بحثا العلاقات الثنائية عن بعد وأكدا أن «أوكوس» يقوض الاستقرار النووي … بوتين: سلمنا مقترحات ملموسة لبلورة ضمانات أمنية.. شي: ندعم مبادرتكم
| وكالات
أعلن الكرملين أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين دعمه الكامل لمبادرة موسكو بتقديم ضمانات أمن لها من حلف الناتو، بينما نوه بوتين بمستوى العلاقات بين روسيا والصين واصفاً إياها بأنها تشكل مثالاً يحتذى للتعاون بين دولتين في القرن 21.
في حين نددت موسكو بالبيان الذي حذرت فيه مجموعة السبع الكبار من خطر غزو روسيا لأوكرانيا، وحملت حلف الناتو المسؤولية عن صب الزيت على نار النزاع في منطقة دونباس.
وبحث الرئيسان بوتين وشي خلال اجتماع أمس عبر نظام الفيديو كونفرانس العلاقات الثنائية وعدداً من الملفات الدولية الملحة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قوله في أعقاب محادثات بوتين مع شي أمس: «إن بوتين أخبر نظيره الصيني بأن مقترحات روسية ملموسة حول بلورة ضمانات قانونية لأمن روسيا قد سلمتها وزارة الخارجية الروسية إلى ممثلين أميركيين في وقت سابق من يوم أمس».
وأضاف أوشاكوف إن بوتين أكد استعداد موسكو لبدء مفاوضات عاجلة حول هذا الموضوع المهم للغاية، معرباً عن أمله أن يستجيب قادة الولايات المتحدة والناتو لهذه المبادرة، وبهذا الخصوص أكد شي لبوتين دعم بلاده الكامل لمبادرة روسيا إلى مطالبة حلف الناتو بتقديم ضمانات أمن لها.
وقال أوشاكوف: «لقد أشار رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى أنه يتفهم شواغل روسيا ويدعم بالكامل مبادرتنا بخصوص بلورة ضمانات أمن مناسبة من أجل روسيا»، لافتاً إلى أن الرئيسين اتفقا على البقاء على اتصال مستمر حول هذا الموضوع، وأن تقوم موسكو بإطلاع بكين على سير المفاوضات والاتصالات مع الأميركيين والناتو في هذا المسار.
وذكر أوشاكوف أن بوتين وشي اتفقا على أن حلف «أوكوس» الأميركي الأسترالي البريطاني يقوض الاستقرار النووي في المنطقة، موضحاً أن رئيسي البلدين أعربا عن قلقهما إزاء أنشطة الأميركيين الخاصة بتغيير الوضع القائم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقال: بهذا الصدد قيم جانبنا والجانب الصيني سلبياً إنشاء أحلاف جديدة من قبيل رباعية كواد في المحيطين الهندي والهادئ والحلف الأميركي البريطاني الأسترالي أوكوس»، وأكدا أن «أوكوس» يقوض «أسس نظام عدم انتشار السلاح النووي ويسهم في ارتفاع مستوى التوتر العسكري في المنطقة».
إلى ذلك تحدث أوشاكوف عن الجانب الاقتصادي من المباحثات مشيراً إلى أن بوتين وشي ناقشا مشروع «قوة سيبيريا-2» وهو مشروع لمد أنابيب غاز لضخ الوقود الأزرق من روسيا إلى الصين.
كذلك أشار أوشاكوف إلى أن الرئيسين بحثا أيضاً مسألة تأسيس منظومة مالية مستقلة لخدمة العمليات التجارية بين روسيا والصين، التي من المتوقع أن تتجاوز مستوى 200 مليار دولار في المستقبل القريب.
وقال أوشاكوف: «تم إيلاء اهتمام خاص لضرورة تكثيف الجهود لإنشاء بنية تحتية مالية مستقلة لخدمة العمليات التجارية بين روسيا والصين، الحديث يجري عن إنشاء بنية تحتية لا يمكن أن تتأثر بدول ثالثة».
في غضون ذلك وحسبما نقل عنها موقع «روسيا اليوم» صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أثناء موجز صحفي أمس بأن موسكو لم تر أي شيء بناء في بيان مجموعة السبع الأخير، مضيفة إنه يضم «الأطروحات والنقاط والاتهامات القديمة نفسها المعلقة على فكرة خاطئة تماماً عن أي تحضيرات عسكرية من روسيا بحق أوكرانيا».
وأشارت زاخاروفا إلى أن دول حلف الناتو تواصل تكثيف إمدادات الأسلحة إلى حكومة كييف، واصفة هذا الوضع بأنه مثير للقلق.
وانتقدت المتحدثة بشدة تصريحات مسؤولين أوكرانيين، في مقدمتهم الرئيس فلاديمير زيلينسكي، عن إمكانية تنظيم استفتاء شعبي لتقرير مصير جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً، حيث لن يسمح لسكانهما بالمشاركة فيه إلا من الأراضي الخاضعة لسيطرة حكومة كييف.
ووصفت زاخاروفا هذه الاقتراحات بأنها مجرد «استهزاء»، مضيفة: «يقترح ذلك الأشخاص أنفسهم الذين يصرون على أن الاستفتاء في شبه جزيرة القرم لم يكن شرعياً وجاء تحت تهديد السلاح».
ولفتت المتحدثة إلى أن كييف في المشاورات الدولية تصر على أنه لا يجوز تقرير مصير أوكرانيا من دون مشاركة كييف، مضيفة: «ولذلك عندي سؤال مضاد: هل يمكن تقرير مصير دونباس من دون مشاركة دونباس؟».
وذكّرت الدبلوماسية الروسية حكومة كييف بأن اتفاقات مينسك تتطلب تنسيق كل المعايير الخاصة بتسوية النزاع في دونباس ضمن إطار الحوار المباشر بين كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.