«التعاون الإسلامي» دعت إلى خطوات لتجنيب أفغانستان التقهقر والوفوضى … «طالبان»: عزلتنا ليست لمصلحة أحد وأراضينا لن تستخدم ضد أي دولة
| وكالات
أكد وزير الخارجية في حكومة «طالبان» أمير خان متقي في افتتاح الدورة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت أمس الأحد في إسلام آباد، أن عزلة أفغانستان السياسية ليست في مصلحة أي طرف، مشدداً على أن الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد أي دولة، على حين دعت «المجموعة العربية» إلى ضرورة انخراط المجتمع الدولي مع حكومة «طالبان» بهدف مساعدة أفغانستان في تفادي التقهقر والانهيار والفوضى.
ونقلت وكالة « سبوتنيك» عن متقي، قوله أمس الاحد، «نعلم جميعاً أن العزلة السياسية لأفغانستان ليست في مصلحة أحد (…) لذلك تقع على عاتق الجميع مسؤولية المساهمة في الاستقرار الذي تم إنشاؤه وتعزيزه بالدعم السياسي والاقتصادي».
وأكد أن أراضي أفغانستان لن تستخدم ضد أحد وأن حكومة طالبان ستعمل لمكافحة زراعة المخدرات والاتجار بها، وقال: «بصفتنا حكومة تمثيلية ومسؤولة عن الشعب الأفغاني نعتبر أن من مسؤوليتنا ضمان حقوق الإنسان وحقوق المرأة وقد فعلنا الكثير في هذا الصدد».
وحث متقي المجتمع الدولي، وخاصة الدول الإسلامية، على الاستثمار في أفغانستان، موضحاً أن «طالبان» ستضمن توفير التسهيلات اللازمة، كما طالب بتحرير الأموال الأفغانية المجمدة بالخارج لحل مشاكل الصحة والتعليم وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
وفي السياق نقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي قوله متحدثاً بالنيابة عن الدول العربية: «اليوم تقف أفغانستان على مفترق رئيس فإما التقهقر للانهيار والفوضى، ما سيعيد إنتاج العصابات الإرهابية وخطرها على العالم، وإما بدء ولوج التعافي عبر إعادة البناء بما يحترم حقوق الشعب الأفغاني».
وأشار إلى أنه لا يمكن تجاهل أنه لا بديل من الانخراط مع حكومة طالبان في حوار بهدف مساعدة أفغانستان على العودة عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، مقترحاً تشكيل مجموعة اتصال عربية إسلامية للتواصل مع المجتمع الدولي حول أفغانستان.
من جانبه حذر رئيس وزراء باكستان عمران خان من أن الوضع في أفغانستان قد يؤدي إلى أكبر كارثة من صنع الإنسان إذا فشل المجتمع الدولي في التصرف في الوقت المناسب، مضيفاً: مع ذلك فإن تدفق المساعدات الإنسانية على أفغانستان مرهون بتشكيل حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان وتكافح الإرهاب.
واقترحت إسلام آباد أمام اجتماع «التعاون الإسلامي» على لسان وزير خارجيتها شاه محمود قريشي، إستراتيجية ذات 6 عناصر للتغلب على الأزمة الإنسانية الأفغانية، تتضمن بعض الإجراءات العاجلة لضمان الأمن الغذائي وإنعاش الاقتصاد الأفغاني، وتطوير القدرات على مكافحة الإرهاب، وإنشاء آلية لتقديم الدعم الإنساني والمالي المستدام للحكومة الأفغانية.
كما دعا قريشي إلى زيادة الاستثمارات في قطاعي التعليم والتدريب المهني في أفغانستان، إما على المستوى الثنائي وإما من خلال منصة منظمة التعاون الإسلامي. واقترح أيضاً تشكيل مجموعة خبراء من منظمة التعاون الإسلامي وممثلي الأمم المتحدة لإحياء القطاع المصرفي في البلاد، الذي انهار بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، وكذلك لتوسيع التعاون لضمان المشاركة السياسية والاجتماعية، واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان، وخاصة النساء.
وفي السياق قدم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال الاجتماع، مقترحات لمساعدة الشعب الأفغاني.
وبينت وكالة «تسنيم» أن عبداللهيان، اقترح تشكيل حكومة شاملة، وتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني، إضافة إلى إنشاء صندوق مالي بين الدول الإسلامية لهذا الغرض، وضرورة تحرير الأصول المالية لأفغانستان.
وأوضح أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأمينها العام يمكن أن يلعبوا دوراً مهماً في المساعدة على تشكيل حكومة شاملة ومساعدة الشعب الأفغاني ومنع وقوع كارثة إنسانية جديدة.
وقال عبداللهيان: نعتقد أن الأمن المستدام والاستقرار السياسي والاجتماعي في أفغانستان يتيسران فقط عن طريق المشاركة الجماعية الواقعية وتشكيل الحكومة الشاملة والمؤثرة التي يكون لجميع القوميات والمذاهب دور فيها.