بلينكن أعلن أن بلاده تُحضّر بشكل نشط مع حلفائها بدائل للاتفاق في حال فشلت «فيينا» … إيران: هدفنا رفع العقوبات وإلغاؤها والبعض يمضي في لعبة إلقاء اللوم بدل الدبلوماسية
| وكالات
أكدت إيران، أمس الثلاثاء، أن هدفها من التفاوض هو رفع العقوبات غير الشرعية والظالمة، وإلغاؤها الفوري، موضحة أنّ بعض الأفرقاء ماضون في لعبة إلقاء اللوم بدل الدبلوماسية في محادثات فيينا، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل نشط مع حلفائها بدائل للاتفاق النووي الإيراني في حال فشلت مفاوضات فيينا.
وحسب وكالة «فارس» قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي: الغرب فرض هذه العقوبات غير القانونية ويجب أن تكون لديه إرادة جادة لرفعها، لافتاً إلى أنه «إذا وجدت لدى الغرب هذه الإرادة، فإن التوصل إلى اتفاق جيد في المتناول».
وأضاف جهرمي: إن إيران عازمة وجادة لإلغاء العقوبات بصورة فاعلة، معتبراً أن من فرض العقوبات سوف يبذل قصارى جهده لاستمرارها ومضاعفتها.
ولفت جهرمي إلى أن الغرب غير مهتم بنقل رواية صحيحة عن المفاوضات، قائلاً: رأينا رد فعل كبير المفاوضين الروسي الذي احتج على تحويل وجهة نظره»، ومؤكداً في هذا السياق أن الحكومة الإيرانية تروي ما يجري في المفاوضات بصورة صحيحة.
وأكد أن هدف إيران هو رفع العقوبات بشكل فعال، مشيراً إلى أنه إذا كان لدى الطرف الآخر إرادة جادة في هذا الصدد، فسيتم التوصل إلى الاتفاق سريعاً، مضيفاً: «لم نخرج من الاتفاق، وكل إجراءاتنا تأتي في إطار الاتفاقات السابقة».
واتهمت إيران، الأطراف الغربية في اتفاقها النووي لعام 2015، بالاستمرار في لعبة «إلقاء اللوم»، بعد يوم من قول دبلوماسيين بريطانيين وفرنسيين وألمان إن القوى الكبرى وإيران لم تبدأ بعد في المباحثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الذي سيصبح قريباً جداً «بلا معنى»، من دون إحراز تقدم.
وقال مساعد وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين إلى مباحثات فيينا علي باقري كني: إن إيران قدمت العديد من المقترحات وعملت بشكل بنّاء وأبدت مرونة لتضييق الفجوات خلال المباحثات الجارية بينها وبين المجموعة الدولية في العاصمة النمساوية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن باقري كني قوله في تغريدة على «تويتر»: إن «بعض الأفرقاء ماضون في لعبة إلقاء اللوم بدل الدبلوماسية، فيما نعلم أن الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين، إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح الأخطاء فستمهد الطريق سريعاً لاتفاق جيد».
وتعقيباً على البيان الأوروبيّ، قال مستشار الفريق الإيراني المفاوض في فيينا، محمد مرندي، في تغريدةٍ عبر «تويتر»: إن إيران ليست مندهشةً بهذه التصريحات، داعياً المفاوضين الأوروبيين إلى إدراك حقيقة أن إيران لن تقبل بأيّ شيء أقلّ من التنفيذ الكامل والقابل للتحقّق لخطّة العمل الشاملة المشتركة.
على خط مواز أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل نشط مع حلفائها بدائل للاتفاق النووي الإيراني في حال فشلت مفاوضات فيينا.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الإندونيسية: «قريباً يفوت الأوان، ولم تنخرط إيران بعد في مفاوضات حقيقية»، مضيفاً إنه «ما لم يحصل تقدم سريع… فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً».
وادعى بلينكن أن إيران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع العودة إلى اتفاق عام 2015، معتبراً أن الدبلوماسية لا تزال حتى اليوم تعتبر الخيار الأفضل.
وتركز طهران خلال أعمال الجولة السابعة للمفاوضات، التي استأنفت عملها في 9 كانون الأول الماضي، على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكّد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهّد بأي التزام، أكثر ممّا ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
من جانب آخر أكدت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية أنها على المستوى الميداني جاهزة لرد حاسم وسريع وقاس على أي اعتداء، وإن كان محدوداً.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة «إيسنا» عن قائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قوله: على المستوى الإستراتيجي، لا ننوي الاعتداء على أحد، ولكن على المستوى الميداني نحن جاهزون لرد حاسم وسريع وقاس على أي اعتداء، وإن كان محدوداً.
وأضاف باقري: إستراتيجياتنا وأهدافنا في مجال بناء القوة الرادعة تستند إلى الأفكار والسياسات والأساليب الذكية، أكثر من اعتمادها على الصواريخ، ونعمل على تطوير هذه القدرات بما يتوافق مع متطلباتنا، وكذلك مستوى ونوع التهديدات المتصورة ضد البلاد، ولن نغفل لحظة عن تطوير قدراتنا الدفاعية والرادعة.
وأشار إلى أن «العقوبات والضغوط تسببت بإثراء روح المقاومة والثقة بالذات لدينا، وضاعفت اعتمادنا على قدراتنا الداخلية، وكثفت جهود القوات الدفاعية للبلاد».