ميقاتي أكد الحاجة إلى مساعدات عاجلة وجدد التزام حكومته بسياسة «النأي بالنفس»! … غوتيريش: آن الأوان للزعماء أن يتحدوا بري: المماطلة تؤثر في اقتصادنا
| وكالات
شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، على أن الأمم المتحدة لن تدّخر جهداً لتيسير مفاوضات ترسيم الحدود البحرية للبنان، في حين أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن المماطلة في ذلك تؤثر في الاقتصاد اللبناني، في حين اعتبر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن زيارة غوتيريش إلى لبنان تؤكد وقوف الأمم المتحدة الدائم إلى جانب لبنان.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك أمس، بعد لقاء غوتيريش مع رئيس مجلس النواب في عين التينة، أشار بري إلى أن الحديث تناول موضوع الحدود البحرية، وأن تكون المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة وبحضور الأميركيين لأن المماطلة بالمفاوضات تؤثر في اقتصاد لبنان، مشيراً إلى أن الشركات التي تم تلزيمها تؤخر هذا الموضوع تحت حجج أمنية.
وشدد بري على تقدير لبنان دعم الأمم المتحدة للجيش، مؤكداً متانة علاقة الأهالي في الجنوب مع المؤسسة العسكرية و«اليونيفيل»، معتبراً أنه إذا كان هناك من اضطراب فهو من مسؤولية إسرائيل وكل يوم هناك خرق إسرائيلي للأجواء اللبنانية حيث يستخدمون أجواء لبنان للاعتداء على الشقيقة سورية.
وبدوره أكد غوتيريش، أن الأمم المتحدة لن تدّخر جهداً لتيسير المفاوضات، من أجل التوصّل إلى حل سريع في ملف ترسيم الحدود البحرية، ليتسنى للبنان الاستفادة من الثروات الموجودة فيه.
وحسب موقع «المنار» لفت غوتيريش إلى «أنه بحث مع بري، عمل قوات «اليونيفل» في لبنان، وضرورة وضع حد للانتهاكات ووقف العنف، مشيراً إلى أن بري أخبره عن الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي، كما ناقشا ضرورة تعزيز التعاون بين الجيش و«اليونيفل»، ووجوب أن يقدم المجتمع الدولي دعماً للجيش اللبناني».
وقال: إن «الأمم المتحدة متضامنة مع اللبنانيين، ولن ندخر جهداً لتعبئة المجتمع الدولي لدعم لبنان، وأنا قمت بزيارة لمرفأ بيروت تكريماً لأرواح الضحايا الذين سقطوا، وأعرب عن تضامني مع أسرهم الذين أعرف أنهم يبحثون عن الحقيقة ويريدون المساءلة، وكلنا في تضامن معهم».
وأشار غوتيريش إلى أنه آن الأوان للزعماء السياسيين في لبنان أن يتحدوا، وليعزز المجتمع الدولي دعمه للشعب اللبناني، معتبراً أنه من خلال التضامن والوحدة يمكن المضي لمستقبل أفضل، ويمكن أن يعود لبنان لما كان عليه.
وخلال مؤتمر صحفي آخر مشترك في السراي الحكومي مع ميقاتي أكد غوتيريش، الحصول على تأكيدات من الزعماء اللبنانيين بأن انتخابات 2022 ستجرى في موعدها، وقال: «نسعى لكي يستطيع لبنان إنشاء عقد اجتماعي جديد وتطوير علاقاته مع الدول الخارجية وأن تحصل الإصلاحات بالاشتراك مع المجتمع المدني والشركات الخاصة».
وأكد غوتيريش: أن «لبنان في محور إستراتيجياتنا وأولوياتنا وعلينا أن نتفادى أي شكل من أشكال النزاع التي شهدها في السابق لما في ذلك من عواقب وخيمة»، مؤكداً أنه لا بد من السعي لأهداف مشتركة من أجل تحقيق السلام والاستقرار لجميع أفراد المجتمع اللبناني.
من جانبه شدد ميقاتي خلال المؤتمر الصحفي على أن لبنان يجدد تمسكه بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701، كما أنه يحترم القرارات الدولية، داعياً الأمم المتحدة إلى إلزام إسرائيل تطبيق القرار 1701 كاملاً ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان.
وأكد ميقاتي التزام لبنان المضي في المفاوضات الجارية برعاية القوات الدولية ووساطة الولايات المتحدة الأميركية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية بشكل واضح يحفظ حقوق لبنان كاملة.
وفي موضوع آخر جدّد ميقاتي، خلال مؤتمره الصحفي مع غوتيريش، تأكيد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية، قائلاً: «لبنان لن يكون في مطلق الأحوال إلا عامل توحيد بين الإخوة العرب وحريصاً على أفضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم».
كذلك، أشار ميقاتي إلى أن لبنان تعرض لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية منذ تأسيسه، من أزمة لجوء السوريين، إلى جائحة كورونا، إلى أزمة اقتصادية ومالية ونقدية حادة نتجت عن عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت، مؤكداً حاجة لبنان إلى مساعدات عاجلة.
ولفت إلى أن لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، باعتبارها ركناً من أركان الديمقراطية وتحقيقاً لتطلعات الشعب اللبناني، مؤكداً أن الحكومة عازمة في هذا الصدد على إجراء الانتخابات في موعدها من دون تأخير، وسيصار في مطلع العام المقبل إلى دعوة الهيئات الناخبة للمشاركة في العملية الانتخابية، وقال: «إننا نتطلع، كما في الدورات الانتخابية السابقة، إلى مؤازرة حثيثة من مؤسسات الأمم المتحدة لتأمين إجراء هذه الانتخابات بنزاهة وشفافية».