الهزات الارتدادية للصورة الضعيفة التي ظهر فيها منتخب سورية للرجال بكرة السلة في الآونة الأخيرة بدأت، وعملية البحث عن الأسباب والمسببات انطلقت مع إعلان اتحاد السلة حل الجهاز الفني والإداري للمنتخب، في صيغة تحمل العديد من إشارات الاستفهام والتعجب لعمل يفترض أن يتسم بالاحترافية لمؤسسة كبرى تعمل على إعادة هيكلة نفسها وتقسيم وتوزيع وتنسيق العمل بطريقة جديدة ومختلفة تحمل التنظيم والدقة وبكل مسؤولية.
حل الجهاز الفني والإداري جاء في اليوم التالي لاجتماع اتحاد السلة، وطالما أنه تم نشر خبر مصور للاجتماع المذكور والنقاط التي تناولها الاجتماع وذلك ضمن خبر صحفي يحمل وجهة نظر رئيس الاتحاد، فكان الأجدر باتحاد السلة إصدار بلاغ رسمي يعلن فيه وجهة نظر الإتحاد في النقاط التي تناولها الاجتماع، ويحدد فيه القرارات التي اتخذها بموجب تلك الجلسة التي جاءت بعد العديد من الأحداث والحوادث والمحطات المهمة.
الغريب أن خبر الحل أعلن رسمياً على الصفحة الرسمية الإعلامية لاتحاد السلة، ولكن بعد ساعات من انتشاره هنا وهناك، فأين الأولوية لدى الصفحة الرسمية الناطقة باسم اتحاد السلة.؟! بعدما كانت هي المصدر الرسمي والأول لإعلان كل أخبار اتحاد السلة وقراراته وبلاغاته، ليكون السبيل في تسريب الأخبار إلى المقربين..!
والغريب أيضاً أن بلاغ حل جهازي المنتخب وما دام صادراً عن اتحاد السلة، فلماذا يتضمن تصريحاً لنائب رئيس الإتحاد.؟!
ولماذا هذه المرة بالذات ظهر نائب رئيس الاتحاد علماً أن التصريحات السابقة كلها كانت من خلال رئيس الاتحاد الذي كان الأقرب إلى المنتخب والأقدر على تشخيص وتوصيف الوضع وعلاجه.؟!
وما المقصود بعبارة (مع الإبقاء على بعض الأسماء).؟!
هل تمهيد للحفاظ على بعض الشخصيات.؟!
وما دام الاتحاد يريد الحفاظ على بعض الأسماء، فلماذا لا يحدد المسؤوليات ومكامن الخلل ويقرر توجيه الشكر للأسماء التي تم استبعادها من المنتخب، ويعلن التعديل الجديد على الجهازين المذكورين؟!
التناقض والتخبط في العمل الإعلامي والتنظيمي للاتحاد مازال موجوداً ويعكس قلة خبرة واضحة في العمل والتعامل، وإلا لما شاهدنا اجتماع اتحاد السلة يعقد في مكتب رئيس الاتحاد، إذا كان الأجدر وحسب العادة عقد اجتماع مجلس إدارة الاتحاد في قاعة الاجتماعات الرسمية، بدلا من الجلوس على الكنبايات، فأين الطاولة المستديرة للمناقشة والبحث ومراجعة الملفات التي يفترض أن تكون بحوزة كل واحد من أعضاء الاتحاد؟!
الواضح أن عمل الاتحاد يتجه نحو الظهور الإعلامي أكثر من الفعل، في وقت كنا ننتظر من اتحاد السلة رؤيته وقراره فيما حصل مع منتخب الآنسات في البطولة الآسيوية، والتحرك العاجل لإطلاق دوري الرجال والتأكد من جاهزية صالاته بكل خدماتها ومرافقها، وإعادة بناء المنتخب بطريقة مدروسة.