رياضة

الواقع التحكيمي ما زال ضبابياً … ومعسكر الحكام في مهب الريح

الكلام عن التحكيم ذو شجون كبيرة، والمسيرة التحكيمية لم تنقلب في يوم وليلة، ونحن شاهدون على عصر تحكيمي ذهبي رائع خرج لنا العديد من الحكام المتميزين الذين أعلوا الصافرة التحكيمية، ولم نكن نلتمس تلك الأخطاء الفاضحة التي شاهدناها في الموسم الفائت على أقل تقدير.

أخطاء بالجملة
دعونا نعترف بأن عصر الحكام النجوم لم يعد له مكان في مشهدنا التحكيمي الحالي، وإذا استثنينا أربعة حكام هم الأفضل حالياً فإن باقي الحكام سواسية مثلهم مثل بعض، ويفتقدون من وجهة نظر الكثير من خبراء التحكيم إلى (الكاريزما) التي تؤهلهم لفرض شخصيتهم واحترام قراراتهم من جميع مفاصل اللعبة، وهذا سببه يعود إلى إبعاد بعض الخبرات التحكيمية القادرة على تقديم أفكار جديدة لهذا المفصل المهم في مركز صنع القرار بلجنة الحكام، ويستغرب الكثيرون كيف تتم تولية أحدهم في مهمة الأمانة التحكيمية، وهو غير قادر على العطاء حسب ما تقتضيه المرحلة الحالية التي يمر بها الحكام، ولأن هاجسه الوحيد تكليف نفسه والمقربين منه على طاولات التحكيم، كما وجدنا أن تعيينات اللجنة لحكامها الموسم الفائت جاءت في أغلب الأحيان بطريقة عشوائية، ولم تكن طواقم التحكيم منسجمة، لذلك كثرت الأخطاء وازدادت الشكاوى وتعالت الأصوات المطالبة بالتغيير، هذا الواقع الصعب ساهم بشكل أو بآخر في حرق أوراق بعض الحكام الشباب الذين لم يصلوا لمرحلة النضج التحكيمي، من خلال زجهم بمباريات قوية هم غير مؤهلين لقيادتها وبعض الحكام وجد نفسه أمام فرق كبيرة بالموسم الفائت، وكان منتهى حلمه أن يقود مباريات من دوري الدرجة الثانية.

امتحان جديد
عموماً اتحاد السلة سيجد نفسه أمام امتحان جديد ليثبت مدى قدرته على اجتثاث الفاسدين والمتنفذين ومن يحيط بهم من مفاصل الهيكل التحكيمي، والتدقيق في سلوك البعض الذين يصولون ويجولون بتعيينات الحكام كما يحلو لهم، وعلى مرأى ومسمع أمانة سر اتحاد اللعبة التي لم تحرك ساكناً تجاه هذه الفوضى العارمة التي يشهدها الواقع التحكيمي.

معسكر في مهب الريح
اتسعت فسحة تفاؤلنا عندما تناهى لمسامعنا أن المكتب التنفيذي وافق على تحمل نفقات المعسكر الداخلي للحكام المراد إقامته قبل انطلاقة الدوري، لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمت إقامة هذا المعسكر بمنغصات لم تكن تخطر على البال، بعدما تعذر على اتحاد السلة إيجاد مكان لإقامة الحكام البالغ عددهم ثلاثة وعشرين حكماً من غير المقيمين، لأن جميع الفنادق التابعة للاتحاد الرياضي مشغولة والدوري تفصلنا عنه أيام قليلة ما يعني أن الحكام سيدخلون معترك الدوري من دون الاطمئنان على جاهزيتهم ومدى قدرتهم على قيادة مباريات الدوري بخير وسلام، وهذا يجعلنا نخشى على مباريات الدوري التي قد تتأثر من الصافرات الخاطئة لا سمح الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن