الاحتلال الإسرائيلي ينكّل بالأسيرات في سجونه … رام الله تطالب بتدخل أميركي لوقف إرهاب المستوطنين ضد المدنيين العُزل
| وكالات
طالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل أميركي عاجل لوقف إرهاب المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين العُزل، في حين طالب « مركز فلسطين لدراسات الأسرى» كل المؤسسات التي تتغنى بحقوق المرأة، والمنظمات التي تعنى بقضاياها، بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة ووقف الجرائم التي يتعرضن لها من قبل الاحتلال.
ونقلت وكالة «وفا» عن الخارجية تأكيدها في بيان صحفي أمس ضرورة عدم السكوت عن هذه الظاهرة والتصدي لها ومنعها من الاستمرار في الاتساع والتمدد وألا تجد لها متنفساً في المستويات الرسمية، خاصة من أميركا التي تعلن التزامها المبدئي بحماية المدنيين أينما وجدوا والحفاظ على حقوقهم، ومنع التغول ضدهم لمن يملك القوة والجبروت وهو ما ينطبق على دولة الاحتلال التي تمارس جبروتها ضد الشعب الفلسطيني.
ودعت كل من يدعي المسؤولية والاهتمام، بدءاً بالدول الأعضاء بمجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة ومن يمثله في فلسطين المحتلة، والدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى فلسطين، والمؤسسات القانونية والمدافعة عن حقوق الإنسان، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان، إلى تحرك دولي سريع وفوري لوقف هذا الإرهاب.
وأشارت إلى أن طبيعة هجمات المستوطنين الجماعية الأخيرة على البلدات والقرى الفلسطينية، تثبت أن جيش الاحتلال هو الذي يشرف على تنظيم هذه الاعتداءات وتوجيهها وحمايتها، وممارسة أبشع أشكال القمع والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، وتدمير وتخريب ممتلكاتهم ومنشآتهم، وقطع الطرق الرئيسة بين المدن الفلسطينية بالمكعبات الإسمنتية وإغلاق مداخل البلدات والقرى الفلسطينية وتجريفها وشل حركة المواطنين الفلسطينيين، في عملية مدروسة وممنهجة تسيطر على مشهد الحياة اليومية.
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين ليست من قبيل ردود الأفعال المؤقتة على حدث هنا أو هناك، وإنما هي جزء من مخططات استعمارية توسعية تؤدي إلى إغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
في غضون ذلك نقل موقع «الميادين» عن مصادر فلسطينية أن وفداً أمنياً مصرياً وصل إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون-إيرز أمس لإجراء محادثات مع قيادة حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية، حول قضيتي التهدئة والإعمار.
وأوضحت المصادر نفسها أن الوفد الأمني القادم إلى غزة يرافقه وفد هندسي لمتابعة المشاريع التي تشرف عليها مصر، مضيفة إن «حماس» ستناقش مع المصريين ما نفّذ، وما لم ينفّذ من التفاهمات التي أبرمت في القاهرة.
من جانب آخر أكد «مركز فلسطين لدراسات الأسرى»، أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها صعدّت خلال الأسابيع الماضية من تنكيلها بالأسيرات الفلسطينيات وزيادة وتيرة الإجراءات القمعية بحقهن في محاولة لاستنزاف صمودهن وكسر إرادتهن.
وحسب وكالة «وفا» قال المركز إن الأسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من كل حقوقهن، بالتزامن مع ظروف قاسية ومأساوية في سجون الاحتلال، مع استمرار سياسة اقتحام الأقسام والغرف بهدف التفتيش والتنغيص، وانتهاك خصوصيتهن من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في ساحة الفورة والممرات، والتنقّل بسيارة البوسطة على فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل بحقهن.
بدوره اعتبر رياض الأشقر مدير المركز أن الاعتداء على ممثلتي الأسيرات مرح بكير وشروق دويات بالعزل الانفرادي هو سابقة خطيرة وقد تكون مقدمة لمزيد من إجراءات القمع والتنكيل بحق الأسيرات، حيث لم يحدث سابقاً أن تعزل الإدارة من تمثل الأسيرات وتشكل حلقة الوصل بينهن وبين الإدارة، ما ينذر بإجراءات قمعية أشد قسوة خلال الأيام القادمة.
وبين الأشقر أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في أيلول من العام 2000، اعتقل الاحتلال نحو 2500 امرأة وفتاة، لاتزال منهن 34 أسيرة في سجون الاحتلال في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية.
كما كشف أن الاحتلال يعتقل شهرياً ما بين 10 إلى 15 امرأة وفتاة لساعات أو لأيام، وبعضهن ينقلن للتحقيق في ظروف قاسية بسجن هشارون، وأخريات صدرت بحقهن أحكام قاسية لسنوات طويلة، وكان آخر المعتقلات الفلسطينية المسنة «سعدية سالم فرج الله» 65 عاماً من بلدة إذنا بالخليل السيدة التي تم اعتقالها ظهر أول من أمس السبت بعد الاعتداء عليها بالضرب قرب الحرم الإبراهيمي بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن.
وأضاف الأشقر إن من بين الأسيرات 19 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة، بينهن 8 أسيرات محكومات بالسجن ما يزيد على 10 سنوات، أعلاهن حكماً الأسيرتان شروق دويات من القدس وشاتيلا أبوعياد من أراضي 48 ومحكومتان بالسجن لمدة 16 عاماً، وعن توزيع الأسيرات جغرافياً، تحتل أسيرات القدس العدد الأكبر من بين الأسيرات ويبلغ عددهن 15 أسيرة، وهناك 5 من رام الله، و4 من مناطق الداخل الفلسطيني، و4 من الخليل، و3 من بيت لحم، وأسيرتان من جنين، وأخرى من طولكرم.
وتعاني 5 أسيرات أمراضاً مختلفة، ولا يتلقين علاجاً مناسباً اصعبهن حالة الأسيرة إسراء الجعابيص.