رياضة

هل تثبت صوابية قرار زيادة عدد فرق النهائيات؟ … ستة منتخبات جديدة في يورو 2016

تنتهي اليوم رحلة التصفيات الخاصة بكأس الأمم الأوروبية بكرة القدم التي باتت تعرف بـيورو في نسختها الخامسة عشرة والتي ستقام نهائياتها الصيف القادم على الأراضي الفرنسية من خلال ما تبقى من الملحق، ولعل زيادة عدد منتخبات النهائيات شابها بعض السلبيات إلا أنها احتوت بعض الإيجابيات ومنها عودة منتخبات إلى الأضواء بعدما غابت شمس تألقها عن الساحة لأعوام طويلة مثل المجر ورومانيا وبلجيكا وكذلك ظهور أخرى للمرة الأولى في البطولة الأكبر في القارة العجوز مثل النمسا وإيرلندا الشمالية وويلز وسلوفاكيا وأيضاً منتخبات تظهر للمرة الأولى على مستوى البطولات الكبيرة (عالمية أو أوروبية) مثل أيسلندا وألبانيا.

للمرة الأولى
سيكتب التاريخ أن منتخباً مثل ألبانيا وأيسلندا استطاعا بعد أكثر من خمسة عقود على مشاركتهما في المنافسات القارية والعالمية استطاعا ولوج البطولات الكبرى عبر اليورو، فالمنتخب الألباني الذي ظهر للمرة الأولى للعلن عقب الحرب العالمية الثانية دأب على المشاركة في كل مناسبة كروية لكنه أخفق حتى بتخطي المركز الأخير سوى مرات نادرة وغالباً ما كان جسر العبور أو (حصالة الأهداف) أمام المنافسين.
ولأن لكل حكاية نهاية فقد أنهى هذا الفريق الذي ينتمي لإحدى دول البلقان (فاز بلقب بطولة دول البلقان عام 1946) قصة الضأن الضعيف ليتحول إلى فريق له مكانته ففاز على البرتغال وصربيا خارج أرضه وأجبر الدانمارك على التعادل مرتين ليحجز مكاناً بين الكبار على الرغم من خسارته بملعبه أمام البرتغال وصربيا في لقاءي الرد بعدما تقدم على الدانمارك بفارق نقطتين.
ولم تكن نتائج الفريق الألباني الذي يدربه جياني دي بيازي محض مصادفة بالتأكيد فهو حقق نتائج جيدة في العامين الأخيرين على الصعيد الحبي فتعادل مع فرنسا ثم فاز عليها ولم يخسر من إيطاليا إلا بهدف.
محطم الطواحين

في عام 2011 أعلن الاتحاد الأيسلندي عن التعاقد مع المدرب السويدي لاغرباك لتدريب المنتخب الأول وبعد عامين وجد القائمون على اللعبة وضع إشراك المواطن هامير هايغريمسون بالمسؤولية الفنية عنه وبالفعل كان رأياً صائباً فقد تحسنت نتائج المنتخب الذي تأهل للمرة بتاريخه إلى مرحلة البلاي أوف في التصفيات الأوروبية لمونديال 2014 إلا أنه اصطدم بالكرواتي الأكثر خبرة ونضجاً فحرم الأيسلنديين من فرصة تاريخية بالوصول إلى مونديال 2014.
مع انطلاق تصفيات يورو 2016 حقق المنتخب فوزين سهلين على تركيا ولاتفيا بثلاثية نظيفة فظن المراقبون أنها فورة البداية التي سيخمدها صعوبة البقية إلا أن الوقت أثبت عكس ذلك فنجح الأيسلنديون بقهر المنتخب الهولندي ثالث العالم بهدفين نظيفين قبل أن يخسروا مباراتهم الرابعة أمام التشيك 1/2.
ولم تفت هذه الخسارة من عزيمتهم فعادوا وردوا الصاع بمثله لرفاق بيتر تشيك قبل أن يجهزوا على الطواحين الهولندية في أمستردام بهدف وهو الانتصار الذي جعل وصولهم إلى فرنسا مسألة وقت لا أكثر وفعلاً قطعـوا بطاقة النهائيات بالتعادل مع كازاخستان قبل جولتين من النهاية ليعلنوا تأهلهم للمرة الأولى بعد أربعة عقود على أول مشاركة بتصفيات اليورو.
بركات بيل وكولمان

عاشت منتخبات الجزر البريطانية في كنف إنكلترا التي أخذت الحيز الأكبر من الشهرة والنجومية والظهور بالمحافل الدولية والقارية فلم تفلح منتخبات اسكتلندا وبشكل أكبر إيرلندا الشمالية وويلز بالمشاركة في الكثير من تلك المناسبات واليوم تعود هذه المنتخبات بالذكرى إلى مونديال 1958 ويومها شاركت المنتخبات الأربعة معاً في بطولة (السويد)، وهاهما منتخبا ويلز وإيرلندا الشمالية قد حجزا مقعدين لهما بين المنتخبات الـ24 المشاركة بيورو 2016 وذلك للمرة الأولى بتاريخ البطولة القارية بعد مشوار وصف بالتاريخي وخاصة للمنتخب الويلزي تحت قيادة المدرب كريس كولمان وببصمة خاصة من النجم غاريث بيل.
فهذا النجم الذي لا يمكن مقارنة إنجازاته بسلفه ريان غيغز ولا بأهداف سلفه الآخر إيان راش استطاع قيادة الفريق الملقب بالتنين الأحمر إلى إنجاز لم يقدر عليه جيلا نجمي مان يونايتد وليفربول بفضل تسجيله 7 أهداف من أهداف فريقه الـ11 إلى جانب عدد من اللاعبين المنتشرين في أندية إنكلترا مثل آرون رامزي وسام ريكتس وهال روبسون وجيمس كولينيز وسواهم.
ونجح المنتخب الويلزي في الحلول بالمركز الثاني للمجموعة الثانية ولم يخسر سوى مرة واحدة بعد ضمانه بطاقة النهائيات ولم تهتز شباكه سوى أربع مرات.
عودة إلى الواجهة

من جهته الجار الإيرلندي الشمالي تصدر المجموعة السادسة التي ضمت كلاً من رومانيا والمجر وفنلندا واليونان أحد أبطال القارة فتأهل إلى نهائيات يورو للمرة الأولى بعد قرابة ثلاثة عقود من خوضه موندياله الثالث، ولا يضم المنتخب الأخضر الذي يدربه مايكل أونيل منذ عام 2011 أياً من الأسماء الكبيرة واعتماده على لاعبين منتشرين في أندية إنكليزية صغيرة واسكتلندية.
وعلى غرار الإيرلندي لم يسبق للمنتخب النمساوي بلوغ النهائيات الأوروبية من قبل وهاهو سيخوضها بعد نجاحه بتصدر المجموعة السابعة التي ضمت روسيا والسويد وأنهى النمساويون تحت قيادة المدرب السويسري مارسيل كوللر التصفيات دون خسارة ويحسب لهم أنهم حققوا 9 انتصارات متتالية ولم يسبقهم على هذا الصعيد سوى الإنكليز الذين حصدوا العلامة الكاملة، وسبق للنمسا أن شاركت في المونديال 6 مرات.
ونجح المنتخب السلوفاكي بالوصول للمرة الأولى وهو الذي خاض مونديال 2010 وفرض الفريق تحت قيادة المدرب يان كوزاك والنجوم سكرتيل وهامسيك ونيميش وكوشكا نفسه على المجموعة الثالثة التي ضمت اللاروخا الإسباني بطل النسختين الأخيرتين وعلى الرغم من تحقيقه 6 انتصارات كاملة أحدها على اللاروخا إلا أنه انتظر الجولة الأخيرة ليضمن وصافة المجموعة.

هل من جديد؟
إذاً سيكون عدد الضيوف الجدد على البطولة 6 وربما ارتفع إلى 7 في حال نجح المنتخب البوسني بتجاوز الإيرلندي (أمس)، لكن هل يقدم هؤلاء إضافة للبطولة؟.. أم إنهم سيمرون مرور الكرام بوجود عمالقة القارة مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وحتى الصفوف الثانية مثل البرتغال وروسيا والعائد بقوة منتخب بلجيكا.
الكثير من المراقبين يتوقعون متابعة بطولة كبيرة مع تقارب المستويات كثيراً إلا أن معظم هذه المنتخبات تفتقد حساسية البطولات المجمعة ومسألة خوض مباريات كبيرة متقاربة المواعيد وعليه فإن معظم هذه الفرق ستكون ضيفة شرف لا أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن