أكد أن وجود قوات بلاده في سورية يسهم في ضمان استقرارها … بوتين: واشنطن تتحمل مسؤولية تدهور الوضع في أوروبا وسنرد على أي خطوات غير ودية
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن من حق بلاده اتخاذ الخطوات الضرورية لضمان أمنها وسيادتها، مشدداً على أن روسيا سترد بشكل صارم على أي خطوات غير ودية ضدها، مشدداً على أن وجود القوات الروسية في سورية يسهم في ضمان استقرارها، في حين أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا جاهزة لبحث قلق الولايات المتحدة في المحادثات حول ضمانات الأمن، في حين أعلن رئيس الوفد الروسي في فيينا قسطنطين غافريلوف أنه توجد لدى روسيا خطة «ب» إذا لم ترد الولايات المتحدة وحلف «الناتو» على اقتراحات موسكو بشأن ضمانات الأمن.
وتناول بوتين في كلمة ألقاها أثناء اجتماع هيئة وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء، دور القوات الروسية في سورية قائلاً: إن «وجودهم والمساعدة التي يقدمونها للسكان المدنيين في حل المهمات الإنسانية يسهمان بشكل ملحوظ في ضمان الاستقرار في هذه الجمهورية».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين أن الولايات المتحدة تلتزم بقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة عندما يكون ذلك مفيداً لها، لكنها تتناسى ذلك على الفور إذا كان لا يتوافق مع مصالحها، مضيفاً: إن مثل هذه التلاعبات أصبحت مزعجة.
وقال بوتين: «من أعطى الولايات المتحدة الحق في توجيه ضربة لعاصمة أوروبية، مدينة بلغراد؟ لا أحد! لقد قررت ذلك بنفسها بكل بساطة، فيما تراكض من يدورون في فلكها من خلفها وهم ينبحون بصوت خافت. وهذا كل ما في القانون الدولي»!
وتابع: «بأي حجة دخلوا العراق؟ تحدثوا عن تطوير أسلحة الدمار الشامل، دخلوا ودمروا البلاد وأوجدوا بؤرة للإرهاب الدولي ثم تبين أنهم أخطؤوا، قالوا: المخابرات خذلتنا، رائع! وهذا هو كل التبرير! اتضح أنه لم يكن هناك أي أسلحة».
وتساءل: «كيف دخلوا سورية؟ هل بموافقة مجلس الأمن الدولي؟ كلا، إنهم يتصرفون على هواهم»!
وحمل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية تدهور الوضع في أوروبا في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى انسحاب واشنطن من مختلف المعاهدات الدولية الخاصة بالاستقرار الإستراتيجي وسعيها لتوسيع حلف الناتو.
وقال: «لا نطلب لأنفسنا أي ظروف استثنائية، إذ تدعو روسيا إلى ضمان أمن متساو وغير منقسم في كل الفضاء الأوراسي».
وأشار بوتين إلى أنه في حال استمرار النهج العدواني السافر من الغربيين، فإن روسيا سترد عليه باتخاذ إجراءات مناسبة في المجال العسكري التقني، وسترد بشكل صارم على أي خطوات غير ودية ضدها، مشيراً إلى أن موسكو تملك الحق في ذلك كلياً، كما من حقها أن تتخذ الخطوات الضرورية لضمان أمنها وسيادتها.
وحمل بوتين الولايات المتحدة المسؤولية عن تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، مشيراً إلى أن روسيا كانت في كل مرة مضطرة للرد على خطوة أميركية غير ودية إزاءها.
وذكر أن السبب المحتمل لتمسك الولايات المتحدة بنهجها هذا هو شعورها بالنشوة من الانتصار، أو الانتصار المزعوم، في الحرب الباردة، أو سوء تقدير الوضع والتحليل الخطأ لسيناريوهات تطوره المحتملة.
وبيّن بوتين أن حشد الولايات المتحدة و«الناتو» قوات عسكرية قرب حدود روسيا يثير قلق موسكو الشديد، لافتاً إلى نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا والخطط لنشر منصات «إم كا – 41» المكيفة لإطلاق صواريخ «توماهوك» في بولندا.
وأشار بوتين إلى أن روسيا بحاجة إلى ضمانات طويلة الأمد وملزمة قانونياً، قائلاً: «لكننا نعرف جيداً أن حتى هذا لا نستطيع الثقة به، لأن الولايات المتحدة تنسحب بسهولة من كل الاتفاقات الدولية التي فقدت أهميتها في نظرها».
ونفى بوتين صحة ادعاءات تصور المقترحات الروسية الموجهة إلى واشنطن والناتو بخصوص ضمان أمن روسيا على أنها إنذار للغرب، وذكّر بأن الأميركيين ينشطون على مسافة تقدر بآلاف الكيلومترات من أراضيهم الوطنية، وذلك بذرائع مختلفة، بما في ذلك بذريعة ضمان أمنهم.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا جاهزة لبحث قلق الولايات المتحدة في المحادثات حول ضمانات الأمن، مضيفاً: إن موسكو لم تتلق أي معلومات بهذا الشأن من واشنطن.
وأشار لافروف في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء إلى أن روسيا تفهم جيداً أن مسائل ضمان الأمن يجب بحثها في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي تعليقه على المكالمة الهاتفية بين مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، ومستشار الأمن القومي الأميركي للأمن القومي، جايك ساليفان، التي جرت أول من أمس، أشار لافروف إلى أنه لا يعتبر هذه المكالمة إجابة للجانب الأميركي على الاقتراحات الروسية حول ضمانات الأمن، موضحاً أن المكالمة تمحورت حول مسائل تنظيم المحادثات.
بدوره أعلن رئيس الوفد الروسي في فيينا قسطنطين غافريلوف أنه توجد لدى روسيا خطة «ب» إذا لم ترد الولايات المتحدة وحلف الناتو على اقتراحات موسكو بشأن ضمانات الأمن.
وقال غافريلوف في حديث مع قناة «روسيا-24» أمس الثلاثاء: «بالطبع توجد لدى قيادتنا خطة «ب»، لا يريد أحد أن يستخدمها، إنها ليست إنذاراً نهائياً بل إنه شرط صارم مستوحى من الظروف والوقت، لقد حان الوقت للتعود على فكرة أنه من الضروري حماية مصالحنا».
من جانب آخر قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن الاختبارات الحكومية لصاروخ «تسيركون» فرط الصوتي شارفت على الانتهاء.
ونقلت «تاس» عن شويغو، في اجتماع موسع لهيئة رئاسة وزارة الدفاع الروسية أمس، أن الاختبارات الحكومية لهذا الصاروخ تقترب من الاكتمال، وسيتم توريده إلى وحدات الجيش الروسي في عام 2022.