أوروبيون: أحرزنا تقدماً.. واشنطن: نسدّد فواتير قرار الخروج من الاتفاق.. موسكو: الجميع عازم على تحقيق الهدف … أجواء إيجابية خيمت في فضاءات الجولة السابعة من اجتماعات «4+1»
| وكالات
خلت جميع التصريحات الغربية في ختام الجولة السابعة من مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي مع إيران، من لهجة التهديد والوعيد تجاه طهران، مجمعة على تقدم طفيف، وضرورة استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن، على الرغم من ادعاء واشنطن بأنها لم تجد بعد سبيلاً للعودة إلى الاتفاق النووي، وتأكيدها أنها تسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018.
ونقلت وكالة «أ ف ب» أمس السبت عن دبلوماسيين كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا قولهم إنه «تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الأخيرة» في المحادثات التي عقدوها في فيينا بهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
واختتم المفاوضون الأوروبيون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا الجولة السابعة من المفاوضات بعد أيام عديدة من المحادثات المكثفة، ولم يحدّدوا موعداً للجلسة المقبلة التي يأملون أن تعقد قبل نهاية السنة.
وأكد الدبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين مستعدّون لمواصلة المحادثات، ودعوا إيران إلى استئنافها سريعا وتسريع وتيرتها.
وفي تعليق على مسار المحادثات قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان في كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: «لا تسير بشكل جيد بمعنى أنّنا لم نجد بعد سبيلاً للعودة إلى الاتفاق النووي (…) نحن نسدّد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018»، مشيراً إلى أن المحادثات أحرزت في الأيام الأخيرة بعض التقدّم.
كما نقلت «أ ف ب» عن مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه إشارته إلى أن هذه الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا كانت أفضل مما كان يمكن أن تكون وأسوأ مما كان ينبغي أن تكون.
وشدّد المسؤول على وجوب حصول تسريع كبير لوتيرة المفاوضات، مؤكداً أن المفاوضين الأميركيين مستعدون للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد، قائلا: «إذا استغرق الأمر كلّ هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيّلوا كم من الوقت سيستغرق حلّ القضايا المدرجة على جدول الأعمال».
بدوره أكد الموفد الروسي ميخائيل أوليانوف في تغريدة على «تويتر» أن الجولة الأخيرة كانت ناجحة بمعنى أنها أرست أساساً صالحاً لمفاوضات أكثر عمقاً، قائلاً: «الآن يفهم المفاوضون بعضهم بعضاً بشكل أفضل».
من جهتها أكدت الخارجية الروسية إحراز تقدم مهم في الجولة الأخيرة من مفاوضات إحياء اتفاق إيران النووي بفيينا، مشيرة مع ذلك إلى وجود الكثير من القضايا المعقدة التي لا تزال بانتظار حلول.
ونقل موقع «روسيا اليوم» أمس السبت عن الخارجية قولها في بيان لها: «لا يزال هناك العديد من القضايا السياسية المعقدة التي لم يتم العثور على حلول لها بعد، ومع ذلك، أكد جميع المشاركين في المفاوضات عزمهم على العمل من أجل تحقيق الهدف المشترك في أقرب وقت، الذي يتمثل في إعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلى الإطار المتفق عليه أصلاً، من دون أي إضافات واستثناءات».
وأشار البيان إلى أن هناك تفاهماً عاماً حول أن عملية التفاوض ستستأنف في فيينا في المستقبل القريب، وأن الأطراف أبدت استعدادها لبذل الجهود اللازمة حتى تتكلل الجولة الثامنة القادمة بالتوصل إلى اتفاق مقبول للجميع في غضون فترة وجيزة.
وعلى خط مواز قال منسّق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا للصحفيين أمام قصر كوبورغ في العاصمة النمساوية حيث عقدت المحادثات: «ليس لدينا أشهر أمامنا وإنما أسابيع (…) لا يمكنني أن أعلن بعد عن موعد رسمي لاستئناف المفاوضات».
ولفت مورا إلى أن المباحثات ستستأنف قريباً وأبدى أمله في أن يحصل ذلك بحلول نهاية العام الجاري، مقراً بأن مهمة صعبة تنتظر الأطراف في الجولة الثامنة منها، ويتعين عليها جميعا، وخصوصاً إيران والولايات المتحدة، تقديم تنازلات وتضحيات.
من جهته، قال كبير مفاوضي إيران علي باقري «تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة»، مضيفاً «لدينا الآن مسودتان جديدتان، الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية».