنقاط لقائه مع مستضيفه النواعير بعد مباراة شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً قدم الفريقان أداء جيداً مع أفضلية واضحة للاتحاد الفريق الأقوى والأقرب للظفر باللقب هذا الموسم، لتنتهي المباراة بفارق عشر نقاط 65-55.
وفي صالة الفيحاء حقق فريق الحرية بقيادة مدربه الخبير والجديد جورج شكر فوزا صعبا على مستضيفه الثورة المتعثر بتحضيراته بفارق أربع نقاط وبنتيجة ٦٧-٧٣ في مباراة بدا تأثر الثورة بغياب أفضل لاعبيه الذين فضلوا الانتقال لأندية أخرى على حين بدت لمسات مدرب الحرية واضحة على أدائه فردياً وجماعياً وتمكن من التفوق وخطف نقاط الفوز.
مرحلة جديدة
تنطلق يوم غد الاثنين مباريات الأسبوع الثاني من ذهاب سلة دوري المحترفين بستة لقاءات يتوقع أن تكون قوية بكل شيء، وأن نتابع لقاءات مفعمة باللمحات الفنية الجميلة وبالنكهة التنافسية الكبيرة.
حيث يحل حطين ضيفا على الاتحاد في الشهباء في لقاء محسوم مسبقاً لأصحاب الأرض نظراً لفارق الخبرة والتحضير والعراقة وتوافر اللاعبين المتميزين وخاصة أن الاتحاد سيلعب على أرضه وبين جمهوره وهو عائد من الأردن بعد مذاكرة مهمة أمام الأرثوذكسي امتدت لثلاثة لقاءات مفيدة، على حين أن حطين الذي مني بخسارة أمام الوثبة في الجولة الأولى يدرك صعوبة مهمته ومع ذلك سيحاول أن يلعب ويجاري الاتحاد.
وفي الفيحاء يأمل الوثبة وهو يواجه الجيش أن يستمر بالعزف على وتر الفوز لكنه يعرف أن مهمته ليست سهلة لكونه سيواجه فريقاً قوياً كبيراً يضم لاعبي النخبة، لذلك اللقاء سيشهد إثارة وندية منذ بدايته.
وفي حماة يأمل النواعير وهو يستضيف الفيحاء في تعويض خسارته الأولى أمام الاتحاد، ولدى النواعير كل مقومات التألق والفوز في هذه المباراة مع وجود مدرب من أفضل مدربينا الوطنيين، ويبدو أن الفيحاء سيلعب من أجل أن يخرج بأقل النقاط خسارة.
يليه مباشرة لقاء يجمع الطليعة وضيفه الجلاء وكلا الفريقين يتطلع لتضميد جراحهما على حساب بعض، لكونهما خسرا في الجولة الأولى ويسعيان لكسب نقاط الفوز، لذلك اللقاء سيشهد إثارة وندية منذ بدايته والنتيجة أقرب للفريق الأكثر تركيزاً في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة.
وفي صالة الفيحاء بدمشق يلتقي الجاران الوحدة والثورة في لقاء يتوقع أن يكون قوياً لكون لاعبي الفريقين يعرفان بعضهما جيداً وتبقى كلمة مدربي الفريقين في حسم نتيجة اللقاء، الوحدة الذي فاز في الجولة الأولى على الجلاء يرغب في مواصلة عزفه على وتر الفوز والاستمرارية في العروض الجيدة، لكنه لن يتهاون مع جاره الثورة المقهور من نتائجه.
وفي حلب يستقبل الحرية المنتشي بفوزه على الثورة بطل الدوري الكرامة في لقاء ينتظر أن يتجلى فيه كل عناصر القوة والإثارة، ورغم فارق الخبرة الذي يصب في مصلحة الكرامة غير أن الحرية لديه الكثير ليقدمه في هذه المباراة وهو قادر على مقارعة الكبار و تحقيق الانتصارات.
دوري السيدات
بدأت حرارة مباريات سلة السيدات ترتفع بعدما بدأت الأندية الكبيرة تلتقي مع بعضها حيث حفلت مباريات الأسبوع الثالث التي اختتمت مساء أمس الأول الجمعة بكثير من القوة واللمحات السلوية الجميلة.
حيث تمكنت سيدات نادي قاسيون من تسجيل فوزهن الثالث على التوالي جاء على حساب ضيفاتهن سيدات الساحل بعد مباراة قوية من الفريقين وانتهت بواقع ٧٢-٥٤.
وفي حلب عادت سيدات بردى لنغمة الفوز بعدما تجاوزن مستضيفاتهن سيدات الاتحاد بنتيجة ٦٢-٥٧.
وفي صالة الفيحاء بدمشق لم تجد سيدات الثورة بطلات الدوري صعوبة في تجاوز محطة ضيفاتهن سيدات محردة بفارق كبير وصل إلى ٣٧ نقطة وبواقع ٦٨-٣١.
وتابعت سيدات تشرين مشوار تألقهن وحسمن قمة الشهباء وتغلبن على سيدات الجلاء بواقع ٦٧-٥٨ بعد مباراة قوية من الفريقين.
وسجلت سيدات الوحدة أول فوز لهن عندما تجاوزن مستضيفاتهن سيدات العروبة بفارق ٤١ نقطة وبنتيجة ٦٩-٢٨.
نتائج المرحلة الثانية
وجاءت نتائج الأسبوع الثاني منطقية حيث فازت سيدات الجلاء على محردة ٥٥-٤٢.
وحققت سيدات الثورة فوزاً سهلاً على سيدات بردى ٨١-٤٩.
ومنيت سيدات الوحدة بخسارتهن الثانية على التوالي جاءت أمام سيدات قاسيون ٧٢- 47.
وفي حلب خسرت سيدات الاتحاد أمام ضيفاتهن سيدات الساحل ٦١-٤٨.
وحققت سيدات تشرين في اللاذقية فوزاً سهلاً على ضيفاتهن سيدات نادي العروبة ٧٧-٢٥.