مصادر لـ«الوطن»: جولة سابعة من المفاوضات في النصف الثاني من الشهر المقبل … المقداد: تجنيب «الدستورية» أي تدخل خارجي وليكن الحوار معبراً عن تطلعات السوريين
| سيلفا رزوق
بحث وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال لقائه أمس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون والوفد المرافق، تطورات الأوضاع في سورية ومجريات العملية السياسية.
وأشار المقداد إلى الدور التخريبي للنظام التركي وممارساته العدوانية واللاإنسانية سواء من خلال عدم التزامه بمخرجات «أستانا» وسياسات التتريك في المناطق التي يحتلها أم قطع المياه عن أهلنا في الحسكة، في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار دعمه المستمر للمجموعات الإرهابية ومحاولاته اليائسة لإعاقة توطيد الاستقرار في سورية.
وأكد المقداد أهمية تجنب أي تدخل خارجي في عمل لجنة مناقشة الدستور، وأن يكون الحوار سورياً – سورياً يعبر عن تطلعات السوريين، وليس خدمة أجندات الدول المعادية لسورية، مثنياً على أداء الجانب الوطني ومساهماته الإيجابية في عمل اللجنة.
من جانبه عرض بيدرسون مجريات جولته الأخيرة في عدد من الدول، واستمرار الجهود لعقد الجولة القادمة للجنة مناقشة الدستور.
وعقب انتهاء جلسة مباحثاته مع المقداد، وفي رده على سؤال «الوطن»، قال بيدرسون: «أجرينا مباحثات مهمة استمرت لأكثر من ساعتين وتطرقنا إلى تفاصيل عدة، وإلى التحديات التي تواجه سورية والوضع العسكري والاقتصادي والإنساني، وبكل تأكيد ناقشنا المسار السياسي المرتبط بها، واليوم يمكن القول إن هناك فرصاً لإعادة إطلاق المسار السياسي».
وكشف بيدرسون في تصريحاته إلى أنه استشف خلال مباحثاته مع مسؤولين عرب وأميركيين وأوروبيين وجود إمكانية لفرص لإعادة إطلاق المسار السياسي، وقال: «اليوم يمكن القول إن هناك فرصاً لإعادة إطلاق المسار السياسي، وكان لدي عدة لقاءات في عدد من الدول العربية، وكذلك أجريت مباحثات معمقة مع الأميركيين والأوروبيين، وأرى أن هناك فرصة جادة لبحث إمكانية تطبيق مقاربة «خطوة بخطوة»، حيث نضع على الطاولة، كما تعلمون، خطوات محددة بدقة، يمكن التحقق منها، ونأمل أن يبدأ بناء بعض الثقة، وعلينا أن نحدد ما هي الخطوات بشكل دقيق، وبالطبع القضايا المرتبطة بالوضع الإنساني والتحديات الاقتصادية، يجب أن نكون جزءاً لا يتجزأ من ذلك».
وأضاف بيدرسون: «مباحثاتنا اليوم كانت جيدة وعميقة، وسأكمل مشاوراتي بلقاء مع الرئيس المشترك للجنة مناقشة الدستور وفي وقت لاحق مع المعارضة، ونأمل أن يكون لدينا بعض الأخبار الإيجابية في المستقبل غير البعيد».
المبعوث الأممي لفت في تصريحاته إلى أنه لا يوجد حتى الآن موعد لجولة جديدة من المفاوضات بخصوص الدستورية حتى الآن.
ولدى سؤاله عن بعض التغييرات تجاه سورية وخاصة من جانب الدول العربية وإن كانت ستساعد في الانتقال إلى الحل السياسي، قال بيدرسون: يجب علينا الآن ألا نحلل فقط موقف العرب، بل أيضاً الموقف الأميركي، والأوروبي، والتركي، والروسي، والإيراني، بالإضافة إلى التطورات في سورية أيضاً.
وختم بيدرسون تصريحاته بالقول: «رسالتي أن هناك إمكانية أخرى للبدء في استكشاف السبل الممكنة، وللبدء في المضي قدماً في هذه العملية، آملاً أن تنتقل تلك المباحثات إلى جنيف في المستقبل القريب».
وعلمت «الوطن» من مصادر مقربة من بيدرسون بأن جلسة مباحثاته مع الرئيس المشترك للجنة مناقشة الدستور أحمد الكزبري كانت بدورها «جيدة»، وأن هناك فرصاً كبيرة لعقد الجولة السابعة من المفاوضات في جنيف في النصف الثاني من كانون الثاني القادم.
وكانت آخر زيارة للمبعوث الأممي إلى سورية جرت في الحادي عشر من أيلول الفائت، حيث استقبله المقداد الذي أكد ضرورة التزام كل الدول بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في إطار علاقاتها الدولية، وخاصة لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومحاولة فرض أجندات خارجية ضد مصلحة وإرادة شعوب هذه الدول.