مستودعات الأدوية تستغل أزمة الدواء … نقيب صيادلة السويداء: نقص كبير بالأدوية وهذا ما أدى للسوق السوداء
| السويداء– عبير صيموعة
بات فقدان أنواع كثيرة من الأدوية حدثاً يومياً وغير مستغرب لدى جميع الأهالي على ساحة المحافظة وخاصة خافضات الحرارة والمضادات الحيوية سواء للصغار أم الكبار وكذلك أدوية الضغط والغدد وحليب الأطفال إلا أن المستغرب هو ارتفاع أسعار الدواء بين يوم وآخر وتوافره في بعض الصيدليات دون غيرها.
وأكد الأهالي ممن تواصلوا مع «الوطن» ومن تم اللقاء بهم في عدد من الصيدليات أن بعض أنواع الأدوية وخاصة خافضات الحرارة يتم بيعها بأسعار مضاعفة وبشكل مقنن ومحدد، أما المضادات الحيوية فلا يمكن العثور على أي نوع منها إلا المهرب وبأسعار فلكية تختلف أسعارها من صيدلية إلى أخرى.
ارتفاع أسعار الأدوية شبه اليومي برره الصيادلة ممن التقتهم «الوطن» بقلة الكميات الموزعة والمخصصة لكل صيدلية على حد سواء والتي تم حصرها بمستودعات الأدوية التي تقوم باحتكار بيع الدواء إضافة إلى إلزامهم بشراء مستلزمات طبية غير مطلوبة بكميات عالية مثل الكحول وكريمات التجميل وغيرها ما يدفع أي صيدلاني إلى تحميل علب الدواء المؤمنة لهم تكاليف تلك المستلزمات.
وأشار أحد الصيادلة إلى أنه ولشراء علبة سيتامول من أحد المستودعات بسعر 40 ألفاً تم إلزامه بشراء مستلزمات تفوق أثمانها 150 ألف ليرة، الأمر الذي فرض عليه تحميل جزء كبير من التكلفة تلك على ثمن الدواء وأدى بالضرورة إلى رفع سعره.
كما أشار صيدلاني آخر إلى أن تحكم مستودعات الأدوية بالكميات المتوافرة من الأدوية يعود إلى قلة إنتاجها ضمن معاملها تحت ذريعة ارتفاع أسعار تكاليف إنتاجها ما أدى إلى تحول تلك المستودعات إلى تجار أدوية يتحكمون بأسعارها حسب الكميات المتوافرة منها.
نقيب صيادلة السويداء الدكتور أسد الأشقر أكد لـ«الوطن» وجود نقص كبير بالأدوية لدى صيدليات المحافظة جراء توقف معامل الأدوية عن الإنتاج تحت مسوغ ارتفاع تكاليف الإنتاج وهذا الأمر أدى إلى نقص برفد الأسواق والمستودعات بالمادة الدوائية وخاصة الأصناف الحيوية من أدوية مضادات الالتهاب للكبار والصغار إضافة للمسكنات، والأمراض المزمنة الضغط والسكري والغدد، مشيراً إلى أن هذا النقص فسح المجال لانتشار السوق السوداء وأدى إلى فوضى كبيرة في السوق خاصة.
ولفت نقيب الصيادلة إلى أن الطلب على الدواء يفوق العرض الذي جاء بالتوازي مع تخوف المرضى من انقطاع أي نوع من الأنواع وخاصة أدوية الأمراض المزمنة ما دفعهم إلى شراء كمية منها وتخزينها وأدى إلى عدم وجودها بالكميات المطلوبة أو انقطاعها فترات متتالية آملاً تأمين كثير من الأنواع بالكميات المطلوبة في المستقبل القريب.