منخفض جوي مرفق بكتلة هوائية باردة ورطبة يمتد في طبقات الجو كافة، ويترك آثاره على الشارع السوري، وخاصة الشريحة الكبيرة التي لم تصلها الدفعة الأولى من مازوت التدفئة والمحددة بـ/50/ ليتراً، وحال الناس يقول «عم نتكتك من البرد»، أمام عدم وجود مواد للتدفئة وبورصة المازوت الحر ترتفع إلى 3 آلاف ليرة سورية لكل ليتر مازوت ناقص «شفة».
مصادر في شركة محروقات بينت لصحيفة «الوطن» أنه تم إيقاف توزيع المازوت الصناعي من أجل تكثيف توزيع مازوت التدفئة، وأن نسبة التوزيع مرتبطة بالكميات المتوافرة مع التكتم الرسمي من الشركة عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية حول نسب توزيع الدفعة الأولى، وإلى متى سيستمر توقيف توزع المازوت الصناعي؟
وسائل التدفئة المتاحة اليوم أمام أغلبية الشعب السوري وخاصة الفقراء الحرام والنفخ في الأيادي في حين حالات المرض في صفوف الأطفال ترتفع من شدة البرد وخاصة الإقياء الحامض والإسهال حسب غدير حسين والد لثلاثة أطفال ويقول اشتريت ثلاثة ليترات من المازوت ب10 آلاف ليرة من منطقة المزه في محاولة لتمرير موجة البرد الحالية.
وأشار المواطن حسن عباس إلى أن التدفئة عبر الكهرباء خيار غير متاح لكون الكهرباء ساعة وصل و5 قطع، وفي ساعة وصولها تكون ضعيفة جداً لكون جميع أغراض المنازل الكهربائية تكون في حالة استنفار كامل، من الغسالة والسخان ومكنسة الكهرباء والمكواة وغيرها، وخيار التدفئة عبر الغاز غير متاح أيضاً، لكون الرسائل تحتاج إلى 3 أشهر حتى تصل، والتدفئة عبر الحطب على الرغم من ارتفاع أسعاره قد تكون متاحة في الريف لكن في المدن صعبة جداً، ووصل كيلو الحطب إلى 700 ليرة سورية حسب درجة يباسه، والتدفئة عبر المازوت ضرب من الخيال حيث من استلم 50 ليتراً صرفها خلال الليالي الماضية على أمل أن تصله الدفعة الثانية، ومن لم يستلم ينتظر وحال الجميع يقول «البرد يقض مضاجعنا».