الأتراك يبحثون عن أدوية لم تعد متوفرة بسبب انهيار الليرة … تظاهرات عدة في تركيا احتجاجاً على غلاء المعيشة
| وكالات
تتواصل التظاهرات في تركيا احتجاجاً على التضخم وانهيار الليرة وتردّي الوضع المعيشي وشهدت مدن أنقرة وإسطنبول وديار بكر تظاهرات بالآلاف للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وذلك بالتزامن مع فقدان الدواء من السوق مع انهيار الليرة، حيث أصبحت مجموعة كاملة من الأدوية المخصصة لعلاج أمراض مثل السكري والسرطان أو حتى نزلات البرد غير متوفرة في 27 ألف صيدلية في تركيا.
ومنذ يوم الجمعة الماضي بلغ سعر صرف الدولار نحو 17 ليرة تركية بعد أن كان 9.6 دولارات مطلع تشرين الثاني الماضي، وذكر الموقع الإلكتروني لقناة «الميادين» أن مدينة ديار بكر شهدت أمس الأحد تظاهرات شارك فيها آلاف الأشخاص احتجاجاً على غلاء المعيشة وزيادة التضخم، وللمطالبة بتحسين أوضاع العمال.
وفي مدينتي أنقرة وإسطنبول تظاهر آلاف الأتراك احتجاجاً على الوضع الاقتصادي، وتردّي الأوضاع المعيشية.
وأكد المتظاهرون أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم الأساسية المتعلقة بالحقوق المالية وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وأفادت وكالة «سبوتنيك» بأن المحتجين خضعوا لرقابة أمنية مشددة حاملين لافتات كتب عليها «لا نريد العيش بالحد الأدنى وإنما نريد حياة إنسانية» و«نطالب بأجر يكفي حياة كريمة».
وردد المتظاهرون شعارات تطالب باستقالة الحكومة وتحسين الأوضاع المعيشية، مؤكدين أن الشعب سيحاسب حكومة حزب العدالة والتنمية.
وتظاهر قبل أسبوع، أكثر من 5000 شخص في العاصمة التركية، احتجاجاً على التضخم وتراجع قيمة الليرة التركية والقدرة الشرائية، في أول تجمّع كبير على خلفية الاضطرابات التي يمرّ بها الاقتصاد التركي منذ أسابيع، وهتف المتظاهرون بشعارات تطالب باستقالة الحكومة.
وهبطت الليرة التركية، بعد أن قرر البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 15 بالمئة من 16 بالمئة، الخطوة التي يؤيدها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بالرغم من ارتفاع التضخم في تركيا.
على خط مواز ذكرت وكالة «أ ف ب» أن الكثير من أصناف الأدوية لم تعد متوفرة في السوق مع انهيار الليرة التركية.
وكشفت «الوكالة» تنقل أحد المواطنين الأتراك، فاتح يوكسل 35 عاماً، من صيدلية إلى أخرى بحثاً عن أدوية لم تعد متوفرة، « أحياناً لا أجد أدويتي على الإطلاق وتزداد حالتي سوءاً».
وبينت «الوكالة» أن مجموعة كاملة من الأدوية المخصصة لعلاج أمراض مثل السكري والسرطان أو حتى نزلات البرد أصبحت غير متوفرة في 27 ألف صيدلية في تركيا، بعد أن فقدت الليرة التركية أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام أمام الدولار، بل تراجعت بشكل حاد منذ إعلان أردوغان الشهر الماضي «حرب الاستقلال الاقتصادي»،
وحسب «أ ف ب»، أوضح الأمين العام لاتحاد أطباء تركيا فيدات بولوت أن تركيا تمر بأزمة دواء، بعد أن انسحب العديد من الموردين من السوق لأنهم بدؤوا يخسرون الأموال، واستمرار وزارة الصحة في تسديد المال لهم بسعر الدولار عند 4 ليرات تركية.
وأكد بولوت أن أكثر من 700 دواء انقطعت اليوم من السوق، والقائمة تطول يوماً بعد يوم، لكن السلطات التركية تنفي وجود أزمة.
وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة الأسبوع الماضي أن الأنباء التي تثير نقص الأدوية لا تعكس الواقع، متهماً شركات الأدوية بمحاولة بيع منتجاتها بأسعار مرتفعة.
وأوضح بولوت أن كلام قوجه هو أنه إنكار للواقع، موضحاً أن الأزمة نفسها تطول أيضاً المعدات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية.
بدوره أوضح رئيس نقابة الصيادلة في أنقرة تانر أركانلي أن الوضع تدهور بسبب انهيار الليرة التركية، قائلاً: «تخيلوا حريقاً يسكب عليه الزيت… هذا ما نعيشه».