عربي ودولي

أكدت أن عضوية أوكرانيا في «الناتو» تتجاوز الخطوط الحمر … موسكو: قد نضطر للرد بالمثل على محاولات الغرب توسيع حدود المسموح به

| وكالات

أكدت روسيا، أمس السبت، أن العضوية المفترضة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي «الناتو» تتجاوز الخطوط الحمر للمصالح الوطنية الروسية، مقترحة على واشنطن، إجراء محادثات ثنائية حول الضمانات الأمنية، محذرة الغرب أنهــا لــن تتردد في اتخاذ ما يلزم لضمان أمنهــا وقــد تضطر إلى الرد بالمثل على سلوك «توســيع حدود المســموح به».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يمثل موسكو في المفاوضات بخصوص الاستقرار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، قوله في مقابلة أمس السبت إن: «تساعية بوخارست» التي تمثل الجناح الأكثر تشدداً تجاه روسيا داخل الاتحاد الأوروبي والناتو، تحاول حالياً فرض خطاب داخل الحلف والتكتل الأوروبي يمكن وصفه بكلام «كل شيء مسموح به».
وتابع ريابكوف: «ما يفعلونه هو مجرد توسيع حدود الممكن والمسموح به بالنسبة لهم في مناقشة مسائل مختلفة، لكنهم لا يهتمون بأننا، انطلاقاً من المنطق نفسه الذي يتبعه الناتو، سنراعي أمننا بأنفسنا وسنشرع عاجلاً أم آجلاً أيضاً في توسيع حدود المسموح به بالنسبة لنا».
وشدد على أن المقترحات بشأن وضع نظام ضمانات أمنية لخفض التوترات في أوروبا والتي قدمتها روسيا إلى الولايات المتحدة و«الناتو» لا تمثل إنذاراً نهائياً، بل إنها «تحذير لا يمكن التقليل من شأن جديته».
وشدد ريابكوف على أن روسيا ستجد كل الأساليب والسبل والحلول اللازمة لضمان أمنها، مضيفاً: «لا نسعى للمواجهة بل نريد التوصل إلى اتفاق على أساس معقول. يمثل كل حراك دبلوماسي وكل مبادرة وكل اقتراح اختباراً لقدرة من تم توجيهه إليه على التوصل إلى اتفاقات، وقبل الخلوص إلى أي استنتاجات بشأن ماهية الخطوات المستقبلية، يجب علينا التأكد من أن الرد الغربي سلبي».
وأكد ريابكوف رفض روسيا لانضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو، مشدداً على أن روسيا تطالب الحلف بالتخلي عن الوعد الذي قدم إلى هاتين الدولتين خلال قمته في بوخارست عام 2008.
إلى ذلك، نقلت قناة «الميادين» وصف سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف، أمس، اتهام بلاده بوضع خطط عدوانية ضد أوكرانيا، بأنه دعاية عديمة الصحة.
وأوضح أنطونوف، في مقابلة مع صحيفة «نيوزويك» الأميركية أن «التحذيرات اليومية من الخارجية الأميركية والبنتاغون بشأن الوجود العسكري الروسي المتزايد بالقرب من حدود أوكرانيا، ليست أكثر من دعاية».
وقال: «أود أن أذكركم بأن روسيا تملك الحق في نقل القوات بشكل حر داخل أراضيها وتنفيذ الفعاليات التدريبية، نحن لا نهدد أحداً، كلام الصحافة الغربية والمسؤولين الأميركيين عن الخطط العدوانية لا أساس له على الإطلاق».
وشدد أنطونوف على أنه من غير المقبول بالنسبة لروسيا، استمرار عسكرة أوكرانيا بمشاركة «الناتو»، ووجود القوات الغربية على أراضيها والانضمام المفترض لأوكرانيا إلى الحلف، مشيراً إلى أنه من أجل منع استمرار تقدم «الناتو» نحو الشرق ونشر الأسلحة على الحدود الغربية لروسيا، يجب التوقيع على اتفاق ملزم قانوناً بمشاركة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وعلى خط مواز نقلت وكالة «تاس» أمس السبت عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن موسكو تقترح على واشنطن، إجراء محادثات ثنائية حول الضمانات الأمنية، قائلاً: «نقترح إجراء مباحثات مع الولايات المتحدة على أساس ثنائي، لأنه في حال مشاركة دول أخرى فيها، فسنغرق كل شيء في النقاش والكلام المسهب».
ودعا ريابكوف الجانب الأميركي إلى ألا يستهين بمدى تغير كل شيء، وليس نحو الأفضل، مضيفاً: «حتى الآن، للأسف لا توجد مؤشرات تدل على استعدادهم للتخلي عن الأنماط المعتمدة لديهم».
إلى ذلك أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن الولايات المتحدة تقيم المقترحات التي قدمتها روسيا بشأن وضع نظام ضمانات أمنية لخفض التوترات في أوروبا، وتعتزم إطلاع موسكو على موقف واشنطن إزاءها قريباً.
ونقلت الوكالة عن مسوؤل بارز في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله للصحفيين أول من أمس إن «بعض المقترحات الروسية مفيدة وأخرى غير مقبولة»، مضيفاً إن الولايات المتحدة تنوي التوجه إلى روسيا بالرد على هذه المبادرة في الأسبوع القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن