سورية

أوعز لميليشياته بنقل التصعيد من شمال شرق البلاد إلى شمالها الغربي وأهالي قرى بريف حلب الشمالي يحتجون ضد الاحتلال … النظام التركي يشعل «خفض التصعيد».. والجيش يرد بقوة ويدمي الإرهابيين ويدمر تحصيناتهم

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

نقل النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية تصعيدهم من مناطق شمال شرق سورية حيث النفوذ الأميركي إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد حيث ترتبط أنقرة بتفاهمات مع روسيا، وذلك بأوامر من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الذي يبدو أنه بدل أجندته حسب قوة الضغوط الخارجية الممارسة عليه.
وأفادت مصادر محلية في مناطق شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، بأن الهدوء الحذر فرض نفسه ولليوم السادس على التوالي منذ لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن افتراضياً في ٦ الشهر الجاري، وتراجعت حدة الاعتداءات التركية بشكل ملحوظ على نقاط انتشار ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن باستثناء المواجهات الخفيفة بريفي ناحيتي عين عيسى شمال الرقة وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، وهما من أبرز المناطق التي كانت مهددة بالعدوان التركي إثر وعيد النظام التركي قبل نحو ٧ أسابيع.
أما في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وجوارها، فقد رد الجيش العربي السوري بقوة أمس على خروقات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لوقف إطلاق النار، بعد أن أوعز نظام أردوغان بإشعال المنطقة من جديد على خلفية الانتكاسة التي مني بها في مناطق شمال شرق سورية واضطراره إلى وقف تهديداته بغزو المناطق إثر «فيتو» روسي – أميركي مزدوج في وجهه.
وأمس شهد ريفا حلب الغربي وإدلب الجنوبي تصعيداً غير مسبوق من جيش الاحتلال التركي وإرهابييه في ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم مرتزقة للنظام التركي أبرزهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير»، وذلك بعد هدوء حذر واكب وأعقب لقاء بوتين- بايدن.
وذكر مصدر ميداني في ريف حلب الغربي لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري جابه تعديات مسلحي «الفتح المبين» على نقاطه العسكرية، وأطلقت وحداته وابلاً من القذائف المدفعية والصاروخية باتجاه مصادر إطلاق النيران، الأمر الذي أرغم الإرهابيين على إخلاء بعض نقاط تمركزهم والاختباء في الأحياء الآهلة بالمدنيين.
وأضاف المصدر: إن الجيش العربي السوري دمر تحصينات مهمة للإرهابيين في محيط بلدتي الأتارب وكفرتعال غرب حلب، وهو ما فعله في الليلة السابقة في محيط بلدتي كفر نوران ومعارة النعسان إثر اعتداء الإرهابيين على نقاط تمركزه قرب بلدة أورم الكبرى وبجوار بلدتي ميزناز وخربة جدرايا جنوب غرب حلب. ولفت إلى أن الجيش العربي السوري كبد الإرهابيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
من جهة ثانية، أكد أهالي قرية خربة الحياة وعدة قرى حولها بريف حلب الشمالي رفضهم للاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين، وذلك عبر وقفة احتجاجية نددوا باعتداءات الاحتلال وميليشياته، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
ورفع المشاركون في الوقفة علم الوطن ويافطات تدين الاعتداءات الإرهابية شبه اليومية على المناطق الآمنة وتشير إلى أن العدوان التركي على الأراضي السورية هو انتهاك صارخ للقوانين والشرائع الدولية.
كما سخن مسلحو «الفتح المبين» جبهات ريف إدلب الجنوبي جنوب طريق عام حلب- اللاذقية والمعروفة بطريق «M4»، وهي الجبهات المرشحة للتصعيد بين الحين والآخر، لكن الجيش العربي السوري كان بالمرصاد لإرهابيي أردوغان الذين منيوا بهزيمة نكراء.
وأوضح مصدر ميداني بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن الاشتباكات تجددت أمس في محور بلدات سفوهن وفطيرة وفليفل وبينين بجبل الزاوية جنوب إدلب بعد خرق الإرهابيين لوقف إطلاق النار، الذي ثبته «اتفاق موسكو» الروسي – التركي مطلع آذار ٢٠٢٠، وإطلاقهم القذائف نحو نقاط الجيش العربي السوري في محور الملاجة جنوب إدلب ومحور كفر بطيخ بريف المحافظة الجنوبي الشرقي.
بدوره مصدر ميداني بريف حماة الغربي أوضح لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري اشتبك أمس مع مسلحي «الفتح المبين» بسهل الغاب الشمالي الغربي إثر تكرار انتهاكهم لوقف إطلاق النار، ودمر أهدافاً لهم بالقرب من بلدات قليدين والعنكاوي والحميدية والدقماق وخربة الناقوس بريف المحافظة الشمالي الغربي، والذي تتواصل فيه خروقات الإرهابيين بشكل مستمر.
وفي السياق، أفادت مصادر ميدانية، حسب موقع «أثر برس» الإلكتروني بأن الطيران الحربي الروسي استهدف أحد المقرات العسكرية التابعة لتنظيم «جند الشام» الإرهابي على أطراف بلدة اليعقوبية غرب إدلب.
وأكدت المصادر، أن معلومات استخباراتية، أكدت أن اجتماعاً يُعقد بين المدعو زعيم «جند الشام» مسلم الشيشاني وعدد من القياديين في «النصرة»، و«الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابي ما استدعى تدخلاً سريعاً من قبل الطيران الحربي عبر 3 غارات جوية أسفرت عن تدمير الموقع المستهدف.
ووفق الموقع فإن المعلومات الأولية تفيد بأن الشيشاني أصيب بجروح خطيرة بالإضافة إلى مقتل ١٢ مسلحاً كانوا يتولون حماية المقر المستهدف.
وأما البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة خاضت أمس اشتباكات ضارية مع خلايا تنظيم داعش الإرهابي في بادية دير الزور الغربية والجنوبية.
وأوضح المصدر، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش وتدمير أسلحتهم، لافتاً إلى أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تواصل عمليات تمشيط البادية من عدة محاور بتغطية نارية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، لتطهيرها من خلايا تنظيم داعش التي تظهر بين الفينة والأخرى لتعتدي بعمليات كر وفر على نقاط عسكرية، لكنها تواجه بضربات الجيش المؤلمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن