البطريرك يونان من الحسكة: ندعو أبناء الجزيرة للتمسك بأرض آبائهم وأجدادهم
| الوطن- المنطقة الشرقية
دعا بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان خلال زيارته الرعوية إلى محافظة الحسكة أمس جميع أبناء الطوائف المسيحية والديانات الأخرى في الجزيرة السورية بضرورة التمسك بأرض آبائهم وأجدادهم، وعدم السماح بتغيير ديموغرافية المنطقة لمصلحة دول محتلة وعدوة للشعب السوري.
وخلال الزيارة ترأس البطريرك يونان قداساً إلهياً في مطرانية السريان الكاثوليك بالمدينة بحضور شعبي وديني ورسمي.
وبين البطرك يونان، أن منطقة الجزيرة السورية عانت خلال سنوات الحرب على سورية من الكثير من الصعاب والعقبات وأشرسها الإرهاب التكفيري والاحتلال الأجنبي، والذي انتصر عليه سكان المنطقة نتيجة التعايش الحقيقي بين مكونات الجزيرة والدعم الحكومي والشعبي لأبناء المكونات.
وطلب من جميع أبناء الطوائف المسيحية خصوصاً السريان السكان الأصليين للمنطقة، التشبث بالأرض، داعياً جميع المهاجرين والنازحين بضرورة العودة إلى بيوتهم ومدنهم في ظل الأمن والأمان الذي تعيشهما المنطقة، رغم وجود الاحتلال والميليشيات المسلحة التي تهدف إلى نسف تاريخ وحاضر المنطقة.
وقال البطريرك يونان في تصريح لمراسل «الوطن»: إن زيارتنا لمدينة الحسكة هي مدعاة فرح وسعادة، أولاً للقائنا لأبناء طائفتنا ولكي نبث الفرح الحقيقي النابع من القلب والرجاء أن نبقى ثابتين رغم كل ما حل بهذه المنطقة من ويلات».
وأضاف: إن جميع الرعاة الكنائسيين في الجزيرة السورية، يعيشون ويتشاركون مع أبنائنا الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، مؤكداً أن هذا واجب ديني ووطني لجميع أبناء الجزيرة السورية الذين يعيشون التسامح والتعايش بكامل مقوماته وأهدافها منذ عشرات السنين.
وأوضح البطريرك يونان، أن منطقة الجزيرة السورية وخصوصاً محافظة الحسكة، هي أرض الخير والعطاء وستبقى كما كانت، مشيراً إلى أننا «سنعمل جميعاً على أن تعود خيرات هذه المنطقة التي تعتبر الخزان الغذائي والنفطي لجميع السوريين في كامل الجغرافية السورية».
وأشار إلى أنهم يصلون للقريبين والبعيدين وأن يحل السلام على جميع السوريين، لأن النزيف مؤلم، وخاصة أن منطقة الجزيرة تعتبر منطقة لقاء وتآلف بين الجميع على اختلاف ديانتهم وطوائفهم واختلاف أعراقهم.
وقال: «في شهر الميلاد والأعياد ندعو إلى الرب أن يشعل شعلة الإيمان الحقيقي لتخليص الجميع من المعاناة وظروف الحرب ليبث نعمة البقاء على جميع أبناء الجزيرة للتجذر بالأرض ويكونوا مثالاً لأبنائهم وأجداهم».
جاء ذلك، في وقت أقام فيه مشروع كاش للمساعدات النقدية التابع لجمعية الإحسان الخيرية بالقامشلي، فعالية بدعم من منظمة الطفولة «يونيسيف» تضمنت نشاطات منوعة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة.
وشارك في الفعالية، حسب وكالة «سانا» للأنباء، عدد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذووهم.
وأوضح مدير الحالة في مشروع كاش، محمد العلي، أن مبادرة اليوم تتضمن نشاطات مختلفة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى الجانب التوعوي الخاص بمرض «كورونا» وأهمية الرعاية الخاصة للأطفال المعاقين لكون مناعتهم ضعيفة، مبيناً أن الأطفال المشاركين في المبادرة 30 طفلاً من ذوي الإعاقات المختلفة.
ولفت الطفل محمد محسن ووالدة الطفلة حلا المشاركان في الاحتفال إلى أهمية الجهود التي يقدمها مشروع كاش والتي تساعدهم في ظروف الحياة، مشيرين إلى أن نشاط اليوم أدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال وساعدهم نفسياً على التفاعل ومشاركة الأنشطة مع الأطفال الآخرين.