تستعد أوروبا للاحتفال بأعياد الميلاد، حيث تتزين شوارعها وساحاتها بأشجار عيد الميلاد المتلألئة، وسط حالة من الحذر والترقب الشديدين والخوف من هجمات إرهابية محتملة، حيث تتهيأ الحشود المكثفة للدوريات الأمنية لصد أي عمل إرهابي.
وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، رفع الصوت محذراً من تعرض بلاده لهجمات في أعياد الميلاد المقررة 25 الشهر الجاري، ورأس السنة، واصفاً حالة الخطر بأنها شديدة جداً، مترجماً ذلك في تشديد الإجراءات الاحترازية، وتمركز قوات الأمن أمام الأسواق والكنائس، وذلك حسبما ذكر الموقع الالكتروني لقناة «سكاي نيوز».
الإجراءات الأمنية الفرنسية تزامنت مع تحذيرات الخارجية الأميركية في تقريرها للإرهاب لعام 2020، بأنه رغم خسارة تنظيم داعش الإرهابي الأرض في سورية والعراق، إلا أنه تمدد في مناطق أخرى بالعالم، وعدد الهجمات الإرهابية قفز 10 بالمئة سنة 2020.
وأوضحت «سكاي نيوز»، أنه منذ عام 2015 والكلام عن خطر الإرهاب يومي في أوروبا، حيث اصطبغت فرنسا بدماء سلسلة عمليات إرهابية قتلت 130 شخصاً وجرحت المئات، حيث سجلت فرنسا منذ ذلك العام حتى 2018 العديد من الهجمات، ما بين دهس وطعن أوقعت عشرات الضحايا، وعاد الإرهاب ليهددها بهجومين في نيس وباريس في تشرين الأول 2020.
وتوالت الهجمات أعوام 2016 و2017 و2018، وأبرزها هجمات مطار وقطار بروكسل، وهجمات دهس وطعن في فرنسا وألمانيا والسويد وبريطانيا وإسبانيا، على حين تعرضت بريطانيا 2019 لطعن مسلح لـ3 أشخاص، وشهد 2020 هجمات في النمسا أسقطت 5 قتلى.
وأوضح مدير تحرير جريدة «ليفانت» اللندنية، شيار خليل، أن مخاوف تزايد الإرهاب في أعياد الميلاد تظهر في تشديد الرئيس الفرنسي على الأجهزة الأمنية بزيادة الحذر، ما أدى لتعزيز الحضور الأمني بالشوارع والساحات.
وأرجع خليل سبب المخاوف لانتشار خلايا تنظيم داعش في العالم، وتغلغل فكرهم في عقول مقيمين بأوروبا ومهاجرين جدد، مشيراً إلى أن المداهمات الأخيرة في ألمانيا والنمسا لمجموعات متطرفة أكبر دليل على حذر أوروبا.
ونوّه إلى طبيعة العمليات التي تنشط في أعياد الميلاد، التي تعد «موسماً إرهابياً» للجماعات المتطرفة، ومن ذلك اعتمادها على مواد أولية لصنع القنابل، ما دفع بريطانيا للتحذير من مواد كيميائية مثل منتجات التنظيف المنزلي، كما تشيع عمليات الطعن بالسكين.
وتشير التقارير والدراسات إلى أن كثيراً من الدول الأوروبية صدرت الإرهابيين إلى سورية بعد اندلاع الأحداث فيها، ودعمت تنظيمات هؤلاء الإرهابيين، وحالياً ترفض إعادتهم إلى بلادهم تخوفاً من ارتداد إرهابهم عليها.