سورية

«قسد» اشترطت للتفاوض مع الحكومة القبول بـ«الإدارة الذاتية» والحفاظ على «خصوصية» الميليشيات! … تواصل التسويات في دير الزور.. وإعادة افتتاح مركز الميادين وإقبال كثيف عليه

| موفق محمد

أعادت الجهات المعنية، أمس، افتتاح مركز التسوية في مدينة الميادين بريف محافظة دير الزور الشرقي، ولاقى إقبالاً كثيفاً من الراغبين بتسوية أوضاعهم، على حين واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية للاحتلال الأميركي، محاولات التخريب على التسويات في المحافظة.

وفي تصريح لـ«الوطن»، قال مصدر مسؤول في محافظة دير الزور: «تم منذ صباح (أمس) السبت إعادة افتتاح مركز التسوية في مدينة الميادين، لأن المدينة تتوسط المحافظة، ويمكن للراغبين بتسوية أوضاعهم القدوم إليها من جميع المناطق المحيطة».

وأكد المصدر، أن المركز شهد إقبالاً كثيفاً، إذ توافد إليه المئات من المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، رغبة منهم بتسوية أوضاعهم.

وأوضح، أن المتوافدين إلى المركز تمت تسوية أوضاعهم بسهولة ويسر، وهم من أبناء المدينة والقرى والبلدات المحيطة بها، وكذلك من أبناء المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الأميركي وميليشيات «قسد»، رغم محاولات منعهم من القدوم من قبل الاحتلال والميليشيات.

وأشار عدد من الذين تمت تسوية أوضاعهم، وأتوا من عدة قرى في الجزيرة السورية، حسب وكالة «سانا» إلى أن ميليشيات «قسد» حاولت منعهم مراراً من الوصول إلى مراكز التسوية، إلا أنهم أصروا على القدوم إيماناً منهم بأن «الدولة السورية هي الضامن الوحيد لإعادة من ضل الطريق الصحيح إلى جادة الصواب وإلى حياته الطبيعية مع ذويه وأهالي منطقته» وفق وصفهم.

ولفت آخرون إلى أن عمليات التسوية لاقت ارتياحاً كبيراً بين الأهالي في مختلف أرجاء المحافظة نظراً للإجراءات الميسرة والسهلة وبعد ما شاهدوه من الذين سووا أوضاعهم سابقاً وعادوا إلى مناطقهم وأراضيهم لممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية.

وقبل إعادة افتتاح مركز مدينة الميادين، قامت لجنة التسوية بتنفيذ العملية في مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وأمضت هناك 11 يوماً تمت خلالها تسوية أوضاع الآلاف، وفق تأكيد المصدر.

واستمرت عملية التسوية في الميادين في المرة الأولى 12 يوماً شهد خلالها المركز إقبالاً كثيفاً عليها من قبل مدنيين مطلوبين وعسكريين فارين ومتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، أتوا من المدينة ذاتها ومن مختلف مناطق الجزيرة، بما فيها المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» والاحتلال الأميركي، وذلك رغبة منهم في تسوية أوضاعهم.

في المقابل، وفي تعبير عن مدى انزعاجها من نجاح التسويات التي تنفذها الدولة في دير الزور، وفي محاولة للتخريب عليها، أصدرت ما تسمى «القيادة العامة لقوات جبهة الأكراد» بياناً عن اجتماعات عقدها متزعم «قسد» مظلوم عبدي بما يسمى «المجلس المدني لإقليم دير الزور» و«شيوخ العشائر»، في حقل العمر بريف دير الزور والذي تحتله القوات الأميركية.

ونقل البيان عن عبدي ذكره، أن أي عملية تفاوض مع الحكومة السورية «لن تتم من دون أهالينا في دير الزور والرقة ومنبج وباقي المناطق في شمال وشرق سورية»، مشيراً إلى توجيهات قيادة «قسد» بالتشاور مع الأهالي قبل التوصل إلى أي اتفاق مع الأطراف المختلفة الموجودة في سورية.

وذكر عبدي «أن «قسد» وجميع مؤسساتنا القيادية والإدارية قامت بدراسة سياستنا لعام 2022 وأردنا أن نشاركها معكم»، مشيراً إلى مواصلة «الإدارة العسكرية والمدنية في شمال وشرق سورية لحملة مكافحة الفساد والإصرار في القضاء على عمليات التهريب وكذلك تحسين الوضع الصحي والخدمي في الإقليم، وأهمها تحسين المشافي وتأمين الأجهزة اللازمة لعمل المشافي في المنطقة» على حد زعمه.

وأشار عبدي إلى التسويات التي تنفذها الدولة في دير الزور، زاعماً أن «قسد» لن تسمح بمثل هذه الأمور في مناطق شمال وشرق سورية.

كما أشار إلى ما سماها «الشروط الثابتة لإدارة شمال وشرق سورية» بخصوص التفاوض مع الحكومة السورية وهي القبول بالإدارة الذاتية والحفاظ على خصوصية «قوّات سورية الديمقراطية».

وذكر في هذا الصدد، أنه في الوقت الراهن لا يوجد أي تفاوض أو حوار مع الحكومة السورية، معتبراً أنه لا بد أن يكون هناك حل في سورية ولكن ليس كما تريده الدولة من خلال المصالحات.

وتطرق إلى الضغوطات التي يمارسها النظام التركي على المنطقة ومحاولاته للحصول على الضوء الأخضر للقيام بعمليات غزو جديدة، وأكد أن الوضع الداخلي لتركيا لا يسمح لها بالقيام بمغامرة عسكرية، بالإضافة لموقف القوى الدولية فيما يتعلق بالملف السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن