أدرجت اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي في «اليونسكو»، أمس الأربعاء، فن التطريز في فلسطين في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، في وقت شهدت مدينة رام اللـه وقفة احتجاجية رداً على محاولات الاحتلال الإسرائيلي سرقة التراث والثوب الوطني الفلسطيني.
وذكرت وكالة «وفا» أن اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي في «اليونسكو»، اعتمدت أمس الأربعاء، الطلب الفلسطيني في إدراج فن التطريز في فلسطين «الممارسات، والمهارات، والمعارف، والطقوس» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
ونقلت «وفا» عن بيان للخارجية الفلسطينية، أمس، قول وزير الخارجية رياض المالكي: «إن تسجيل التطريز الفلسطيني على لائحة التراث غير المادي لليونسكو هو تأكيد لتأصل الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين، واستمراره بالحياة عليها من دون انقطاع منذ عشرات آلاف السنين، وهو رمز من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، وارتباطها مع الأرض والتاريخ والطبيعة، تماما كما تعكسه نقوش التطريز الفلسطيني التي تحمل عبق التاريخ والحضارة، وهو ما تحاول إسرائيل سرقته».
وشدد المالكي على أهمية تسجيل التطريز الفلسطيني في هذا الوقت بالذات، في الوقت الذي يتعرض فيه التراث، والإرث، والتاريخ، والثقافة والحقوق الفلسطينية، إلى التزوير، والسرقة، والتدمير، وذلك لحمايتها وحفظ الممارسات والطقوس الاجتماعية الفلسطينية التي توارثها الشعب الفلسطيني من أبائه، وأجداده، جيلاً بعد جيل.
وفي السياق شاركت مؤسسات رسمية وأهلية وشعبية، أمس الأربعاء، في فعالية تراثية احتجاجية وسط مدينة رام الله، رداً على محاولات الاحتلال الإسرائيلي سرقة التراث والثوب الوطني الفلسطيني.
وأشارت وكالة «وفا» إلى تخلل الفعالية التي شارك فيها عشرات المواطنين أغلبيتهم من النساء اللواتي ارتدين الأثواب الفلسطينية، إعداد أطباق تراثية فلسطينية مثل المفتول، وعرض للأواني التراثية، كما رددوا الأغاني الشعبية.
وتسعي سلطات الاحتلال إلى «أسرلة» الهوية الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني وتذويبها في سياق إسرائيلي، بعد إخفاق مخطط المحو الشامل والإبادة المنظمة للشعب الفلسطيني في عام 1948 و1967 وما تلا ذلك من سياسات استعمارية ما زالت حتى اليوم تظهر بكل بشاعة في مختلف مناحي الفعل الثقافي والمعرفي ما يجعل التحدي الثقافي في الانتصار للحقيقة أكثر إلحاحاً.