ألمانيا أعلنت استعدادها مع فرنسا للعودة إلى «رباعية نورماندي» بشأن أوكرانيا … روسيا: بانتظار رد واشنطن على مقترحاتنا حول الضمانات الأمنية
| وكالات
أكدت روسيا، أمس، أنها بانتظار رد واشنطن على مقترحاتها حول الضمانات الأمنية، مشيرة إلى أن الأخيرة ستضطر للدخول في حوار حول ذلك سواء رغبت بذلك أم لا، ولم تستبعد إمكانية نشر أسلحة نووية في بيلاروس في حال قام «الناتو» بنشر هذه الأسلحة في بولندا، بينما أعلنت ألمانيا استعدادها مع فرنسا للعودة إلى «رباعية نورماندي» لإيجاد حل بشأن أوكرانيا، ووجوب مناقشة مقترحات روسيا بشأن القضايا الأمنية ضمن الصيغ القائمة.
فقد نقلت وكالة «تاس» عن نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف، قوله أمس: إن واشنطن لم تظهر بعد أي ردود فعل على مقترحات موسكو حول الضمانات الأمنية، ولا يزال الجانب الروسي ينتظر الرد.
وبيّن أن روسيا لا تسمع سوى بعض التصريحات العلنية، ومعظمها ليس من جانب ممثلي الولايات المتحدة، قائلاً: «ولكن هذا أمر له قيمة أيضاً، المهم طبعاً، ما ستخبرنا به واشنطن».
ونوه ريابكوف، بأن روسيا تنطلق من أن الاتصالات بشأن الضمانات الأمنية ينبغي إجراؤها في صيغة ثنائية مع الولايات المتحدة.
وأوضح أن روسيا أخذت بالحسبان مشاركة الاتحاد الأوروبي في هذه المناقشات، مضيفاً: «نقترح أن تكون الولايات المتحدة بالذات من سنجري معها المفاوضات الثنائية حول هذا الموضوع، أما بالنسبة للصيغ الأخرى، فنحن بالطبع نأخذ في الاعتبار رغبات هذه الشخصيات أو تلك، وممثلي بعض الهياكل، لكن هذا لا يعني أننا نغير موقفنا، فنحن مستمرون في الحديث لمصلحة عملية المفاوضات الثنائية مع واشنطن».
وشدد ريابكوف على أن قرار واشنطن بشأن مسودة اتفاقات موسكو بشأن الضمانات الأمنية لن يؤثر في موقف روسيا بشأن تعليق نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
وفي السياق أكد رئيس وفد روسيا في محادثات فيينا حول الأمن والحد من التسلح قسطنطين غافريلوف، أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة ستضطر للدخول في حوار مع روسيا حول الضمانات الأمنية سواء رغبت بذلك أم لا، وقال: «يجب التحدث مع الأميركيين بشكل مكثف، وسيتعين عليهم الدخول في حوار ومناقشة مقترحاتنا المحددة، سواء أحبوا ذلك أم لا، وفي حال العكس، كما أعلنت قيادة الخارجية الروسية بوضوح، سيتم اتخاذ خطوات عسكرية- فنية وعسكرية، أو تشكيل تهديدات مضادة جديدة لدول الناتو».
وشدد على أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» يدرك الحاجة إلى بذل جهود سياسية ملموسة لتسوية مسألة توفير الضمانات الأمنية، مضيفاً: رد فعلهم، من الأمين العام لحلف الناتو وكل شخص آخر مبالغ فيه، يجب أن تكون هناك مناقشة جادة والجميع في الناتو يدركون جيداً أنه مهما كان الحلف قوياً، فمن الضروري اتخاذ إجراءات سياسية ملموسة، لأن رد روسيا العسكري التقني والعسكري سيكون البديل الوحيد».
من جهة ثانية لم يستبعد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس الاثنين إمكانية قيام روسيا بنشر أسلحة نووية في بيلاروس في حال قيام الناتو بنشر هذه الأسلحة في بولندا.
قائلاً: «ليس سراً على أحد أن نشر أسلحة مختلفة قرب حدودنا قد يمثل تهديداً لنا سيتطلب اتخاذ تدابير مناسبة من أجل إعادة توازن الوضع».
وأشار بيسكوف إلى أنه من السابق لأوانه تقييم رد الدول الغربية على مقترحات موسكو المتعلقة بضمانات الأمن، وقال: «لقد سمعنا أقوالاً عن مصادر مختلفة حول وجود استعداد لمناقشة هذا الموضوع، ولعل ذلك يمكن اعتباره عاملاً إيجابياً، لكن أي جواب محدد لم يأت بعد، لذا من المبكر إصدار أي تقييمات».
وعلى خط مواز أعلنت ألمانيا، استعدادها مع فرنسا للعودة إلى «رباعية نورماندي» لإيجاد حل بشأن أوكرانيا، ووجوب مناقشة مقترحات روسيا بشأن القضايا الأمنية ضمن الصيغ القائمة.
ونقلت «روسيا اليوم» عن نائب الممثل الرسمي للحكومة الألمانية ولفغانغ بوشنر قوله أمس الاثنين: «ألمانيا وفرنسا مستعدتان لاستئناف العمل ضمن رباعية النورماندي»، ونأمل ونود أن نجد حلاً مناسباً ضمن إطار هذه الصيغة».
من جهتها، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية أندريا ساسي بضرورة استخدام أشكال الحوار القائمة لمناقشة المقترحات الروسية بشأن القضايا الأمنية.وأشارت إلى أن بلادها ستفعل ذلك حسب الممارسة المعتادة مع جميع الشركاء في الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو». وقالت: «يمكن حل النزاع حول أوكرانيا بالطرق السياسية لا العسكرية، أود أن أؤكد أن مصلحة ألمانيا تكمن في تسوية الوضع بالطرق السياسية، ولهذا من المهم أن تتخذ روسيا خطوات نحو وقف التصعيد».
إلى ذلك اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن طرد روسيا لدبلوماسيين ألمانيين اثنين رداً على إجراء مماثل اتخذته برلين مؤخراً سيؤثر بشكل أكبر على العلاقة بين البلدين.
وقال المتحدث: إن «الحكومة تتطلع إلى تواصل مع روسيا على قاعدة القانون الدولي والاحترام المتبادل، إن القرار الذي اتخذ (أمس) سيؤثر بشكل أكبر على العلاقات»، زاعماً أنه غير مبرر تماماً.