رياضة

مواقف صعبة في مباريات الدوري الكروي الممتاز … أصحاب الصدارة في امتحان.. والمتأخرون حائرون

| ناصر النجار

لا يمكن النظر إلى مباريات الدوري الكروي الممتاز بشمولية، فلا وضوح حتى الآن، وما زالت الظروف هي التي تتحكم في المجريات وهي التي تعكس الصورة عن الفرق، وهي صورة مؤقتة وليست دائمة، فكل أسبوع له مزاجه كما له ظروفه.

وبناء على ما سبق فإننا نبني المباريات القادمة التي ستقام يوم غد الجمعة على ما انتهت إليه مباريات الثلاثاء، والمباريات القادمة هي مباريات المرحلة الثامنة من الذهاب.

أسباب الفوز ستكون متعلقة بالعامل البدني وقدرة اللاعبين على تقديم عرض قوي بعد يومين من اللقاء السابق، وللملاعب دور مهم في ذلك، فكلما كان الملعب أقل سوءاً كانت الراحة واقعاً لعطاء مهاري أكبر، وهذا نفتقده في أغلب ملاعبنا التي تعاني من التصحر.

الحالة المعنوية ليست سارة عند أغلب الفرق، وهذا يؤثر بشكل عام في مزاجية اللاعبين، فإما أن يكونوا بحالة نفسية جيدة فيقدموا أفضل ما عندهم، أو أن تكون ظروفهم المعيشية صعبة، فسيلعبون بلا نفس ولن يكون بوسعهم تقديم الأفضل.

ما يزيد في هذه الظروف العملية التحكيمية التي باتت على رادار الأندية وجماهيرها، فهناك الكثير من الأندية تريد تفصيل حكام مبارياتها على مقاسها، وبعض الأندية ترفع (الفيتو) على حكام معنيين، وأعان الله حكامنا على المباريات التي يقودونها بجهود شخصية دون أدنى مقومات من دروس وندوات أو تجهيزات مساعدة، حتى تقنية الفار التي غزت كل دول العالم نفتقدها ولو أن نفقات رحلات السياحة والتسوق لاتحاد كرتنا المستقيل واللجنة المؤقتة وفرت وخفضت لاستطعنا تأمين ما يلزم من تجهيزات للحكام، وربما غاب عن ذهن القائمين على كرتنا أن نجاح عملهم مرتبط بنجاح المسألة التحكيمية.

مواقف صعبة

النتائج المحققة في المرحلة الماضية كانت منطقية بكل أبعادها ولم نشهد أي مفاجأة وهي انعكاس طبيعي لمستوى الفرق، وبإمكاننا القول إن كرة القدم عدلت في هذه المرحلة.

وقياساً على هذه النتائج فإن العديد من الفرق وضعت بمواقف صعبة سواء المنافسة على اللقب التي ستبذل المزيد من الجهد للحفاظ على هذه الحالة والبقاء بين الكبار، أم للفرق الخاسرة التي ستبحث عن تعويض هدر النقاط حتى لا تبتعد كثيراً عن ركب المنافسين أو تلك التي تخشى خطر الهبوط المبكر كحال الفرق المتأخرة على جدول الدوري.

العيون ترقب مباريات تشرين والوثبة والوحدة كأبرز المنافسين على اللقب هذا الموسم وهذا ما دلت عليه المباريات التي أقيمت حتى الآن، وهذا القصور هو آني وقد يتغير فالمشوار طويل.

تشرين المتصدر لم يقنع بالفوز الذي حققه على الوحدة وهو الأكثر جاهزية واستقراراً وقد يكون عذره كعذر الوحدة بسوء أرض الملعب التي ألغت فنون كرة القدم ومهارات لاعبيها، لكنه فوز ثمين وكبير على منافس صعب نقاطه مضاعفة ويكفي تشرين فخراً أنه اصطاد على أرضه أقوى الفرق فبعد الوثبة كان الدور على الوحدة، وهذا الأمر سلاح ذو حدين لأن الإياب سيكون بأرض الخصوم، وقد تكون المهمة أصعب من الآن، في المباراة على البحارة أن يدينوا بالفضل للاعبهم محمد كامل كواية الذي كان نجماً فوق العادة والتعاقد معه يعتبر من أهم المكاسب التي حققها تشرين في الموسم الماضي.

لقاء تشرين سيكون في حماة مع الطليعة وهو صعب بالتأكيد والطليعة على أرضه قوي ومتين، لذلك مهمة تشرين ستكون الحذر خشية ما لا يحمد عقباه، ربما غياب أبرز مدافعيه عبد الرزاق محمد سيؤثر عليه، وهنا دور البدلاء ليكونوا أهلاً في المواقف الصعبة.

الطريق الآمن

طريق الوثبة نحو الفوز أكثر أماناً من ضيفه النواعير الذي وقع في مواجهة صعبة أمام فريق طامح للصدارة.

الوثبة قدّم نفسه كبيراً ومنافساً عندما هزم الجيش بقوة في دمشق وبهدفين نظيفين ما يدل على عزم الفريق على الاستمرار وهو الذي أثبت ذلك من خلال مبارياته السابقة.

النواعير عاد من حلب محملاً بخسارة قاسية أمام الاتحاد وهو في وضع حرج جداً إذا تعرض لخسارة أخرى ستجعله في المؤخرة إلى جوار عفرين، وسيصبح من الصعب البحث عن طوق نجاة في هذا الزمن العسير.

المباراة لا تحتمل الكلام الكثير، فكل الطرق تؤدي إلى فوز الوثبة وغير ذلك يعتبر مفاجأة.

الطريق المستقيم

الوحدة ثالث الدوري إذا أراد العودة إلى قمة الدوري فعليه سلوك الطريق المستقيم نحو مرمى الاتحاد، ودون ذلك فالوضع سيكون غير سار لأبناء البرتقالي يمكننا التماس الأعذار لخسارة الوحدة أمام تشرين في المرحلة الماضية.

أولاً: طبيعة اللقاء مع بطل الدوري وأحد أبرز المنافسين على أرضه وبين جمهوره، وثانياً: عدم صلاحية أرض الملعب التي تعيق الفريقين عن أداء ما يملكان من فنون كروية، وثالثاً: عدم استقرار الفريق الإداري والفني، لكن هذه الأعذار يجب أن تغيب عن الفريق بلقاء الاتحاد ليستعيد روحه المعنوية وليحيي آماله، وعليه أن يبتعد عن أجواء النادي الإدارية ليحقق ما يريد.

الاتحاد الضيف الذي ذاق حلاوة الفوز للمرة الأولى هذا الموسم يعتبر هذا النصر بداية على الطريق الصحيح وعليه أن يثبت ذلك بمواجهة فريق قوي وعريق بمستوى الوحدة.

كل المقومات تجعل ميزان المباراة بمصلحة الوحدة وكل النتائج محتملة ومتوقعة.

تصحيح المسار

الجيش الذي تعرض لهزة عنيفة أمام أحد أبرز المنافسين على أرضه بهدفين نظيفين حملا الوثبة على الأكتاف في المرحلة الماضية مدعو لتعويض هذه النكسة بلقاء عفرين (الأخير) في حلب.

قد لا تكون المباراة بالصعوبة المتوقعة لكنها تحتاج إلى الجدية والعزيمة والروح التي افتقدها اللاعبون باللقاء الماضي.

عفرين لن يكون ضيف شرف على أرضه وسيسعى بكل ما أوتي من قوة ليحقق مكسباً جيداً من المباراة يحلم بالفوز الأول ويرضى بالتعادل.

احتمالات الفوز ستكون بنصيبها الأكبر لمصلحة الجيش وغير ذلك مفاجأة.

أحلام كبيرة

الكرامة بأحلامه الكبيرة يطير إلى دمشق ليواجه حرجلة على ملعب الجلاء، المباراة امتحان جدي، وخصوصاً حرجلة المنتشي بنتائجه الأخيرة الجيدة وبأدائه المتميز الذي سيواجه فريقاً كبيراً من العسير تجاوزه بسهولة، الضيف الذي يضع قدميه في مربع الكبار يأمل بتجاوز المباراة والظفر بنقاطها ليستمر في مسيرته التصاعدية وخصوصاً أن مستضيفه لا يعتبر من الفرق المنافسة، ومع ذلك فإن الفوز بحاجة إلى عوامل عديدة منها التعامل مع المباراة بواقعية واحترام للخصم.

المباراة بمصلحة الكرامة الأكثر خبرة ونضوجاً، وحرجلة قادر على إيقاف ضيفه وتحقيق مفاجأة.

الطريق الوعر

الفتوة وجبلة وجهاً لوجه بملعب محايد وبلا جمهور، فالميزان متكافئ لأن جبلة صاحب الضيافة خسر سلاحي الأرض والجمهور لعقوبة اتحادية سابقة، ولنقل المباريات إلى ملعب المدينة الرياضية.

جبلة فريق قوي وحتى الآن لم يتعرض للخسارة وإن كانت تعادلاته المتكررة ستؤثر في مسيرته إن كان ينوي أن يكون بين الكبار، وما زاد من حظوظ جبلة سوءاً غياب البيريش والكردي لتلقيهما البطاقة الحمراء في المباراة السابقة وهما من أعمدة الفريق الخلفية.

الفتوة سيكون طريقه نحو الفوز الذي يأمله وعراً جداً، فمستضيفه معروف بمتانة خطوطه الدفاعية، لذلك لابد من الحلول المجدية لتجاوز هذا الحائط الدفاعي ولتجاوز متانة جبلة في الدوري.

الفريقان سيخسران بالتعادل وهو ليس بمصلحتهما وإن كان ضمن التوقعات، والفوز قد يكون لجبلة إن عرف مهاجموه طريق المرمى، ومع ذلك تبقى كل الاحتمالات واردة وهي متعلقة بظروف الفريقين مع التذكير أن المباراة ستقام السبت.

حائران

آخر المباريات ستقام على ملعب المدينة الرياضية باللاذقية وتجمع حطين مع الشرطة، الخارجين من خسارة مؤثرة في المرحلة الماضية وإن كانت خسارة حطين أكثر قسوة.

نتائج الفريقين تعبر عن واقعهما وباتا على أعتاب المؤخرة دون أن يراعي أحد تاريخهما العريق، لذلك فالكرة بملعب إدارة الناديين لتفادي الخطر قبل وقوعه حتى لا نقول: ولات ساعة مندم.

الفريقان متشابهان وميزان القوى بينهما متكافئ، والفوز متعلق بإحساس اللاعبين بالغيرة على فريقه، فمن ملك لاعبين مخلصين أكثر من غيره كان له الفوز.

أي نتيجة تنتهي بها المباراة هي ضمن التوقعات وتبقى الأرض تميل للحوت أكثر من ضيفه الشرطة.

ذكريات كروية

في الموسم الماضي تعادل تشرين مع الطليعة بحماة بهدف زكريا العمري وأدرك الطليعة التعادل بالهدف الذهبي بالدقيقة 90 عبر أحمد حديد.

في الإياب فاز تشرين 2/1 سجل أولاً محمد مرمور من جزاء وأضاف نديم الصباغ الهدف الثاني، وكلا الهدفين جاء في الشوط الأول، وأبى الطليعة أن يغادر الملعب قبل أن يزرع قبلة الوداع بملعب الباسل فسجل محمد نور خميس هدف الشرف في الدقيقة 91.

لا شيء يذكر في مباراتي الوحدة والاتحاد في الموسم الماضي، التعادل كان عنوان اللقاءين فتعادلا ذهاباً بالحمدانية بهدف زكريا عزيزة مقابل هدف عبد الرحمن بركات، وفي الإياب بدمشق كان التعادل السلبي مسيطراً.

في الموسم قبل الماضي كانت الغلبة للوثبة على النواعير واضحة وبجدارة دون أن يتمكن النواعير من تسجيل بصمة في المباراتين، الوثبة فاز ذهاباً 3/صفر وسجل أهدافه وائل الرفاعي وماهر دعبول وإبراهيم العبد الله، وفاز بالإياب بهدفي رامي عامر وماهر دعبول.

في موسم 2009- 2010 كان الموسم الرسمي الأخير الذي التقى فيه الجيش بعفرين وكانت الغلبة في اللقاءين للجيش ففاز في الذهاب 3/صفر وسجل له عبد الرزاق الحسين وماهر السيد ومحمد الواكد، وفاز في الإياب 2/1 وسجل هدفيه ماهر السيد، بينما سجل لعفرين إبراهيم راهال.

من بين لاعبي الفريقين ما زال الهداف محمد الواكد موجوداً مع الجيش فهل سيستعيد ذكرياته بمغازلة شباك عفرين.

في الموسم الماضي حفلت مباراة حطين مع الشرطة ذهاباً على ملعب الباسل باللاذقية بالكثير من الأحداث والاعتراضات وقد شهدت فوز الشرطة بهدف من جزاء سجله مازن علوان د 93، وقبل ذلك طرد الحكم عمار أبو علو، وائل الرفاعي وأحمد الشمالي من حطين.

في الإياب رد حطين الصاع صاعين للشرطة وفي ملعب الجلاء بدمشق ففاز 4/1 سجل هاتريك مصطفى جنيد، والهدف الرابع مثنى عرقاوي وكلها جاءت في الشوط الأول واكتفى الشرطة بهدف حفظ ماء الوجه قبيل نهاية المباراة بوساطة مدافعه قاسم بهاء الدين.

هدف واحد كان حصيلة مباراتي جبلة والفتوة في الموسم الماضي نال من خلاله جبلة أربع نقاط والفتوة نقطة واحدة.

جبلة فاز على الفتوة ذهاباً بهدف حمزة الكردي الذي خرج بالحمراء بعد تسجيله الهدف بدقيقتين، وتعادل الفريقان على ملعب تشرين بالإياب بلا أهداف.

أول مباراة رسمية لحرجلة بدوري الممتاز كانت الموسم الماضي مع الكرامة بحمص وخسر بصعوبة بهدف جاء من ركلة جزاء سجله نصوح نكدلي.

في الإياب على ملعب تشرين تعذّب الكرامة قبل أن يفوز بهدف ذهبي قاتل في الدقيقة 91 بوساطة ميلاد حمد الذي سجل الهدف الأول أيضاً للكرامة في الدقيقة 16 قبل أن يعادله مهاجم حرجلة (المحترف حالياً في العراق) ياسين سامية في الدقيقة 55، وهذه المباراة كغيرها من مباريات الإياب أقيمت بلا جمهور بسبب تفشي وباء كورونا، علماً أن مرحلة الإياب في الموسم الماضي انطلقت في الخامس من شباط.

ننوه أخيراً المدينة بأن كل المباريات ستقام الجمعة باستثناء مباراة جبلة مع الفتوة فستقام السبت على ملعب المدينة الرياضية باللاذقية، والتوقيت واحد في الثانية ظهراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن