أنذرت عوائل مساكن محطة القطار في القامشلي بإخلائها للاستيلاء عليها … سكان منبج يرفضون منهاج «قسد».. والميليشيات تتراجع
| المنطقة الشرقية- مراسل الوطن
واصل طلاب ومعلمو مدينة منبج بريف محافظة حلب الشرقي إضرابهم عن العملية التعليمية، لليوم الثاني على التوالي، وذلك رفضاً للمناهج التي فرضتها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية -قسد»، رغم إعلان الأخيرة التراجع عن ذلك.
وذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن الإضراب الشعبي في مدينة منبج وريفها يأتي رداً على قيام ميليشيات «قسد» بتوزيع كتب من منهاج ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية المسيس على عدد كبير من المدارس في الصفوف الأولى لمرحلة التعليم الأساسي، مع وصول مجموعات كبيرة من الكتب المطبوعة إلى المستودعات الخاصة بـ«قسد» تمهيداً لتوزيعها على المدارس ما جعل سكان المنطقة يواصلون إضرابهم.
وأكدت، أن أكثر من 50 بالمئة من الكوادر التدريسية والتعليمية والطلاب والكوادر الإدارية التابعين لوزارة التربية في الحكومة السورية الشرعية في 300 مدرسة لكافة المراحل في مدينة منبج وريفها أضربوا عن التعليم، رفضاً منهم لفرض منهاج مغاير لمنهاج الوزارة.
وبينت، أن «قسد» في المقابل، أصدرت بياناً نفت فيه فرض منهاج جديد على مدارس منبج لتطويق الرفض الشعبي التام لمنهاجها المسيس الذي يمس الديانات السماوية والروح القومية والوطنية والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهو ما يتضح من الرسومات والكتابات الموجودة في الكتب الموزعة.
وكانت «الإدارة الذاتية» التي تسيطر عليها «قسد»، أعلنت في بداية الشهر الحالي عن اعتماد منهاجها في مدارس منبج وريفها بعد الاجتماع السنوي لـ«لجنة التربية والتعليم» حيث أقرَّت الأخيرة أثناء الاجتماع تفعيل منهاج «الإدارة الذاتية».
وزعمت ما تسمى هيئة التربية والتعليم في «الإدارة الذاتية» في صفحتها على «فيسبوك» أن تفعيل منهاج «الإدارة الذاتية» يكسر نمطية التدريس المتمثلة بالحفظ والاستذكار.
ويقدر عدد المدارس في منطقة منبج بنحو 190 مدرسة، وقد سيطرت ميليشيات «قسد» عليها عام 2016.
وبعد سيطرة «الإدارة الذاتية» المدعومة من الاحتلال الأميركي، منذ عدة سنوات على مناطق شاسعة في شمال وشمال شرق البلاد، مستغلة الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، قامت بالاستيلاء على عدد كبير من المدارس التي تدرّس مناهج وزارة التربية في الحكومة السورية الشرعية، وتحويلها إلى قواعد لميليشياتها، كما أغلقت عدداً كبيراً من المدارس.
وفرضت تلك «الإدارة» منذ العام 2015، مناهج باللغة الكردية في مدارس التعليم الأساسي والثانوية العامة، وأجبرت الأهالي على إرسال أولادهم إليها، على الرغم من عدم وجود اعتراف دولي بما تمنحه من شهادات، وذلك وسط رفض كبير من أهالي وسكان تلك المناطق، والذين يفضلون مناهج الدولة السورية المعترف بها عالمياً.
من جانب آخر أفادت مصادر محلية لـ«الوطن»، بأن ميليشيات «قسد»، أنذرت العوائل الساكنة في مساكن محطة القطار بمدينة القامشلي بمحافظة الحسكة بإخلاء منازلهم خلال الأيام القادمة والتي تعود ملكيتها لمؤسسة السكك الحديدية، تمهيداً للاستيلاء عليها.
وأشارت المصادر، إلى أن مسلحي «قسد» أبلغوا العاملين الحكوميين الساكنين في مساكن محطة القطار مع عوائلهم منذ سنوات طويلة بالإخلاء، رغم أن جميع أملاك الدولة السورية أصبحت ملكاً لـ«الإدارة الكردية».
وذكرت، أن مساكن المحطة تضم قرابة 50 عائلة من موظفي محطة القطار، والذين تمّ تسليمهم من قبل مؤسسة السكك الحديدية، وتم توقيعهم على عقود قانونية مع المؤسسة، وفق إيجارٍ شهري يقطع من رواتبهم ومنذ سنوات طويلة.
وبينت المصادر، أن الغاية من الاستيلاء على المساكن الحكومية هي إسكان عوائل مسلحي «قسد» المنحدرين من المدن الأخرى بدل السكان الحاليين الذين يقطنون فيها منذ سنوات طويلة.
ويأتي هذا التصرف اللاانساني ضمن ممارسات «قسد» ضد سكان الجزيرة السورية، ومنها الاستيلاء بقوة السلاح على عدد كبير من المساكن العمالية الحكومية والخاصة والجمعيات الخاصة في مدن محافظة الحسكة خصوصاً تلك التي تطل أو القريبة من القواعد التابعة للاحتلال الأميركي أو مقار ميليشيات «قسد».