فنانة مبدعة ترسم بتراب الوطن … جوليا سعيد لـ«الوطن»: عوامل عديدة دفعتني لهذا الفن الفريد وأعمل على نشره
| هيثم يحيى محمد
بحب لا حدود له لتراب وطنها وحماس وشغف كبيرين خطّت «جوليا سعيد» طريقها الفريد في الرسم بالتراب ونجحت في تحقيق الكثير من طموحاتها في هذا المجال وتستمر بعملها ضمن مدرستها وخارجها بنشاط مميز عبر نشاطات وفعاليات مختلفة لتحقيق كل ما تطمح إليه وخاصة بعد أن حصلت على وثيقة إبداع من وزارة الثقافة على أسلوبها الذي اختارته في الرسم على الجدران واللوحات بتراب الوطن وبعد أن نجحت إلى حد لا بأس به في نشر هذا الأسلوب بين الأطفال واليافعين.
.. لن نطيل وتعالوا نقرأ معاً نص الحوار الذي أجرته «الوطن» مع الفنانة التشكيلية المبدعة جوليا سعيد.
البداية والعوامل
كيف كانت بدايتك مع الرسم بتراب الوطن وما العوامل التي دفعتك نحو هذا الفن الفريد في بلدنا؟
كانت بدايتي مع الرسم بالتراب مع بداية الحرب على بلدي سورية الحبيبة ومن العوامل التي دفعتني إلى هذا الفن الفريد هو رمزية وقدسية ودفئ هذا التراب الذي تغمّس بدماء الشهداء الأبرار، أما العامل الثاني الذي دفعني وشدني إلى هذا النوع من الرسم فهو موجة الغلاء والحصار الاقتصادي الذي فرض علي بلدي وكوني أم لأربعة أولاد وأسكن في بيت مستأجر بطرطوس منذ دمار بيتي في مدينة الرقة الحبيبة عام 2014، ويدهشني لون التراب منذ طفولتي ولي محاولات قديمة بالرسم علي الجدران بهذه المادة الدافئة الجذابة.. وقد عدت للرسم بالتراب مع بداية الحرب وحصلت على وثيقة إبداع من وزارة الثقافة السورية بعد تقديم طلب ووثائق وسيرة ذاتية، ولوحات فنية منفذة بهذا الأسلوب الفريد كما وصفه بعض النقاد التشكيليين ومتابعون وبعض المهتمين.
مسيرة غنية
بعد هذه الانطلاقة حدثينا عن مسيرتك الفنية في هذا المجال منذ البداية حتى الآن؟
بدأت الرسم بالتراب بعفوية وفكرة أحببتها بأبسط الوسائل والمواد وهو مزج التراب الموجود في حديقة المنزل الذي أسكنه مع الماء وإنجاز لوحات بعد تخطيط الموضوع على القماش الأبيض مستخدمة أصابعي المبللة بالماء والتراب والفرشاة للمساحات الصغيرة والدقيقة واستخراج الدرجة اللونية التي احتاجها لإنجاز اللوحة، وبعد النجاح والتشجيع الذي لقيته بعد مشاركاتي في معارض فنية داخل القطر وخارجه أحسست بالمسؤولية والرغبة في تطوير هذا الفن ونشره بين الأطفال واليافعين. لقد جمعت التراب من أغلب المدن السورية التي سافرت إليها ومزجته وكوّنت لوحات فنية بألوان عديدة منها البني والمائل للأصفر والأحمر القاتم والأبيض والأسود والأزرق المخضّر وهو موجود بكثافة بالقرب من النهر، وأقمت فعالية مع أطفال حمص بدعوة من الأستاذ ريمون مؤسس ملتقى أورنينا للثقافة والفنون في كنيسة سيدة السلام وكان إنتاجاً رائعاً تحدثت عنه وسائل الإعلام والصحف الموجودة، وفي دمشق أشرفت على ورشة أطفال في مركز ثقافي كفرسوسة بدعوة من مديرة الثقافة الأستاذة نعيمة إسماعيل والنجاح الذي شهدناه والتفاعل كان جميلاً ومشجعاً للعودة وإقامة فعالية أخرى.
أما في طرطوس فكانت الفعالية الأولى في حديقة الباسل والثانية في مركز ثقافي طرطوس بحضور شعبي كبير، ومشاركة أطفال بعمر السنة وشهر وما فوق ويافعين وكبار وشارك بالرسم إلى جانب الأطفال عدد من مسؤولي المحافظة المعنيين، وتوجد دعوات لفعاليات أخرى مع بداية السنة الجديدة، وهنا أشير إلى إنني لم أتلف أي عمل من أعمال الأطفال واحتفظ بها كلها لتأتي الفرصة ونفتتح معرضاً لرسومات الأطفال بجانب لوحاتي جميعها المنفذة بالتراب لأن فن الطفل لا يقل أهمية عن فن الكبار وهم أساس وعماد المستقبل المشرق.
لا عقبات
هل من عقبات وصعوبات واجهتك وتواجهك لنشر هذا الفن؟
لم أواجه أي صعوبة في نشر هذا الفن بالعكس تماماً هو من أبسط وأجمل أنواع الفنون لسهولة الحصول علي التراب ومزجه مع الماء وتقبل الأطفال لهذا الفن والتفاعل والإبداع برسومات زادت الفكرة نجاحاً وانتشاراً.
نشر الفكرة
ما الطموحات التي تسعين لتحقيقها؟
أطمح إلى أن تصل فكرة وثقافة وفن الرسم بالتراب إلى جميع الأطفال وإلى إعطائها حقها في المساهمة بتطوير المنهاج لأنها مادة متوافرة ومجانية ولا تؤذي البشرة وإنما اللعب والرسم بالتراب مفيد للبشرة ومدة صلاحيتها دائمة لا تنتهي بزمن معين وتساعد الطفل على الابتكار في مجالات أخرى وترسخ في ذهنه قيم وحب الوطن.
حصة دراسية
ماذا تقترحين على وزارة التربية والجهات ذات العلاقة لنشر ثقافة الرسم بتراب الوطن؟
اقترح على وزارة التربية والجهات المعنية ذات العلاقة لنشر ثقافة فن التراب بأن يوضع بين أيدي أبنائنا في كتاب التربية الفنية البصرية والجمالية حصة درسية لنعزز في نفوسهم المحبة والتعلق بالأرض وجذورها والحفاظ عليها.