في مقابلة مع «الوطن».. أكدت اهتمام بلادها بالخبرات السورية في إعادة تأهيل أطفال المخيمات ودمجهم في المجتمع … بيلوفا: من غير المعقول أن يتم إقحام الأطفال في الشؤون السياسية
| سيلفا رزوق
وصفت مفوضة رئيس روسيا الاتحادية لحقوق الأطفال، ماريا لفوفا بيلوفا، اللقاءات التي أجرتها في دمشق خلال زيارتها الأولى لسورية بـ«المهمة»، حيث جرى مناقشة المواضيع الإنسانية وتبادل الأفكار، والتأكيد على ضرورة أن يبقى موضوع الأطفال خارج السياسة.
وفي مقابلة خاصة مع «الوطن»، أشارت بيلوفا إلى أن الوفد الروسي أولى اهتماماً خاصاً بموضوع مهم جداً وهو إعادة تأهيل الأطفال الذين يتم إخراجهم من المخيمات وإعادة دمجهم في المجتمع، مبينة أن الجانب الروسي مهتم كثيراً بخبرة الجانب السوري فيما يتعلق بإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال.
وأشارت بيلوفا، إلى أنه جرى خلال الزيارة الحديث عن ضرورة صياغة برنامج لإعادة الأطفال إلى وطنهم، ويمكن تطبيقه ليس فقط على الجانب السوري والروسي، وإنما على بقية أطفال من الدول الأجنبية الأخرى الموجودين على الأراضي السورية.
واعتبرت، أنه بالنسبة لها وكمفوضة لحقوق الأطفال وكأم أيضاً، ترى أنه من غير المعقول أن يتم إقحام الأطفال في الشؤون السياسية، مؤكدة أن الأطفال يجب أن يعيشوا حياة طبيعية وظروفاً مواتية من الراحة، وأن يعيشوا ضمن عائلاتهم وأقاربهم، مبينة أن التعاون مع سورية سيكون أكثر فعالية في الفترة القادمة.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
• هذه هي زيارتك الأولى لسورية وأجريت اليوم سلسلة من اللقاءات المهمة كان على رأسها لقاؤك مع الرئيس بشار الأسد، ما الذي جرى بحثه خلال هذه الزيارة؟
زيارتي إلى سورية تأتي في إطار الجهود الروسية لإجلاء الأطفال الروس من المخيمات في شمال شرق سورية، وكنت قلقة حول مجريات هذه العملية، لكن هذا القلق انتهى لحظة نزولي من الطائرة، لأنني شعرت باهتمام الجانب السوري من خلال الضيافة التي تلقاها الوفد الروسي، وكذلك الاهتمام بموضوع إجلاء الأطفال الروس من سورية.
أجرينا لقاءات مهمة مع الرئيس بشار الأسد ومع السيدة الأولى السيدة أسماء الأسد، إضافة إلى لقاء مع وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، ومن خلال هذه اللقاءات تمت مناقشة المواضيع الإنسانية، وتبادلنا الأفكار حول هذا الأمر، وأكدنا على ضرورة أن يبقى موضوع الأطفال خارج السياسة.
سأواصل العمل الذي كانت تقوم به السيدة آنا كوزنيتسوفا سابقاً، وأنفذ توجيه وتكليف الرئيس الروسي فلاديمير بيوتين، حيث كنت تعرفت إلى السيدة آنا منذ فترة طويلة تقريباً منذ نحو 12 عاماً، وقمنا بعمل مشترك في إطار الجمعية الاجتماعية ومن الجيد مواصلة العمل في مجال حماية الأطفال مع تبديل المناصب بيني وبين السيدة كوزنيتسوفا.
أولينا خلال هذه الزيارة اهتماماً خاصاً لموضوع مهم جداً وهو إعادة تأهيل الأطفال الذين يتم إخراجهم من المخيمات وإعادة دمجهم في المجتمع، لأنه من الصعب جداً بالنسبة للأطفال الذين يتم استرجاعهم من مناطق هي خارج سيطرة الحكومة السورية، إعادة انضمامهم للمجتمع وإلى الحياة السلمية والعادية، لاسيما أنهم كانوا يعيشون في جو متطرف وعلى تواصل مباشر مع الأفكار المتطرفة.
وهنا نحن نهتم كثيراً بخبرة الجانب السوري فيما يتعلق بإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال وانضمامهم مجدداً إلى المجتمع، وهذه الخبرة موجودة لدى المجتمع السوري.
• خلال لقائكم مع الرئيس بشار الأسد أشرتم إلى تطوير آليات التعاون بين المؤسسات والهيئات في سورية وروسيا، في هذا الملف ما الذي تخططون له في المستقبل؟
نعم نحن تحدثنا عن ضرورة صياغة برنامج لإعادة الأطفال إلى وطنهم، وهذا البرنامج الذي سيصاغ يمكن تطبيقه ليس فقط على الجانب السوري والروسي، وإنما على بقية الأطفال من الدول الأجنبية الأخرى الموجودين على الأراضي السورية، وهذا ليس مجرد مشروع إنساني فحسب، بل هو مشروع أخوي بين الطرفين السوري والروسي، ويأتي على رأس أولوياته موضوع الأطفال.
• ما هو عدد الأطفال الروس الذين تسعون لإجلائهم اليوم؟
نحن نناقش هذا الموضوع، لكن يمكنني أن أقول إن هناك طفلاً روسياً من دار الأيتام في دمشق، أما ما يخص الأطفال الروس الموجودين في شرق الفرات، نحن نناقش هذا الموضوع مع الجانب الكردي.
• هناك استغلال سياسي لموضوع المخيمات، وبعض الدول الغربية مازالت تضع العقبات أمام إعادة أطفال المخيمات لبلادهم، كيف تنظرين لهذا الأمر؟
بالنسبة لي كمفوضة لحقوق الأطفال وكأم أيضاً، أرى أنه من غير المعقول أن يتم إقحام الأطفال في الشؤون السياسية، واعتقد أن الأطفال يجب أن يعيشوا حياة طبيعية وظروفاً مواتية من الراحة والسعادة، وأن يعيشوا ضمن عائلاتهم وأقاربهم.
• هذه أول زيارة لك لسورية، ما هي توقعاتك لمستقبل التعاون مع الحكومة السورية بما يخص الجانب الإنساني.
بعد اللقاءات التي أجريناها في سورية اليوم، أنا متأكدة أن هذا التعاون سيكون أكثر فعالية ويحمل نتائج مثمرة في الفترة القادمة، وأنا تأكدت من خلال المناقشات التي أجريناها، أن الجانب السوري مهتم جداً بالمواضيع الإنسانية، ونحن مستعدون لمزيد من هذا التعاون.