مسؤول بـ«الحر» يرفض زيارة روسيا ويصفها بـ«العدو».. «الأحرار» تنفي تصريحات لقيادي بالحركة يدعو فيها للثأر من العالم أجمع
الوطن – وكالات :
على حين أعلن المستشار القانوني في ميليشيا «الجيش الحر» أسامة أبو زيد رفضه قبول دعوة لزيارة موسكو للتشاور، واصفاً روسيا بـ«العدو»، كانت حركة «أحرار الشام الإسلامية»، تنفي بياناً منسوباً لأحد قيادييها. ويستشهد القيادي في بيانه بزعيم تنظيم «القاعدة»، داعياً إلى تفجير نار الثأر في قلوب الشباب كي تحرق «قلوب الأمهات» في روسيا وفرنسا وأميركا والعالم أجمع، على فلذات أكبادهن.
هذه الوقائع تأتي بعد اتفاق مجموعة العمل الدولية بشأن سورية، على تكليف الأردن بوضع قائمة التنظيمات الإرهابية في سورية، تمهيداً لرفعها إلى مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، عن أبي زيد، قوله: «لا صحّة لما تدّعيه روسيا بأنها تتعاون مع فصائل الجيش الحر، وعلمنا أنها تتواصل مع وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ومع «جيش سورية الديمقراطية» الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، وهؤلاء ليسوا من المعارضة السورية كما تدّعي روسيا» واعتبر أن «تكتّم روسيا وعدم إفصاحها عن الفصائل التي تتعاون معها في سورية، وجعل الأمر سراً، يثير كثيراً من التساؤلات والريبة».
وأوضح أنه تلقّى دعوة روسية رسمية لإجراء مباحثات ومشاورات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في مدينة جنيف السويسرية، لكنه رفضها. وقال: «اتصل الروس لتوجيه دعوة بصفتي مستشاراً قانونياً للجيش السوري الحر، وأوضحوا أن لديهم اتصالات مع الجيش الحر وهم يرغبون بتعزيز التعاون معنا وتوسيعه وتعميقه»، وأضاف: «وكان ردنا واضحاً بأن روسيا باتت بالنسبة لنا عدواً وليس بينها وبين الجيش الحر أي علاقة سوى السلاح طالما استمرت في عدوانها على سورية». وفي الشهر الماضي أصدرت كبرى المجموعات المسلحة بياناً وصفت فيه روسيا بـ«المحتل»، ورأت أن تدخّلها العسكري «قطع الطريق على أي حل سياسي».
ورأى المستشار القانوني في «الحر» أنه «من غير الممكن أن تتطور العلاقة بأي شكل (بين موسكو والحر)، فهناك بيان واضح بهذا الشأن من القوى الثورية، وبحال توقف العدوان العسكري الروسي يمكن أن يجتمع قادة الجيش الحر والفصائل الثورية لدراسة الوضع واتخاذ قرار التنسيق مع الروس من عدمه»، وتابع «توقف الروس عن القتال في سورية، لا يعني بالضرورة الموافقة بشكل فوري على اللقاء».
من جهة أخرى تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لبيان عليه صورة القيادي في «أحرار الشام» أبو راتب وشعار حركة «الأحرار».
وفي البيان استشهد أبو راتب بزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، الذي قال: إن الحرب مع الغرب «قسمة مشتركة» في الأكلاف. وقلل القيادي في «الأحرار» من شأن الحلول السياسية باعتبارها «محض أوهام، ولا تسمن أو تغني من جوع.. ومنتهية الصلاحية»، ورأى أنها «تطيل أمد الحرب والمأساة»!
ودعا إلى «تفجير نار الحقد والانتقام والثأر في نفوس الشباب من الغرب، كي تحرق نار صدور هؤلاء قلوب أمهات الفرنسيين والروس والأميركيين والعالم أجمع»، وأضاف: «فليمت شبابهم ونساؤهم وأطفالهم وحضارتهم، وتباً ثم ألف تب للسلام العالمي الكاذب». وعلى الفور تبرأت حركة «أحرار الشام»، من هذه التصريحات معتبرةً أنها ملفقة ولا تعكس موقف الحركة الرسمي.
وشددت الحركة في بيان لها أمس، نقله موقع «الدرر الشامية» المعارض، على أن مواقف الحركة، تؤخذ «من الجناح السياسي والناطقين الرسميين حصراً»، واعتبر أن أي آراء أخرى، هي «إما كذب أو تلفيق أو اجتهادات شخصية لا تُعبِّر عن مواقفها الرسمية».
والصيف الماضي، شنت الحركة التي تعتبرها واشنطن (بشكل معلن) وموسكو والقاهرة وأبو ظبي وطهران ودمشق، «إرهابية» حملة علاقات عامة في الصحف الأميركية لإقناع العالم بأنها «حركة إسلامية معتدلة» قادرة على مواجهة داعش.
ويأتي توقيت صدور بيان أبي راتب في توقيت حساس بالنسبة للتنظيمات المسلحة، بعد اتفاق الدول المنضوية تحت لواء «مجموعة الدعم الدولية حول سورية» على تكليف الأردن وضع قائمة للتنظيمات الإرهابية وسط إصرار من روسيا وإيران على وضع الأحرار على رأس القائمة، ودفاع تركيا وقطر عنها. وتحالفت الأحرار مع «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، لتشكيل جيوش «الفتح» في كل من إدلب وحوران والحرمون.