العدناني أمر بتحريك الخلايا النائمة قبل شهرين … داعش يتوعد واشنطن بعد باريس.. ومقاتل فيه يعلن أن: ما حصل «غيض من فيض»
وكالات :
توعد تنظيم داعش الإرهابي بنقل عملياته إلى بقية دول التحالف الدولي، خاصاً بالذكر الولايات المتحدة. ويبدو أن داعش قرر إطلاق حملته الإرهابية في الخارج، التي استهدفت خلال أسبوعين أربع دول، وتحريك «خلاياه النائمة»، رداً على الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم مؤخراً. وقال مقاتل من داعش ما حصل «غيض من فيض»، وتوعد أعداء التنظيم بـ«رسائل من دم وأشلاء».
ففي فيديو بثه أمس بعد أيام على هجمات باريس، حذر داعش الدول التي تشارك في شن ضربات جوية على مواقعها في سورية من أنها ستلقى مصير فرنسا نفسه.
وقال رجل في الفيديو المنسوب إلى داعش، وفق ما نقلت وكالة «رويترز»: «نقول للدول: والله لك يوم بإذن اللـه كيوم فرنسا. والله، إن كنا دككنا فرنسا في عقر دارها في باريس، فقسماً قسماً لندكن أميركا في عقرها في واشنطن بإذن اللـه تعالى».
ونقلت «رويترز» عن مسلح سوري في صفوف داعش، أن المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني أصدر تعليمات من أجل التحرك في الخارج. وقال المقاتل الذي اتصلت به «رويترز» عبر وسائل التواصل الاجتماعي من شمال سورية: «جاء أمر من الشيخ العدناني بالتحرك منذ نحو شهرين. لقد أرسل الشيخ العدناني أمراً خطياً لكل القواطع، أي السرايا الأمنية، بالتحرك بما فيها في إدلب وغيرها من الأماكن. لبنان أيضاً».
وأضاف «الذي حصل هو غيض من فيض. لبنان وفرنسا كله جزء من هذا» في إشارة إلى تفجيرات الضاحية يوم الخميس وباريس يوم الجمعة.
وقبل نحو ثلاثة أسابيع، أعلن داعش مسؤوليته عن حادث تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، الذي قتل فيه 224 شخصاً، رداً على إطلاق روسيا حملة غاراتها الجوية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية.
ولم يمكن على الفور التحقق من صحة الأمر، الذي قال أنصار داعش ومسلحوه إنه صدر لخلايا نائمة في عدة أماكن. وقال المقاتل: «رسائلهم إلينا تكون بالدماء والأشلاء، ولذلك رسائلنا تكون بالمثل بكل بساطة».
ومنذ إعلان التنظيم خلافته المزعومة في حزيران من العام الماضي، اجتذب داعش آلاف «الجهاديين» من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا. لكن تشديد القيود الأمنية التي فرضتها عدة دول أوروبية حال دول سفر الراغبين في المشاركة في الجهاد للانضمام إلى صفوف التنظيم في كل من سورية والعراق. وللتغلب على ذلك أنشأ داعش قنوات للاتصال من قواعده في سورية والعراق، بهؤلاء الجهاديين وشجعهم على العمل «كذئاب منفردة»، أو من خلال خلايا صغيرة لتنفيذ هجمات داخل الدول التي يعيشون أو يعملون فيها.
ويقول أحد المقاتلين إنه لا يمكن أن تتصل الخلايا النائمة ببعضها بعضاً، لكنها كلها على اتصال بجهاز خاص يتولى مسؤولية «العمليات الخارجية» ومنه تتلقى الخلايا أوامرها. ولم يذكر تفاصيل. ولا يعرف شيء يذكر عن رئيس الجهاز، الذي قال المقاتل، إنه أردني الجنسية، يعمل بالتنسيق من كثب مع القيادة في سورية والعراق ويسافر بين البلدين. ولا يعرف عنه سوى اسمه الحركي.
وقال مصدر جهادي على صلة وثيقة بالتنظيم: «يوجد الكثير من الإخوة حالياً في الغرب بصفة خلايا نائمة، وهم على تواصل مباشر مع الإخوة في القطاع الخارجي وهو جهاز معين مخصص لهذا الأمر». وأضاف «هو بمنزلة فرع استخباراتي قوي. إن مسؤوله أردني وهو يقوم بالتخطيط والتنسيق مع الإخوة في الخارج».
وذكر مسلحون في داعش أن هجمات باريس رفعت الروح المعنوية، داخل التنظيم بعد أسبوع من هزيمته في مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، وبلدة الهول قرب الحدود العراقية، بالإضافة إلى مدينة سنجار العراقية.
وفي نشيد شهير يبثه داعش كثيراً في تسجيلاته المصورة بعد الهجمات بعنوان «قريباً قريباً»، يعد التنظيم بخوض معركة طويلة تضرب فيها في قلب كل من يعارضها.
وتقول كلمات النشيد: «قريباً قريباً، ترون العجيب صراعا رهيباً وسوف ترى. بعقر ديارك تكون المعارك لأجل دمارك حسامي انبرى. مشينا بجز ونحر بسكين ثأر سمت منحراً. بدأتم قتالي بحلف الضلال فذوقوا وبالي. طويلا ستبقى بحربي سوف تشقى. إليكم سنأتي بذبح وموت. ذوقوا الخسارة». وقال أحد مؤيدي التنظيم: «أنصار الدولة (داعش) لا يخافون من التراجع ويتفاءلون بالتقدم. كيف يمكن أن يهزم من يرى أنه من الفرقة الناجية والطائفة المنتصرة. الدولة (داعش) لا تتحدث عما ستقوم به غداً. ولكنها أخبرت العالم أنه سيأتي الرد والعقاب. إذاً سيأتي».
ويقول أنصار التنظيم إن معركتهم مع فرنسا بصفة خاصة تمثل أولوية. وأشار مقاتل إسلامي غير سوري في سورية تم الاتصال به عبر الإنترنت إلى التدخل العسكري الذي قادته فرنسا في مالي في غرب إفريقيا عام 2013، لدحر متمردين إسلاميين، فقال: «فرنسا ظنت أنها انتصرت في مالي. لم ينس الإخوة ما حصل في مالي. هذه بداية فقط. الغرور الفرنسي ودعمه للطغيان زاد في الأمر. الإخوة متحرقون للرد على اللي صار فيها».
وقالت فرنسا: إن ثلاث خلايا جهادية نسقت فيما بينها هجمات يوم الجمعة على حانات وقاعة للحفلات الموسيقية واستاد لكرة القدم.
كما بث داعش شريطاً آخر باللغة الفرنسية، يؤكد وجود 800 فرنسي يقاتلون في صفوف التنظيم في سورية أو العراق، ويظهر جوازاتهم الفرنسية تُحرق، حسبما ذكرت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار.