يؤلف عملاً ويخرجه واسمه لا يثبت في الإعلانات وعند العرض!! … عدنان عبد الجليل لـ «الوطن»: يتكرر حذف اسمي من عملي ويوضع اسم آخر أو آخرون!
عامر فؤاد عامر :
عندما يخلص الفنان لعمله سيجعل من هذا العمل المُنتج وليداً وبعداً له، يخاف عليه من أي تشويه أو خدش، ولكن عندما تتكرر الاعتداءات والتمددات على العمل الإبداعي لا بدّ للفنان أن يعتذر لنفسه على الأقل عن التعب الذي يذهب إلى غيره دون تقدير، ومعتذراً من الحالة الإبداعيّة بالعموم لأنّها جعلت من العشوائيين حالة أصبح من الصعب التخلص منها. يعرض الفنان «عدنان عبد الجليل» لمشكلة تكررت معه في عملين قُدّما في دار الأسد للثقافة والفنون، وإليكم ما حصل باختصار.
ماريات وحذف الاسم
نبدأ بعرض مسرحي أخير حمل اسم «ماريّات.. حكاية وطن» قُدّم في دار الأوبرا في شهر آب من هذا العام، والذي كتب نصّه الفنان «عدنان عبد الجليل» وأعد السينوغرافيا، وشكّل الديكور بجهوده وذوقه وتجربته، كما عمل على تلحين أغنيتين للعرض نفسه، وكلمات واحدة منهما كانت من كتابته، والأخرى كانت من أشعار «محمود درويش»، ورأيناه في دور الملك «زمري اليم» ممثلاً الدور الأساسي في المسرحيّة التي حملت 3 شخصيّات رئيسة، ومجموعة من المشاركين، حول هذه التجربة التي تعد الثانية مع فرقة أجيال يقول الفنان عدنان عبد الجليل: «يتمّ التلاعب بالأسماء من دون تقدير للتعب والجهود، دون فهم للغة المحبّة التي يقدّمها الفنان للعمل الذي يصبح جزءاً من كيانه، فتحذف أسماء وتضاف أخرى ويختلط الحابل بالنابل من أجل رغبة بعض المتسلقين، وهذه هي المرّة الثانية التي أقع فيها بورطة تجعلني على مفترق طرق، فبين أن أقدم ما أملك للعرض من جهد ومحبة وجمال ممكن، وبين أن أبتعد عن هذا الموضوع باتجاه ملاحقة أين هو حقي في العرض إن كان ماديّاً أو معنويّاً»؟
باسل حمدان ومجد أحمد!
الاسم تمّ ذكره بعد التحدّث لمدير دار الأسد للثقافة والفنون، فقد تنبه «عدنان عبد الجليل» لفكرة عدم ذكر الاسم بعد الإعلان الذي وُضع على «الفيس بوك» وفي صيغته أن فرقة «أجيال» تقدّم العرض المسرحي «ماريات» وفي نهاية الإعلان يتم ذكر العمل من إخراج «باسل حمدان» و«مجد». فيسارع عندها إلى دار الأوبرا، ليجدهم قد قدّموا الكلمات نفسها لطباعة البروشورات من دون ذكر لاسمه، ويطلب مقابلة مدير الدار «جوان قره جولي» ويتمّ تعديل صيغة الإعلان من جديد ووضع الاسم في المكان المناسب.
لكن في التصوير الذي يتمّ من التلفزيون العربي السوري تمّ حذف اسم الفنان «عدنان عبد الجليل» رغم أن العمل ظهر بجهوده ليتم ذكر أسماء أخرى غيره، وحول هذه الفكرة يقول عبد الجليل: «هذه هي المرّة الثانية التي يتمّ فيها تجاوز تعبي وتعب الناس التي تشتغل وتعمل وتقدّم، وفي تصوير قامت به قناة «تلاقي» لم يتم ذكر الاسم مطلقاً، فقط يتم ذكر كلمة «أجيال تقدّم»، ولست فرداً من هذه الفرقة في النهاية! فهناك سرقة واضحة وخاصة لدى متابعة وسائل الإعلام وما ذكر عن العرض فلا ذكر لأي جهد تمّ بذله بل فقط أسماء مديري فرقة أجيال للأسف».
فرقة أجيال
يقول «عدنان عبد الجليل» أيضاً إنّه قبل 3 سنوات كان هناك عمل مسرحي بعنوان «بوابات المجد» قُدّم أيضاً في دار الأوبرا، وقد كتب نصّه، وقدّم له كثيراً من الجهود لكنه حتى اليوم لم يقبض عليه أي مبلغ مادي، ولم يُذكر اسمه فيه أيضاً، فقد كان لديه ظرف استدعاه للسفر مدة شهر ونصف الشهر إلى الحسكة، ولدى عودته قال مسؤولو فرقة أجيال له: بأنّهم غيّروا كثيراً في النص، وأنّهم قبضوا الاستحقاقات ووزعوها، ولم يتبق له شيء!».
ما الذي يدعوه للاستمرار معهم؟
يتابع أيضاً: «لا يملك هذان الشخصان أي شكل من أشكال التعاون، وعلى الرغم من عدم وجود أدنى معرفة لديهما في المسرح، إلا أن لهما حجزاً بين كلّ فترة وأخرى في دار الأوبرا، وأريد أن أبين أنه حتى على صعيد كتابة الكلمة الخاصة بالبروشورات أو التعريف عن الفرقة يتمّ الاستعانة بي لأسطر لهم تلك الكلمات من دون تقدير للتعب أو تقديم كلمة شكر». ولدى سؤالنا له عن سبب تكرار التعامل معهما يقول: «أنا متسامح جداً، وأترك مجالاً لهما لكي يغيروا تعاملهما السلبي، فمن الممكن أن يصحو الضمير، ولكن للأسف يبدو أن حجم الفساد وتجاوز تعب الآخر يزداد لديهما، وفي كلّ مرة يتم التعامل مع المسألة بالكلام المعسول لأتبين أنه كذب في النهاية، ولولا تبيني في المرة الأخيرة لهذا الكذب لكنت وقعت في المشكلة من جديد، فقد جاؤوا إلي راغبين في تقديم عمل عن التعايش الديني وقدموا لي أفكاراً بدائية فعملت على نسف ما قدموه، ، وقلت لهم سأكتب نصاً مُخرجاً للأوبرا، وكتبت نصّاً جديداً بالمطلق ينسجم مع دار الأوبرا والجمهور النخبوي، وبعد ذلك العمل جــــاؤوا بحجــــة أن دار الأوبرا هي من تفرض المخرجين، وأنهـــا فــرضت الفنـــان «علي صطوف» مخرجاً لعمل «ماريات»، فقلت لهم أريد أن يذكر اسمي في السينوغرافيا وتأليف «عدنان عبد الجليل»، وتبينت كذبهم لأنني تواصلت مع الفنان «علي صطوف» الذي أكد كذبهم بأن دار الأوبرا لا تفرض أسماء ولا تتدخل في العملية الإخراجية لأي عمل».
سوء في كل شيء!
أمّا عن الموضوع المادي فيضيف: «مادياً تكرر الكلام عن الميزانية بأكثر من رقم وعدم التعامل مع من تعب في العرض بأي احترام فلم يقدم لهم أي وجبة غذائية وتمّ التعامل معهم ببخل واضح، وكذلك مع الملحن «نبيه أسعد» الذي لم يتقاض كامل أجره حتى اليوم .
الأزياء كانت بقماش سيئ ومنها أزياء قديمة يتمّ ذكرها في الفواتير على أنها جديدة، وهناك أشخاص سجلت أصواتها ولم تأخذ استحقاقها مادياً ولا معنوياً، وهناك ممثلتان تمّ التعامل معهما بوقاحة «دينا خانكان» واحدة منهما والتي اعتذرت عن العمل بعد ذلك مباشرة و«شاهيناز سليم» و«آلاء مصري زادة» لكل واحدة 20 ألفاً فقط.
يضيف أيضاً: «يتمّ التعامل مع المسائل بتهديدات مبطنة فهم يهددون الناس باسم زوجة أحد المسؤولين الكبار وبأن من يقف في طريقهم سيسجن.
وأريد التأكيد أنني لم أقبض أي حق مادي عن العمل الأخير ولا عن العمل الذي قبله، كما أن الحق المعنوي في العملين السابقين لم يكن موجوداً».
«الوطن» أفسحت المجال أمام الفنان عبد الجليل لعرض معاناته، ونتساءل عن أسباب تكرار التجارب مع الفرقة نفسها، ونترك لهم أمر الرد والتعقيب.